حسين علي رفاعي - السعودية
منذ 4 سنوات

 زواج النبي (صلى الله عليه وآله) منها

لماذا تنكرون سبها ولعنها ومشائخكم يلعنوها ويسبوها وأبيها بالصلاة. لماذا لم يذكرها الله العزيز الحكيم علانية بالسوء كامرأتي نوح ولوط لو كنتم صادقين. ولو كان ما تدعون بحقها وحق باقي الصحابة الكرام صحيحا فكيف يسكت عنهم (علي) الكرار الا ان يكون شيطان أخرس لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس هداني الله واياكم لنكون بأخلاق علي رضي الله عنه وصلى الله على محمد وآله


الأخ حسين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحن نترفع عن سب عائشة وليس من اخلاق أهل البيت عليهم السلام السب ونحن تبعاً لهم فننأى عن ذلك دون اللعن وقد نزل في حقها بعض الآيات القرآنية الذامة لها اما لماذا لم يصرح بها في القرآن فلعله رعاية لحق الرسول الأكرم ولكونها بعد في مورد الأبتلاء واما قول (الساكت عن الحق شيطان أخرس) فيقول لفهمه التيجاني في الشيعة هم أهل السنة ص11 ـ 14. ولعلي لست مبالغا إذا عملت بالحكمة القائلة : لو عكست لأصبت وعلى الباحث المحقق أن لا يأخذ الأشياء على ما هي عليه بأنها من المسلمات ، بل عليه أن يعكسها ويشكك فيها في أغلب الأحيان ليصل إلى الحقيقة المطموسة التي لعبت فيها السياسة كل أدوارها ، وعليه أن لا يغتر بالمظاهر ولا بكثرة العدد فقد قال تعالى في كتابه العزيز : (( وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِن هُم إِلَّا يَخرُصُونَ )) (الأنعام:116). فقد يلبس الباطل لباس الحق للتمويه والتضليل وقد ينجح في أغلب الأحيان لبساطة عقول الناس أو لحسن ظنهم به وقد ينتصر الباطل أحيانا لوجود أنصار مؤيدين له فما على الحق إلا الصبر وانتظار وعد الله بأن يزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا . وأكبر مثل على ذلك ما حكاه القرآن الكريم في قصة يعقوب وأولاده ، إذ (( وَجَاءُوا أَبَاهُم عِشَاءً يَبكُونَ * قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبنَا نَستَبِقُ وَتَرَكنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنَا وَلَو كُنَّا صَادِقِينَ )) (يوسف: 16- 17). وكان من المفروض لو كانوا أهل الصدق أن يقولوا : وما أنت بمؤمن لنا لأنا كاذبون . فما كان من سيدنا يعقوب وهو نبي الله يوحى إليه إلا أن استسلم إلى باطلهم واستعان بالله على الصبر الجميل رغم علمه بأنهم كاذبون ، قال : (( قَالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمراً فَصَبرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ المُستَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ )) (يوسف: من الآية18). وماذا عساه أن يفعل أكثر من ذلك ، وهو يواجه أحد عشر رجلا اتفقوا كلهم على كلمة واحدة ومثلوا مسرحية القميص والدم وكلهم يبكون على أخيهم المفقود . فهل يكشف يعقوب كذبهم ويدحض باطلهم ويسارع إلى الجب ليخرج ابنه الصغير الحبيب لقلبه ، ثم يعاقبهم على فعلتهم الشنيعة ؟ كلا ، إن ذلك فعل الجاهلين الذين لا يهتدون بحكمة الله أما يعقوب فهو نبي يتصرف تصرف الحكماء العلماء وقد قال الله في شأنه : (( وَإِنَّهُ لَذُو عِلمٍ لِمَا عَلَّمنَاهُ وَلَكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لا يَعلَمُونَ )) (يوسف: من الآية68) فما كان من علمه وحكمته إلا أن تولى عنهم وقال: (( وَتَوَلَّى عَنهُم وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابيَضَّت عَينَاهُ مِنَ الحُزنِ فَهُوَ كَظِيمٌ )) (يوسف:84). ولو تصرف يعقوب مع أبنائه كما قدمنا بأن أخرج ابنه من الجب وعنفهم على كذبهم وعاقبهم على جريمتهم لاشتد بغضهم لأخيهم ولوصل بهم الأمر إلى اغتيال أبيهم وربما عبروا عن ذلك بقولهم لأبيهم : (( قَالُوا تَاللَّهِ تَفتَأُ تَذكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَو تَكُونَ مِنَ الهَالِكِينَ )) (يوسف:85).ومن كل هذا نستنتج بأن السكوت في بعض الأوقات مستحب إذا كان في معارضة الباطل مفسدة أو هلاك أو كان في السكوت عن الحق مصلحة عامة ولو آجلة . ولا بد أن يفهم من الحديث النبوي الشريف القائل : الساكت عن الحق شيطان أخرس هذا المدلول الذي يتفق مع العقل ومع كتاب الله المجيد . ولو تتبعنا حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لوجدناه يسكت في كثير من الأوقات لمصلحة الإسلام والمسلمين حسبما يروى في الصحاح من السيرة النبوية كصلح الحديبية وغيرها . ورحم الله أمير المؤمنين عليا عليه السلام الذي سكت بعد وفاة ابن عمه بأبي هو وأمي ، وقال في ذلك قولته المشهورة : (وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ، فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا). ولو لم يسكت أبو الحسن عن حقه في الخلافة ، وقدم في ذلك مصلحة الإسلام والمسلمين ، لما كان للإسلام بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يعيش أبدا على ما رسمه الله ورسوله . وهذه هي الحقيقية التي يجهلها أكثر الناس الذين يحتجون علينا دائما بصحة خلافة أبي بكر وعمر لأن عليا سكت عنهما ، ويضيفون كما يحلو لهم : لو كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عين عليا للخلافة بعده لما جاز له أن يسكت عنها ، لأنها من حقه والساكت عن الحق شيطان أخرس . هذا ما يقولونه ويرددونه . وهذا لعمري هو الفهم الخاطئ الذي لا يعرف من الحق إلا الذي يتماشى مع ميوله وهواه ، ولا يدرك الحكمة التي تتمخض عن ذلك السكوت والمصالح الآجلة التي لا تقدر بقيمة إذا ما قيست بالمصلحة العاجلة نتيجة الثورة على الباطل الذي له أنصار ومؤيدون كثيرون . وإذا كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية على الحق وقبوله بشروط قريش وباطل المشركين ، حتى ثارت ثورة عمر بن الخطاب فقال للرسول : أو لست نبي الله حقا ؟ ! أولسنا على الحق وهم على الباطل ؟ فلماذا نعطي الدنية في ديننا ؟ . أقول : إذا كان سكوته صلى الله عليه وآله وسلم سلبيا بنظر عمر بن الخطاب وأغلب الصحابة الذين حضروه ، فإن الواقع يثبت بلا شك أنه إيجابي لمصلحة الإسلام والمسلمين وإن لم تكن تلك المصلحة عاجلة فقد ظهرت نتائجه الإيجابية بعد عام واحد عندما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكة المكرمة بدون حرب ولا مقاومة ودخل الناس في دين الله أفواجا عند ذلك استدعى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عمر بن الخطاب وأطلعه على نتائج سكوته على الحق والحكمة من وراء ذلك . ولما وجد علي الأنصار لقتال الباطل لم يتوان عن قتال عائشة وجيشها ولم يسكت عند ذلك عن باطلها فماذا تريد اكثر من القتال لدحض باطل عائشة. ودمتم في رعاية الله