هاشمي رمضان - هولندا
منذ 4 سنوات

 العلاقة بين الأموات والأحياء

نقرأ في القرآن الكريم في سورة يس (( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ... )) ونحن نعتقد بعذاب القبر فيبدو من سؤال الكفار انهم لم يذوقوا عذاب القبر لانهم عند مشاهدتهم العذاب بعد استيقاظهم من القبر يتعجبون منه وشكرا


الاخ هاشمي رمضان المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تشير الآية الكريمة إلى عظم أهوال يوم القيامة وشدة فزع ذلك اليوم بحيث أن ما كان من عذاب في القبر لا يعدو كونه نوماً ورقوداً مقارنة بذلك الموقف المهول للخطب الشديد على الانسان الذي يجعل المرضع تذهل عن ولدها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى, فلا تنافي بين هذه الآية وبين عذاب القبر الذي أجمع علماء المسلمين بكل فرقهم على وقوعه. لكن كما أسلفنا ان عظم هول المبعث جعل عذاب القبر عند هؤلاء كأنه نوم ورقود. وهناك احتمال آخر في الآية مصدره روآيات التفسير عند أهل السنة وهو أن عذاب القبر لا يتصل بيوم البعث فتكون النومة بعد عذاب القبر وقبل المبعث، فيفزعون من نومهم لما يرونه من فظاعة المحشر وهول يوم القيامة. وقد تنبه الشيخ الطوسي الى هذا الاشكال، وأجاب عنه في تفسيره بذكر كلا الاحتمالين فقال: (( فان قيل: هذا ينافي قول المسلمين الذين يقولون: الكافر يعذب في قبره, لأنه لو كان معذباً لما كان في منام? قيل: يحتمل أن يكون العذاب في القبر ولا يتصل إلى يوم البعث, فتكون النومة بين الحالين, ويحتمل لو كان متصلاً أن يكون ذلك عبارة عن عظم ما يشاهدونه ويحضرون فيه يوم القيامة فكأنهم كانوا قبل ذلك في مرقد, وإن كانوا في عذاب لما كان قليلاً بالاضافة الى الحاضر)) (التبيان: 8/466 - 467, دار احياء التراث). هذا وقد ذكر بعض العلماء احتمالات أخرى في توجيه الآية نعرض عن ذكرها توخياً للإختصار. ودمتم في رعاية الله