سؤالنا هو: قال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): (ما رأيت شيئا إلا ورأيت الله قبله ومعه وبعده) ، وفي روايات أخرى (وفيه ...) ، فكيف نرى الله في النقائص والذنوب والشيطان والظالمين إن كانوا جميعا تجليات الحق وكيف للناقص أن يحكي عن الكامل.. والله كامل ولا يصدر عن الكمال المطلق إلا الكمال .. فكيف نفسّر كلام العرفاء أنه ليس في الدار غيره ديار.. وما هذا الوجود كله إلا الحق وشؤونه وتجلياته؟
الأخ علي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: ان هذه الرؤية هي رؤية فؤادية وليست بصرية، فالأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)لنفوسهم الكاملة القدسية يعرفون الله تعالى، ويشاهدونه بأبصار القلوب، ثم يعرفون أفعاله وآثاره ... المزید
ثانيا: النقائص المشار إليها خلقها الله تعالى لحكمة النظام، حتى تتبيّن الأشياء بأضدادها، فمن يعرف نفسه بالنقص يعرف ربه بالكمال، وهكذا في تفاصيل النقائص والعيوب يدرك معنى الكمال المطلق والكمال من جميع الجهات.
ثالثاً: إن قولهم ((إن النقص، وكذا مظاهره كالفحش والظلم والظالمين والشياطين...الخ تجليات للحق سبحانه)) قول فاسد، وهذه هي مقالة المتصوفة الذين يجعلون كل الأشياء شؤوناً لذاته - سبحانه - وينفون الواقعية الخارجية، إن النقائص والفواحش هي أعدام إضافية وهي عكوس الكمالات والخيرات، وليست هي تجليات الحق سبحانه.
وقد أوضحنا في كثير من الأجوبة أن مذهب المتصوفة باطل، وأن القائل بالكثير من عقائدهم عاطل، وينبغي الاجتناب عن مطالعة كتبهم التي شحنوها بالشطحات والكفريات، ثم أوّلوها بما يحلو لهم ليقبلها العامة.
ودمتم في رعاية الله