بحث مفصل حول عالم الذرّ
يقال إنّ الأرواح وهي في عالم الذر قبلت مصيرها في السعادة أو الشقاء, فإذا كانت في ذلك مضطرّة فكيف قبلت بذلك. أو أن تكون في حالة اللاشعور " اللاعقل " فكيف يليق إذا ً أن تؤاخذ بالعقوبة؟ هذا من ناحية, ومن ناحية ثانية نود أن نعرف نبذة عن كيفية عالم الذر؟
الاخ فيصل المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينقل العلامة المجلسي في المجلد الخامس من بحار الأنوار أخبارا ً وروايات كثيرة عن الطينة والميثاق وعالم الذر (يراجع المجلد الخامس من الطبعة الحديثة, باب الطينة والميثاق, ص 225-276 ), وخلاصة هذه الأخبار: أنّ الله "سبحانه وتعالى " بعد أن خلق آدم (عليه السلام) أخرج ذريته من ظهره على شكل ذر صغيرة ملأ السماء, وأنّ كل روح من ملك الأرواح تتعلق بجسدها الخاص بها في هذه الدنيا, وعندما اكتمل لديها.-أي المخلوقات الذرية ـ كمال العقل والشعور والإرادة والاختيار, أخذ الله الميثاق عليهم بالربوبية والنبوة بكل نبي كان, وكذلك للأئمة (عليهم السلام ), فقال: ألست بربكم؟ فأجاب عدّة وهم أصحاب اليمين بطاعة ورغبة: بلى فأقروا وصدقوا.
أما الباقون, وهم أصحاب الشمال, فأجابوا: بلى, ولكن عن كراهية ودون رغبة (من هذه الروايات ما نقله صاحب البحار من الإمام الصادق في قوله عليه السلام:"إنّ الله عزوجل لما أخرج ذرية آدم (عليه السلام) من ظهره ليأخذ عليهم الميثاق له بالربوبية وبالنبوة لكل نبي, كان أول من أخذ عليهم الميثاق بالنبوة, نبوة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله), ثم قال الله جلّ جلاله لآدم عليه السلام: انظر ماذا ترى؟ قال: فنظر آدم إلى ذريته وهم ذرّ قد ملؤوا السماء. إلى أن قال آدم (عليه السلام): فمالي أرى بعض الذّر أعظم من بعض, وبعضهم له نور قليل, وبعضهم ليس له نور؟ قال الله عزوجل: كذلك خلقتهم لأبلوهم في كلّ حالاتهم