ماجد عدنان العوامي - الولايات المتحدة
منذ 5 سنوات

 مسألة زواجه من بنات النبي (صلى الله عليه وآله)

لماذا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم زوج عثمان بنته بينما ان عثمان قتل زوجته الاولى وهي كانت بنت الرسول؟ شاكرين لكم حسن تعاونكم


الاخ ماجد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته للاجابة على هذا السؤال لابد من أن نورد عدة نقاط نحاول بها تصور واقع الحال والظروف المحيطة برسول الله (صلى الله عليه وآله) في ذلك الوقت والعلاقات الحاكمة في المجتمع القرشي التي هي رد فعل ظاهري لما يعتمل في نفوس أفراد من دوافع ورغبات: أولاً: ان عثمان بن عفان كان من بني أمية ولا يخفى قوة هذه العائلة في المجتمع القرشي وشدة عدائها ومنافستها لبني هاشم أولاد عمهم, وبالتالي عدائها لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وقيادتها للخط المواجه له (صلى الله عليه وآله) في ذلك المجتمع الذي كانت تحكمه العلاقات العشائرية. فلا مانع من محاولة رسول الله (صلى الله عليه وآله) كسر هذا الطوق بعلاقة المصاهرة خاصة اذا كانت هناك رغبة من الطرف الآخر, وهو أسلوب طبيعي لتوسيع دائرة الموالين وتحييد الاعداء يستخدمه البشر منذ آلاف السنين. ثانياً: ومن هذا المنطق روى ابن شهر آشوب في (المناقب): ان عثمان قد عاهد أبا بكر أن يسلم إذا زوجه النبي (صلى الله عليه وآله) رقية (المناقب1/ 22)، ومن المعلوم أن رقية كانت عند أحد أبناء أبي لهب فطلقها بعد الاسلام, وقد كانت ذات جمال رائع ومن احسن البشر (ذخائر العقبى: 162, مستدرك الحاكم4: 47) فهي ممن يرغب في مثلها, فلا مانع من رغبة عثمان بها واستعداده لدخول الاسلام ومن أجلها, وقبول النبي (صلى الله عليه وآله) ذلك تأليفاً له على الاسلام خاصة وهي المطلقة حديثاً. فلاحظ. ثالثاً: هناك بعض الروايات تقول ان عمر عرض حفصة على عثمان بعد وفاة رقية فرفضها كما رفضها أبو بكر أيضاً وكانت أرملة بعد مقتل زوجها خنيس بن حذافة فشكى ذلك الى النبي فتزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزوج عثمان أم كلثوم (طبقات ابن سعد, الاصابة, الاستيعاب). وهناك رواية أخرى تقول أن عثمان هو الذي خطب حفصة بعد توفي رقية فرده عمر فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) فتزوج حفصة وزوج عثمان أم كلثوم. وعلى كل حال فان هذه الروايات توحي الى أن هناك قضية وخطب قد حصل كان اطرافه أبو بكر وعمر وعثمان مداره حفصة بنت عمر فحلّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بزواجه من حفصة وزواج عثمان من أم كلثوم. أما تفاصيل هذا الخطب من ضيقه أو أتساعة ودوافعه واثاره فلا تذكره الروايات ربما لدواع مختلفة لا يخفى بعضها على اللبيب المتأمل. وعلى كل فان هناك حادثة وقعت في ظرفها لا نعلمها نحن, جعلت النبي (صلى الله عليه وآله) يحلها بهذه الطريقة ربما نستطيع ان نخمن بعض جوانبها من خلال التأمل في النقطة الاولى والثانية ومن خلال الربط بين زواج حفصة وزواج أم كلثوم كما تذكره الروايات. فتأمل. وليس من المستبعد أن يكون السبب في تزويج عثمان من رقية أول الامر هو السبب في تزويجه مرة أخرى بأم كلثوم، بل لربما كان الدافع أقوى في المرة الثانية خاصة بعد معركة بدر ومصرع جبابرة قريش التي كان يقودها أبو سفيان رأس أمية. ودمتم في رعاية الله

1