كارم محمود - مصر
منذ 4 سنوات

 زواج النبي (صلى الله عليه وآله) بها كان بامر من الله

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. أخرجه مسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. رواه الترمذي وحسنه. اما عن الجدل بغير تحقيق ومعرفة تامة لموضوع النزاع، فإن الجدل بغير علم من علامات الضلال، وربما أوقع في التقول على الله، وفي الحديث الذي رواه أحمد عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل، ثم قرأ: ما ضربوه لك إلا جدلا (الزخرف). ورواه الترمذي وابن ماجه وابن أبي الدنيا في كتاب الصمت وغيره، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وقد ثبت في الكتاب والسنة النهي عن القول على الله بغير علم، والجدل بغير علم، وأن يقال على الله غير الحق، كما في قوله تعالى: (( قُل إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثمَ وَالبَغيَ بِغَيرِ الحَقِّ وَأَن تُشرِكُوا بِاللّهِ مَا لَم يُنَزِّل بِهِ سُلطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعلَمُونَ )) (الأعراف:33)، وقوله تعالى: (( وَلاَ تَقفُ مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ )) (الإسراء:36)، وقوله: (( أَلَم يُؤخَذ عَلَيهِم مِّيثَاقُ الكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُوا عَلَى اللّهِ إِلاَّ الحَقَّ )) (الأعراف:169)، وقوله: (( لاَ تَغلُوا فِي دِينِكُم وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللّهِ إِلاَّ الحَقِّ )) (النساء:171)، وقوله تعالى: (( هَاأَنتُم هَؤُلاء حَاجَجتُم فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيسَ لَكُم بِهِ عِلمٌ )) (آل عمران:66). وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان. رواه مسلم. ومن الناس من يعرض عن النظر فيما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير، وفي هذا مخالفة لأمر القرآن بطاعة واتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ضل من تعلقوا بظاهر القرآن وتركوا السنن التي قد ضمنت بيان الكتاب فتحيروا وضلوا، وقد فرض الله طاعة رسوله في غير آية من كتابه، فقال سبحانه: (( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُم عَنهُ فَانتَهُوا )) (الحشر:7)، وقال تعالى: (( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَد أَطَاعَ اللّهَ )) (النساء:80)، وقال سبحانه وتعالى: (( وَمَا كَانَ لِمُؤمِنٍ وَلَا مُؤمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِن أَمرِهِم )) (الأحزاب:36)، وقال سبحانه: (( وَأَنزَلنَا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيهِم )) (النحل)، وقال تعالى: (( فَليَحذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصِيبَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ )) (النور:63)، وقال تعالى: (( وَإِنَّكَ لَتَهدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّستَقِيمٍ )) (الشورى:52)، وقال الله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وسلم: (( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى* إِن هُوَ إِلَّا وَحيٌ يُوحَى )) (النجم:3-4)، وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى. وروى أحمد وأبو داود وصححه الألباني عن المقداد بن معدي كرب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه. وفي لفظ الترمذي وابن ماجه: ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله. وصححه الألباني. فلا بد للمسلم من الإيمان والعمل بما أوجبه الله، أو أوجبه رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن زعم الاكتفاء بالقرآن الكريم والاستغناء به عن السنة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وكان في زعمه للإسلام واكتفائه بالقرآن كاذبا، وبيان ذلك أن السنة شارحة للقرآن مبينة له، وقد تأتي منشئة للأحكام، لأنها وحي من الله تعالى إلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، ومن زعم الاكتفاء بالقرآن لم يمكنه أداء الصلاة ولا إخراج الزكاة ولا الحج ولا كثير من العبادات التي ورد تفصيلها في السنة، فأين يجد المسلم في القرآن أن صلاة الصبح ركعتان؟ وأن الظهر والعصر والعشاء أربع، والمغرب ثلاث؟ وأن الركوع قبل السجود، وهل يجد في القرآن انصبة الذهب والفضة وبهيمة الأنعام والخارج من الأرض؟ وهل يجد بيان القدر الواجب إخراجه في ذلك؟ وهل يجد المسلم في القرآن كفارة الجماع في نهار رمضان، أو حكم صدقة الفطر والقدر الواجب فيها؟ وهل يجد المسلم تفاصيل أحكام الحج من الطواف سبعا وصفته وصفة السعي، ورمي الجمار والمبيت بمنى؟ إلى غير ذلك من أحكام الحج. وبهذا يعلم قطعا أنه لا يمكن لأحد أن يكتفي بالقرآن ثم يظل يزعم أنه من المسلمين. وكذلك فالسنة تستقل بإيجاب بعض العبادات كزكاة الفطر، أو الوضوء من النوم، أو إيجاب الغسل من التقاء الختانين ولو بلا إنزال، وكوجوب غسل نجاسة الكلب سبعا عند من أوجبه، إلى غير ذلك مما أوجبته السنة استقلالا، وإن السنة تستقل بتحريم بعض الأمور أيضا، ومن ذلك تحريم لبس الرجل للذهب والحرير، وتحريم نكاح المتعة، وتحريم أكل الحمر الأهلية، وتحريم أكل كل ذي ناب من السباع أو مخلب من الطير، وتحريم بيع المسلم على بيع أخيه وخطبته على خطبة أخيه، وتحريم التفاضل في الأصناف الستة، والأمثلة على ذلك كثيرة لمن تتبع أبواب الفقه، فقد بين رسول الله مما أجمل في كتاب الله عز وجل أحسن وأكمل بيان؛ كبيانه للصلوات الخمس فيشش مواقيتها وركوعها وسجودها، وبيانه لأنصبة الزكاة ووقتها، وكذلك صفة الحج، ودعانا لاتباعه بقوله: خذوا عني مناسككم. أخرجه مسلم، وقوله: صلوا كما رأيتموني أصلي. رواه البخاري. وقال جابر بن عبد الله في حديثه الطويل عند مسلم في صفة الحج: ورسول الله بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله، فما عمل به عملنا. ففيه غاية البيان لأهمية السنة، وروى ابن المبارك عن عمران بن حصين أنه قال لرجل: أنت رجل أحمق: أتجد الظهر في كتاب الله أربعا لا يجهر فيه بالقراءة؟ ثم عدد عليه الصلاة والزكاة ونحو ذلك، ثم قال: أتجد هذا في كتاب الله مفسرا؟ إن كتاب الله أبهم هذا، وإن السنة تفسر هذا. وروى الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: كان الوحي ينزل على رسول الله ويحضره جبريل بالسنة التي تفسر ذلك. وروى سعيد بن منصور عن مكحول قال: القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن. وقال يحيى بن كثير: السنة قاضية (يعني مفسرة) على القرآن، وليس القرآن بقاض على السنة. قال أحمد: السنة تفسر القرآن وتبين….. اما بخصوص الافتراء على احدى امهات المؤمنين. وهي عائشة فقد قال سبحانه وتعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفكِ عُصبَةٌ مِّنكُم لَا تَحسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَل هُوَ خَيرٌ لَّكُم لِكُلِّ امرِئٍ مِّنهُم مَّا اكتَسَبَ مِنَ الإِثمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبرَهُ مِنهُم لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) (النور:11)، فما حصل سماه الله إفكا، وندب المسلمين لأن يقولوا فيه: هذا إفك مبين، ويقولوا: سبحانك هذا بهتان عظيم، والآية نزلت في براءة عائشة رضي الله عنها، وقد قال صلى الله عليه وسلم حينما نزلت براءتها: أبشري يا عائشة فقد أنزل الله براءتك. والآيات العشر الواردة في الموضوع تبين بوضوح براءة عائشة وهذا جلي لمن تأمل في قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفكِ عُصبَةٌ مِّنكُم لَا تَحسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَل هُوَ خَيرٌ لَّكُم لِكُلِّ امرِئٍ مِّنهُم مَّا اكتَسَبَ مِنَ الإِثمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبرَهُ مِنهُم لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ* لَولَا إِذ سَمِعتُمُوهُ ظَنَّ المُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بِأَنفُسِهِم خَيرًا وَقَالُوا هَذَا إِفكٌ مُّبِينٌ* لَولَا جَاؤُوا عَلَيهِ بِأَربَعَةِ شُهَدَاء فَإِذ لَم يَأتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الكَاذِبُونَ* وَلَولَا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُم فِي مَا أَفَضتُم فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ* إِذ تَلَقَّونَهُ بِأَلسِنَتِكُم وَتَقُولُونَ بِأَفوَاهِكُم مَّا لَيسَ لَكُم بِهِ عِلمٌ وَتَحسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ* وَلَولَا إِذ سَمِعتُمُوهُ قُلتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبحَانَكَ هَذَا بُهتَانٌ عَظِيمٌ* يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤمِنِينَ* وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ* إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لَا تَعلَمُونَ* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ وَمَن يَتَّبِع خُطُوَاتِ الشَّيطَانِ فَإِنَّهُ يَأمُرُ بِالفَحشَاء وَالمُنكَرِ وَلَولَا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّن أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )) (النــور). فهذه الآيات ليس فيها ما يفيد اشتراك عائشة في الموضوع ولا يدعي ذلك إلا من يفسر القرآن بفهمه السقيم. وأما المفسرون العارفون بمعناها فقد فسروا الآية بحملها على القاذفين الآفكين، قال البغوي في التفسير: لكل امرئ منهم، يعني من العصبة الكاذبة ما اكتسب من الإثم، أي: جزاء ما اجترح من الذنب على قدر ما خاض فيه، والذي تولى كبره، أي: تحمل معظمه فبدأ بالخوض فيه... وإنما نوهت الآيات ببراءة عائشة وكررت بيان كذب المفترين عليها، فقد حكم الله فيها بكذبهم في قوله: (( لَولَا جَاؤُوا عَلَيهِ بِأَربَعَةِ شُهَدَاء فَإِذ لَم يَأتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الكَاذِبُون )) ، وتوعد من تولى كبره فقال: (( وَالَّذِي تَوَلَّى كِبرَهُ مِنهُم لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))، ووصم الخبر بأنه إفك، وبين ما كان يجب على المسلمين فعله من الظن الحسن به، والجزم بأن الخبر إفك مبين وبهتان عظيم، فقال تعالى: (( لَولَا إِذ سَمِعتُمُوهُ ظَنَّ المُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بِأَنفُسِهِم خَيرًا وَقَالُوا هَذَا إِفكٌ مُّبِينٌ )) . وقال تعالى: (( وَلَولَا إِذ سَمِعتُمُوهُ قُلتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبحَانَكَ هَذَا بُهتَانٌ عَظِيمٌ )) . وبين خطر تناقل الخبر وأنه لولا رحمة الله لنزل بسببه العذاب العظيم، فقال تعالى: (( وَلَولَا فَضلُ اللَّهِ عَلَيكُم وَرَحمَتُهُ فِي الدُّنيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُم فِي مَا أَفَضتُم فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ* إِذ تَلَقَّونَهُ بِأَلسِنَتِكُم وَتَقُولُونَ بِأَفوَاهِكُم مَّا لَيسَ لَكُم بِهِ عِلمٌ وَتَحسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ )) . وأما وجه كون هذا الإفك خيراً لهم فهو أنه يحصل لهم به الثواب العظيم مع بيان براءة أم المؤمنين وصيرورة قصتها هذه شرعاً عاماً، كذا قال الشوكاني: وقال البيضاوي: بل هو خير لكم لاكتسابكم به الثواب العظيم، وظهور كرامتكم على الله بإنزال ثماني عشرة آية في براءتكم، وتعظيم شأنكم، وتهويل الوعيد لمن تكلم فيكم والثناء على من ظن بكم خيراً. بعد كل هذا الايجدر بنا كمسلمين موحدين الله سبحانه وتعالى. ان تكون فطرتنا خالصة لوجهه. اذا كانت الخلافة قد انتزعت من سيدنا ومولانا على بن ابى طالب كرم الله وجهه. كما يزعم البعض. فهل يليق هذا والتصديق بقوله تعالى: (( قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء )) كفانا ماعنينا من قرون. تعالوا نختلف فى الفروع وليس فى الاصول. فالائمة الاربعة يختلفون وينهل المسلم من ايهم ماينفعه. وكلهم مشتركون فى الاصول. ونحن لانتعصب لمذهب بعينه. بل نقتدى برب السموات والارض. وبرسولنا الكريم. فليس منا من لايرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا. من عهد ابو البشر ادم عليه السلام. الى ان تقوم الساعة. قال تعالى: (( كل شيئاً خلقناه بقدر )) .. ودمتم فى الحق متمسكين. ولاعلاء كلمة اللة رافعين. فكل بنى آدم خطاء وخير الخطائين التوابين. اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم وان يجمعنا على كلمة التوحيد. وان يجعل كلامى هذا حسبة لله. لا لنفسى. ان على كل شئ قدير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. للعلم هذا للرد على رسالتكم الموقرة وشكراً


الأخ كارم المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الذي فهمناه من كلامك المطول انك أردت بيان عدة نقاط: 1- النهي عن الجدل بغير العلم. 2- الدعوة للتمسك بالسنة النبوية وعدم الاكتفاء بالتمسك بالقرآن ووصفت من يكتفي بالقرآن بانه خلع ربقة الإسلام من عنقه وكان في زعمه للإسلام واكتفاءه بالقرآن كاذباً وأخير قلت وبهذا يعلم قطعاً انه لا يمكن لاحد ان يكتفي بالقرآن ثم يظل يزعم انه من المسلمين. 3- الدفاع عن عائشة بفهم القرآن من أقوال المفسرين الذين تسميهم بالعارفين بمعناها وتذكر اقوال بعض المفسرين السنة. 4- الدعوة للاتحاد في الأصول وليبقى الاختلاف في الفروع. وللإجابة على ذلك نقول: أولاً: نحن معك في ما تريد قوله من ان الجدال بغير علم طريق الجاهلين وان الإنسان بذلك يكون من اتباع الشيطان في الإصرار على الباطل والتمسك به. والذي نفهمه من ايرادك لمضمون الآية القرآنية هو اتهامنا بأننا نقول على الله بغير علم ونحن نقول ان كل الذي قلناه في الجواب السابق هو ان خطيئة آدم لم تكن من نوع المعصية القادحة بالعصمة بل هي من ترك الأولى, لأنه ثبت عندنا بالدليل عصمة الأنبياء فلابد أن تأول المعصية بما لا يقدح في العصمة وأين هذا من الجدل بغير علم؟ وكان الأحرى بك أن تتهم نفسك بالجدل بغير علم والتقول على الله بالباطل وذلك لانك أثبت لله الجبر بإرادته لآدم الخطأ وان عدم صدور المعصية من ادم تسلبه صفة الإنسانية وكل هذا الذي قلته باطل. ثانياً: أما دعوتك للتمسك بالسنة بالإضافة إلى القرآن فنحن معك في ذلك أيضاً ونريد ان نلتزم بقولك انه خرج عن الإسلام من يدعو للتمسك بالقرآن وحده ولكن هل تلتزم أنت بذلك؟ إذا عرفت أن عمر هو صاحب هذه النظرية الباطله فهل تخرجه من الإسلام؟ يقول عمر كما في البخاري ج7 ص9: (ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد غلب عليه الوجع وعندكم كتاب الله حسبنا كتاب الله) وفي فتح الباري ج8 ص102 (واشار بقوله حسبنا كتاب الله إلى قوله تعالى: ما فرضنا في الكتاب من شيء...) وما حرق السنة من قبل أبي بكر وعمر ومنع عمر من كتابة السنة إلا لأنه صاحب هذه النظرية من الاكتفاء بكتاب الله دون سنة نبيه. وليست هذه المقوله لعمر هي الوحيدة في النهي عن كتابه السنة بل قال ايضاً (لا كتاب مع كتاب الله) وقال (من كان عنده شيء من ذلك فليمحه) انظر كنز العمال ج10 ص292. ثالثاً: واما دفاعك عن عائشة فقد كان من خلال فهمك لكلمات القرآن وكأنك رجعت عن كل ما قلته من عدم الاكتفاء بالقرآن لوحده فانك أعطيت رأيك في تلك الآيات القرآنية ثم أعطيتنا رأي بعض المفسرين الذين يوافقونك في الاعتقاد والرأي فأين السنة إذن هذا أولاً, وثانياً: ليس من الصحيح في آداب المناظرة ان ترد علينا آراء مفسرين او روايات محدثين ليسوا هم على مذهبنا ثم تحتج بهم علينا ولو كان كذلك فمن حقنا ان نرد اقوال مفسرينا في تلك الحادثة ونقول ان الرأي الصحيح هو هذا. وثالثاً: ان كلامنا في الجواب السابق ليس فيه إساءة لعائشة وكذلك كلامنا في بقية الإجابات في الموقع وإيرادك لقصة الإفك والتي اتهم حسان بن ثابت عائشة بها لا علاقة لنا فيها,  فما علاقة الشيعة بحسان حتى تأتي بقصة الإفك؟! رابعاً: وأما دعوتك للاتحاد في الاصول والاختلاف في الفروع فنحن معك في الاتحاد في الاصول ولكن لابد ان يكون ذلك على المذهب الحق وإلا لوقعنا جميعاً في الهلاك حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله (ستفترق امتي الى ثلاثاً وسبعين فرقه كلها في النار إلا واحدة) وهذه الواحدة هي الفرقة المحقة وهذا هو ما ندعو إليه في البحث عن الحق لا كما تريده أنت من دعوتنا لنكون على نفس مذهب اهل السنه والجماعة دون ان يكون ذلك عن معرفة ودليل. واما دعوتك لقبول الاختلاف في الفروع فنحن ايضاً لا نقبله على إطلاقه لأنه يؤدي بنا إلى الوقوع في الهلاك ايضاً ولعله يوردنا النار لأن الأحكام الحقة عند الله واحدة والحياد عنها يورد الهلاك,نعم إذا جاء الأختلاف في الاجتهاد لا لتقصير من المجتهدين ورغبتهم للفتوى دون ان يكونوا اهلاً لها ولكن من جهة غموض الأدلة وعدم وضوحها فإذا وقع الاختلاف كذلك فهناك وجه لقبوله. واما استدلالك بعدم انتزاع الخلافة من علي عليه السلام لأن هذا الانتزاع يتعارض مع قوله تعالى: (( تُؤتِي المُلكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ المُلكَ مِمَّن تَشَاءُ )) (آل عمران:26). ونحن نقول ان الملك اعطي للأئمة المعصومين عليهم السلام,ولم ينزعه منهم بل الذي نزعه منهم أعدائهم,وإقدار الأعداء على ذلك لا يدل على رضا الله بذلك بل حاله حال صدور المعاصي من العباد. وإنما يتم كلامك على مذهبك من القول بالجبر بمعنى انه عندما يعطي الملك لفرد او جماعة لابد ان يتم ذلك الأمر ونحن لا نقول بذلك بل نقول انه شرع الملك لهم وسلبه اعدائهم منهم. ودمتم في رعاية الله

1