مؤمنة - الكويت
منذ 4 سنوات

 زواج النبي (صلى الله عليه وآله) منها

يعرض المخالفون هذه الرواية محاولين اثبات مكانة عائشة الرفيعة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) (مجلسي موثق21/233 ) (( وَبِهَذَا الإِسنَادِ عَن يَعقُوبَ بنِ سَالِمٍ عَن مُحَمَّدِ بنِ مُسلِمٍ عَن أَبِي عَبدِ اللَّهِ (عليه السلام) فِي الرَّجُلِ إِذَا خَيَّرَ امرَأَتَهُ فَقَالَ إِنَّمَا الخِيَرَةُ لَنَا لَيسَ لِأَحَدٍ وَ إِنَّمَا خَيَّرَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لِمَكَانِ عَائِشَةَ فَاختَرنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَم يَكُن لَهُنَّ أَن يَختَرنَ غَيرَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله). الكافى المجلد السادس صفحه 140 اعتمدوا على هذه العبارة (( وإنما خير رسول الله صلى الله عليه آله لمكان عائشة )) قالوا أن مكان عائشة يعني محبة رسول الله لعائشة ومقامها عنده وبلا أدنى شك هذا كلام باطل في تفسير عبارة (( مكان عائشة )) ما توجيه هذه العبارة بشكل صحيح و دقيق ؟


الأخت مؤمنة المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما ذكر من معنى من ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) خيّر نساءه لانه يحب عائشة معنى خلاف الظاهر ويتم مرادهم بتاويل انه كان يعلم انهن يخترن الله ورسوله وانه اراد تطليقهن جميعا ولكن لمحبته لعائشة وعلمه باختيارها له جعل لهن حكما مخففا وهو التخيير وليس الطلاق لكن هذا التاويل بعيد وليس من قرينة تشير اليه بخلاف لو قلنا انه خيّر نساءه بسبب سوء معاشرتهن له وبالخصوص ما يصدر من عائشة من سوء خلق معه فيكون معنى لمكان عائشة انه صدر منها من الافعال ما استحقت معه مفارقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنزل قوله تعالى (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدنَ الحَيَاةَ الدُّنيَا وَزِينَتَهَا ... )) (الأحزاب:28) ومن هذه الاية يظهر ان هناك امرا سيئا صدر من احداهن ادى لنزول هذه الاية ففي تفسير القرطبي 14 /162 قال: قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزوَاجِكَ )) قال علماؤنا: هذه الآية متصلة بمعنى ما تقدم من المنع من إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد تأذى ببعض الزوجات. قيل: سألنه شيئا من عرض الدنيا. وقيل: زيادة في النفقة. وقيل: أذينة بغيرة بعضهن على بعض. وقيل: أمر صلى الله عليه وسلم بتلاوة هذه الآية عليهن وتخييرهن بين الدنيا والآخرة. وقال الشافعي رحمه الله تعالى: إن من ملك زوجة فليس عليه تخييرها. أمر صلى الله عليه وسلم أن يخير نساءه فاخترنه. وجملة ذلك أن الله سبحانه خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أن يكون نبيا ملكا وعرض عليه مفاتيح خزائن الدنيا، وبين أن يكون نبيا مسكينا، فشاور جبريل فأشار عليه بالمسكنة فاختارها، فلما اختارها وهي أعلى المنزلتين، أمره الله عز وجل أن يخير زوجاته، فربما كان فيهن من يكره المقام معه على الشدة تنزيها له. وقيل: إن السبب الذي أوجب التخيير لأجله، أن امرأة من أزواجه سألته أن يصوغ لها حلقة من ذهب، فصاغ لها حلقة من فضة وطلاها بالذهب - وقيل بالزعفران - فأبت إلا أن تكون من ذهب، فنزلت آية التخيير فخيرهن، فقلن اخترنا الله ورسوله. وقيل: إن واحدة منهن اختارت الفراق. فالله أعلم. روى البخاري ومسلم - واللفظ لمسلم - عن جابر بن عبد الله قال: دخل أبو بكر يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد الناس جلوسا ببابه لم يؤذن لاحد منهم، قال: فأذن لأبي بكر فدخل، ثم جاء عمر فأستأذن فأذن له، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسا حوله نساؤه واجما ساكتا. قال: - فقال والله لأقولن شيئا أضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " هن حولي كما ترى يسألنني النفقة, فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها، وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها، كلاهما يقول: تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده!! فقلن: والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا أبدا ليس عنده. ثم اعتزلهن شهرا أو تسعا وعشرين. ثم نزلت عليه هذه الآية: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزوَاجِكَ )) - حتى بلغ - (( لِلمُحسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجرًا عَظِيمًا)) . ودمتم في رعاية الله

1