logo-img
السیاسات و الشروط
أبو الزين - الأردن
منذ 5 سنوات

 زواج النبي (صلى الله عليه وآله) منها

في الحقيقة بالاضافة إلى استعجابي من هذه الروايات العجيبة في مصادرنا , لا أدري أيضاً حتى مع افتراض ضعفها الفائدة من إيرادها , سامح الله المتسرعين قديماً وحديثاً : في البرهان , في تفسير القرآن 4/225 , والجمل ص 409 , عن أمير المؤمنين : أنه أتى رسول الله (ص) وعنده أبو بكر وعمر , قال : فجلست بيني وبين عائشة , فقالت عائشة : ما وجدت إلا فخذي وفخذ رسول الله (ص) , فقال : (( مه يا عائشة )) قولكم المكرم .


الأخ أبا الزين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالنسبة للرواية المنقوله عن البرهان, فهذا نصها : بحار الأنوار للعلامة المجلسي 7/339 : الفحام, عن عمه, عن إسحاق بن عبدوس, عن محمد بن بهار بن عمار, عن زكريا بن يحيى, عن جابر, عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث, عن أبيه, عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : (أتيت النبي (صلى الله عليه وآله) وعنده أبو بكر وعمر, فجلست بينه وبين عائشة, فقالت لي عائشة : ما وجدت إلا فخذي أو فخذ رسول الله صلى الله عيه وآله ؟ فقال : ( مه يا عائشة, لا تؤذيني في علي, فإنه أخي في الدنيا وأخي في الآخرة, وهو أمير المؤمنين, يجلسه الله في يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعداءه النار )) . أما السند : ففي الرواية : إسحاق بن عبدوس غير موثق, ومحمد بن بهار أيضاً غير موثق . وأما المتن : أولاً: انّ الامام (عليه السلام) قال : إنه جلس بينها وبين الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم), ولم يقل : إنه جلس على فخذها وفخذ رسول الله . ولكن لكرهها لعلي (عليه السلام) جعلت حيلولته بينها و بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سبباً في أن تتكلم له بهذا الكلام الغير مهذب . فلم تصدق في كلامها, وما عهدنا من علي (عليه السلام) غير الصدق, أما عائشة فانها كذبت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قضية المغافير فقالت : إنها تشم منه رائحة مغافير ! وهي تدري أنه ليس به تلك الرائحة . فلا مانع أن تكذب على علي (عليه السلام) أيضاً. ونص تلك الرواية : (البخاري كتاب تفسير القرآن 4531) : حدثنا إبراهيم بن موسى, أخبرنا هشام بن يوسف, عن ابن جريج, عن عطاء, عن عبيد بن عمير, عن عائشة رضي اللهم عنها قالت : كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يشرب عسلا عند زينب بنت جحش ويمكث عندها, فواطيت أنا وحفصة على أيّتنا دخل عليها فلتقل له : أكلت مغافير إني أجد منك ريح مغافير !! قال : (( لا, ولكني كنت أشرب عسلاً عند زينب بنت جحش فلن أعود له وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً )) . ثانياً: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غضب عليها, وهذا ما يؤكد افتراءها على علي (عليه السلام), فانه معصوم, والمعصوم لا يغضب إلا لله سبحانه وتعالى . ثالثاً: إن الرواية تقول : إن الامام علي (عليه السلام) جلس مع وجود الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبو بكر وعمر وليس علي (عليه السلام) لوحده ! ولكن الذي هو غير مناسب ان تجلس لوحدها مع رجلين! كما رواه الترمذي في سننه : (سنن الترمذي 5/35) : حدثنا عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد, أخبرنا أبي, عن بيان, عن أنس بن مالك, قال : بنى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بامرأة من نسائه, فأرسلني فدعوت قوماً إلى الطعام, فلما أكلوا وخرجوا قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم منطلق قبل بيت عائشة, فرأى رجلين جالسين, فانصرف راجعاً, فقام الرجلان فخرجا, فأنزل الله : (( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه )) , وفي الحديث قصة هذا حديث حسن غريب من حديث بيان وروى ثابت عن أنس هذا الحديث بطوله . ومن غير المناسب أن عائشة تتوضأ وتغسل يديها وخديها ووجهها واذنيها أمام الناس! (سنن النسائي 1/72) : أخبرنا الحسين بن حريث, قال : حدثنا الفضل بن موسى, عن جعيد بن عبد الرحن, قال : أخبرني عبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذباب, قال : أخبرني أبو عبد الله سالم سبلان, قال : وكانت عائشة تستعجب بأمانته وتستأجره, فأرتني كيف كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتوضأ : فتمضمضت واستنثرت ثلاثاً وغسلت وجهها ثلاثا ثم يده اليمنى ثلاثاً واليسرى ثلاثاً ووضعت يدها في مقدم رأسها ثم مسحت رأسها واحدة إلى مؤخره ثم أمرت يديها بأذنيها ثم مرت على الخدين . قال سالم : كنت آتيها مكاتبا ما تختفي مني فتجلس بين يدي وتتحدث معي, حتى جئتها ذات يوم فقلت : ادعي لي بالبركة يا أم المؤمنين, قالت : وما ذاك, قلت : أعتقني الله, قالت : بارك الله لك, وأرخت الحجاب دوني فلم أرها بعد ذلك اليوم . كما ليس من المناسب ان تغتسل أمام الرجال! (السنن الكبرى لبيهقي 1/195) : اخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله, أنا أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو, حدثنا الحارث بن أبي أسامة البغدادي, ثنا يزيد بن هارون, ثنا شعبة, عن أبي بكر بن حفص, عن أبي سلمة, عن عاشئة, قال : سألها أخوها من الرضاعة عن غسل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الجنابة, فدعت بماء قدر الصاع واغتسلت وصبت على رأسها ثلاثاً . أخرجه البخاري في الصحيح من حديث عبد الصمد عن شعبة ثم قال : وقال يزيد بن هارون عن شعبة قدر صاع . وأخرجه مسلم من حديث معاذ عن شعبة, وزاد في الحديث : وبيننا وبينها ستر . فاذا كان ليس من المناسب أن يجلس علي (عليه السلام) بينها وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي بحجابها, فانه ليس من المناسب أكثر أن تغتسل أمام الرجال وإن كانوا إخوانها من الرضاعة!! وهنا ينبغي أن نذكّر الاخوة بأنّ المجاميع الحديثية لابد لها أن تنقل الروايات على ما هي عليه, مع غض النظر عن صحة الحديث وضعفه, أو كون الحديث مورداً للقبول من ناحية المعنى وعدمه, بالأخص أنّ المبنى عند الشيعة أن يخضع كلّ حديث الى قواعد الجرح والتعديل, فلا يكون مجرد النقل قبوله كما هو المبنى عند إخواننا أهل السنة . والجدير بالذكر هنا, أن هذه الراوية قد جاءت في بعض مصادر العامة عن لسان عائشة مع اختلاف يسير في التعبير, ففيها : (( قالت : نعم, دخل ( علي (عليه السلام) ) على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو معي وعليه جرد قطيفة فجلس بيننا, فقلت : أما وجدت مكاناً هو أوسع لك من هذا ؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( يا عائشة دعي لي أخي, فأنه أول الناس اسلاماً, وآخر الناس بي عهداً, وأول الناس لي لقياً يوم القيامة) )) . (الاصابة لابن حجر 8/183, القسم 1 ). والاختلاف في التعبير قد نشأ إما من الرواة, وإما من أصحاب الكتب, حفظاً منهم على كرامة عائشة وصون لفظها من الركاكة !!! ودمتم في رعاية الله

1