logo-img
السیاسات و الشروط
( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الحلم

كيفية اكتساب الحلم وما الخطوات اليه وما الاعمال ؟


الحِلْمُ لغة: من حَلُمَ، حِلْمَاً: أي تأنّى وسَكَنَ عند غضب أو مكروه مع قدرة وقوّة، وكذلك صَفَح وعَقَل,والحِلْم: الأناة وضبط النفس, والعقل،وهو ضد الطيش،وجمعه أحلام،ومرادفاته اتّزن, احتمل, جَلُدَ, صبر, عَقِل. اصطلاحاًهو ضبط النفس إزاء مثيرات الغضب،وطُمَأْنِينَتَها بحيث لا يحركها الغضب بسهولة ولا يزعجه المكروه بسرعة, وهو الضد الحقيقي للغضب.. « بعث أبو عبدالله (ع)غلاما له في حاجة,فأبطأ,فخرج أبو عبدالله(ع) على أثره لمّا أبطأ,فوجده نائما,فجلس عند رأسه يروّحه حتى انتبه,فلما تنبه قال له أبو عبدالله(ع): يافلان والله ماذلك لك, تنام الليل والنهار,لك الليل,ولنا منك النهار » الكليني، أصول الكافي، ج2، ص141، ح1810 ويعتبر الإسلام أنّ الحلم دليل على رجاحة عقل صاحبه وعلمه, وأنّه من دلائل حب المولى للعبد, لذا كانت مصادر التشريع,القرآن والسنة, ذاخرة بالنصوص المشجّعة على ضرورة التحلي به . ورد معنى الحلم في جملة من الآيات الكريم ، منها : قوله تعالى: «﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً﴾ » جاء تفسير معنى "قالوا سلاما" بأنّه الحلم. قوله تعالى: «﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾». قال تعالى: «﴿قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ﴾». قوله تعالى: «﴿ لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾». قوله تعالى: «﴿إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ﴾». قال الإمام جعفر الصادق(ع): « تجرّع مضَضَ الحلم فإنّه رأس الحكمة وثمرة العلم » غرر الحكم ح6419 في الروايات جاءت روايات كثيرة حول الحلم وفضائله منها: قال الإمام علي(ع)«:إنّما الحلم كظم الغيظ ومِلْكُ النفس» كما أشارت روايات أخرى أنّه مرتبط بالعقل فعن الإمام علي(ع):« الحلم نور جوهره العقل» وعنه أيضا أنه مرتبط بالعلم «الحلم زينة العلم» ومرتبط بالعبادة، عن محمد بن عبيد الله قال: سمعت الرضا(ع) يقول: «لا يكون الرجل عابداً حتى يكون حليماً.» يرى علماء الأخلاق أنّ الحلم من أشرف الكمالات وأنّه دليل سمو النفس ورفعتها, والحلم يأتي كنتيجة طبيعية لكظم الغيظ فمن يعتاد على كظمه للغيظ تحدث له ملكة الحلم،فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) قوله: « اِكظُمِ الغيظَ تَزدَدُ حِلما » من وجهة النظر الفلسفي هناك دوافع وأسباب تدفع بالفرد باتجاه التحلي بالحلم وأخرى تساهم في تقويته منها: التسلط على النفس وضبط القوى والنوازع النّفسية يتسبب في أن يصمد الإنسان أمام الأزمات فلا ينهار أمامها, وبالتالي لا يخضع أمام قوّة الغضب والانفعال. علو الطبع وعلو الهمة وقوة الشخصية تقوي فضيلة الحلم في الإنسان وتمنعه من الخضوع أمام الغضب. الإيمان بالله تعالى والتوجه إلى التحلي بصفات الله ومنها الحلم تقوي في داخل الإنسان هذه الفضيلة. معرفة الآثار الإيجابية لفضيلة الحلم ونتائجها الحميدة على حياة الإنسان تدفع أيضا نحو التحلي به. للحلم نتائج وآثار كثيرة أهمّها: حب الله تعالى للعبد فعن الإمام علي(ع):«إذا أحبَّ اللّه عبداً زيّنه بالسكينة والحلم» العزة وقوّة الشخصية والشرف ,لأنّ الناس يحكمون على قوة شخصية الإنسان ورجحان عقله من خلال حلمه وضبطه لنفسه. حفظ الإنسان من أخطار الغضب التي قد تدمر حياته وتجعله نادما مابقي منها. نُصْرَة الحليم أمام الجاهل,فقد ورد عن أمير المؤمنين(ع): « إنّ أوّل عِوَضِ الحليم من خصلته أنّ الناس كلّهم أعوانه على خصمه »

2