logo-img
السیاسات و الشروط
ضياء - مصر
منذ 5 سنوات

 تفاوت العذاب بين الناس

انت تقول ان الرسول (ص) حي في قبرة انا معاك في هذا القول . والرسول يقول ما من احد يصلي علي الا ورد الله روحي الي حتي ارد علية نريد الشرح في ذلك ولكم جزيل الصواب


الأخ ضياء المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1ـ لم نفهم سؤالك أخانا العزيز والمسألة التي لديك إشكال عليها! 2ـ والحديث الذي تطلب شرحه واضح الدلالة على كون النبي (صلى الله عليه وآله) يريد أن يقول بأن روحه لا تغادر جسده الشريف لكون المسلمين يسلمون عليه في كل آن وخصوصاً في هذا الزمان، فلا يتصور بعد أن بلغ المسلمون أكثر من مليار ونصف مسلم خلو آن من الزمان من السلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكذلك الصلاة عليه (صلى الله عليه وآله)، حيث قال (صلى الله عليه وآله): (صلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث ما كنتم)، رواه أبو داود باسناد صحيح كما قال النووي كما في (المجموع 8/275)، وقال الألباني في (أحكام الجنائز 219): على شرط مسلم وهو صحيح بشواهده وطرقه واسناده حسن. وكذلك قوله (صلى الله عليه وآله): (أكثروا عليَّ من الصلاة يوم الجمعة فإن صلاتكم معروضة عليَّ قالوا: كيف تعرض عليك وقد أرمت؟ قال (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء). رواه أبو داود وغيره وصححة الألباني لاحظ (السلسلة الصحيحة حديث رقم 1527). وكذلك قوله (صلى الله عليه وآله): (اكثروا الصلاة عليَّ فإن الله وكل ملكاً عند قبري فإذا صلى عليَّ رجل من أمتي قال لي ذلك الملك: يا محمد إن فلان بن فلان صلى عليك الساعة). راجع (السلسلة الصحيحة للألباني حديث رقم 1530)، وله شاهد بلفظ (إن لله ملكاً أعطاه أسماع الخلائق فهو قائم على قبري إذا مت فليس أحد يصلي عليَّ صلاة إلا قال: يا محمد صلى عليك فلان بن فلان ... المزید). وكل هذا وغيره يدل على أن النبي (صلى الله عليه وآله) حي يرزق في قبره ولكن ليست حياتنا الدنيوية هذه وإنما هي حياة برزخية له فيها خصائص كثيرة وعظيمة. وورد حديث في هذا المعنى ينص عليه رغم أننا لا نحتاج إليه لأنها قضية إجماعية ولا غبار عليها. روى ابن ماجة في (سننه 1/52) عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة ... وإن أحداً لن يصلي عليَّ إلاّ عرضت عليَّ صلاته حتى يفرغ منها) قال قلت: وبعد الموت؟ قال: (وبعد الموت. إن الله حرّم على الارض أن تأكل أجساد الأنبياء). فنبي الله حي يرزق. قال: في الزوائد: هذا الحديث صحيح إلا أنه منقطع في موضعين... وذكر ابن حجر في (فتح الباري 6/353) بعض هذه الأحاديث وشرحها ونذكر بعض كلامه هنا من قوله: (قلت) وإذا ثبت أنهم أحياء بنص القرآن والأنبياء أفضل من الشهداء, ومن شواهد الحديث ما أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة رفعه وقال فيه: (وصلوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم)، سنده صحيح وأخرجه أبو الشيخ في كتاب (الثواب) بسند جيد بلفظ (من صلى عليَّ عند قبري سمعته ومن صلى عليَّ نائياً بلغته). وعند أبي داود والنسائي وصححه إبن خزيمة وغيره عن أوس بن أوس رفعه في فضل يوم الجمعة: (فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليَّ) قالوا: يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ قال: (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء). ومما يشكل على ما تقدم ما أخرجه أبو داود من وجه آخر عن أبي هريرة رفعة: (ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله علي روحي حتى أردَّ (عليه السلام), ورواته ثقات. ووجه الأشكال فيه: أن ظاهره أن عود الروح إلى الجسد يقتضي انفصالها عنه وهو الموت. وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة: أحدها: أن المراد بقوله ردَّ الله عليَّ روحي أن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه لا أنها تعاد ثم تنزع ثم تعاد. الثاني: سلمنا لكن ليس هو نزغ موت بل لا مشقة فيه. الثالث: أن المراد بالروح الملك الموكل بذلك. الرابع: المراد بالروح النطق فتجوز فيه من جهة خطابنا بما نفهمه. الخامس: أنه يستغرق في أمور الملأ الأعلى فإذا سلّم عليه رجع إليه فهمه ليجيب من سلم عليه. وقد استشكل ذلك من جهة أخرى وهو أنه يستلزم استغراق الزمن كله في ذلك لأتصال الصلاة والسلام عليه في أقطار الأرض ممن لا يحصى كثرة واجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة والله أعلم. إهـ. وقال قبل ذلك عن صلاة الأنبياء والتقاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهم في مواضع عدة في اثناء الأسراء والمعراج (6/352): قال (البيهقي): وصلاتهم في أوقات مختلفة وفي أماكن مختلفة لا يرده العقل وقد ثبت به النقل فدلّ ذلك على حياتهم . وبذلك يتضح حياة الأنبياء والشهداء في قبورهم وبعد موتهم وقد أخبرنا الله تعالى ورسوله بذلك فهذه الإخبارات والكلام الكثير في هذا المجال يشير إلى إرادة من الشارع لتنبيه المسلمين المؤمنين بوجود علاقة بين الحي والميت قد تنفعه ولذا يجب أن نتقبلها ونبني عليها الآمال ونتعامل معها على هذا الأساس فنتمنى الأقتراب من النبي (صلى الله عليه وآله) وزياراته والصلاة والسلام عليه وهو قريب عند قبره أفضل من الأبتعاد عنه وأنه ينفعنا بدعاءه واستغفاره لنا وشفاعته لنا وتوسلنا به (صلى الله عليه وآله) مهما أمكن لبلوغ الآمال. ولذلك قال (صلى الله عليه وآله) : (حياتي خير لكم ووفاتي خير لكم تعرض عليّ أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم). أخرجه الهيثمي في (مجمع الزوائد تحت باب: ما يحصل لأمته (صلى الله عليه وآله) من استغفاره بعد وفاته), وقال : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. ودمتم في رعاية الله

1