السلام عليكم
توجد رواية طويلة بأن الباقر سقط في بئر فصرخت أمه واخبرت أبوه السجاد (عليه السلام) لكن الإمام كان يصلي فلم يهتم لها فقالت: ما أقسى قلوبكم يا أهل البيت، ثم انتهى الإمام من صلاته فقام واخرج الباقر من البئر سالماً، وقال لها خذيه يا ضعيفة الإيمان بالله، فبكت لقوله هذا.
ما صحة هذه الرواية؟
كما أن المعروف أن أم الباقر (عليه السلام) هي فاطمة بنت الإمام الحسن (عليه السلام) التي قال عنها حفيدها الإمام الصادق (عليه السلام): 'كانت صديقة لم يدرك في آل الحسن مثلها".
لكن نجد أن الإمام السجاد (عليه السلام) يقول لها: يا ضعيفه الإيمان بالله!
وكيف تقول هي عن أهل البيت ما أقسى قلوبكم؟
فهل تقول أم إمام مثل هذا الكلام؟
وعذراً على الاطالة.
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
أولاً: الرواية مرسلة، فلا يعتمد عليها.
ثانياً: نقلها المجلسي في بحاره عن كتاب المناقب من كتاب الأنوار، جزء (٨١)، صفحة (٢٤٥)، حديث (٣٦).
ثالثاً: متن الرواية هو:
((… أنه (عليه السلام) كان قائماً يصلي حتى وقف ابنه محمد (عليه السلام) وهو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر، فسقط فيها فنظرت إليه أمه فصرخت وأقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر، وتستغيث، وتقول: يا ابن رسول اللّٰه غرق ولدك محمد، وهو لا ينثني عن صلاته، وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر.
فلما طال عليها ذلك قالت: حزناً على ولدها: ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول اللّٰه!؟ فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلا عن كمالها وإتمامها، ثم أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومد يده إلى قعرها وكانت لا تنال إلا برشا طويل، فأخرج ابنه محمداً على يديه يناغي ويضحك لم يبتل به ثوب ولا جسد بالماء، فقال: هاك! ضعيفة اليقين بالله، فضحكت لسلامة ولدها وبكت لقوله"يا ضعيفة اليقين بالله".
فقال: لا تثريب عليك اليوم، لو علمت أني كنت بين يدي جبار لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عني أفمن يرى راحم بعده؟)).
رابعاً: على فرض صحة الرواية (وهي ليست كذلك فإنها مرسلة ولا يؤخذ بها) فالمرأة عملت بعاطفة الأمومة ولم تنظر بمنظار المعصوم (عليهم السلام) وهو كما هو واضح غير معصومة وما قالته ليس قدحاً بأهل البيت (عليهم السلام) وأنما من باب ما فهمته هي عليهم في هذه الحالة التي مملوءة خوفاً وعاطفة على ولدها الذي ظنت أنّه سوف يغرق ويموت.
والله العالم.
ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه