ابو عبد الله - السعودية
منذ 4 سنوات

 هل كانت متزوجة قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)

بسم الله نبدأ ونستعين أقول: لقد فهمت بأنكم تقصدون الخيانه وليس الفاحشه عافانا الله منها جميعاً عائشة رضي الله عنها قلتم بأنها خائنه واستدليت بدليل خيانتها من القران وفسرت الآيات حسب ما تريد أنت؟ أُريد دليل واضح تستطيع إقامة الحجه به علينا يثبت خيانة عائشة رضوان الله عليها والإ فآية التحريم خصت فقط لإمراءة نوح ولوط عليهم السلام عزيزي إن من أخطاء التفسير أن تؤخذ الكلمة من سياقها، ويبنى الحكم على ذلك، فلو قرأت قوله تعالى (( فويل للمصلين )) ووقفت، كان المعنى تهديدا للمصلين ووعيدا، ولا ريب أن هذا عكس المراد تماما، فلا يستقيم المعنى إلا بإكمال الآية بعدها ليتضح أن المراد صنف من المصلين، وهم الذين جاء وصفهم في الآيتين بعدها، فالآية مرتبطة بالآيتين، لا تنفك عنهما، فتأمل. والمثل في ايه التحريم (( ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل ادخلا النار مع الداخلين )) (التحريم:10). فـوجه التشابه بين آية (( فويل للمصلين )) وآية التحريم (( فخانتاهما )) تأمل ما بعد فويل للمصلين ستجد قوله تعالى بأنه خص نوعية من المصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون وكذالك في آية التحريم (( فخانتاهما )) هنا تأمل ما قبلها ستجد بأنه تعالى خص إمراءة نوح وإمراءة لوط فقط


الأخ أبا عبد الله المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الظاهر أنك نسيت إشكالك الأول وجئت هنا في هذا التعليق بإشكال جديد. وإلا فقد كان جوابنا صريحا في رد ما ذكره السائل (أبو الزين) بقولنا: (( بالنسبة للرواية المنقولة عن تفسير القمي، فنلاحظ أولاً: ان الأدلة العقلية والنقلية ومنها إجماع الإمامية قائمة على تنزيه زوجات الأنبياء (عليهم السلام) من الفواحش إحترازا من مس حياة الأنبياء (عليهم السلام) بالدنس وعليه فما يوهم أن يكون خلاف ذلك فهو مردود أساساً)). فرددنا صريحاً القول الذي ينسب إلى الشيعة باتهام زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) بالفاحشة وتفسير لفظة (فخانتاهما) في الآية بمعنى (الفاحشة)، وهذا واضح من جوابنا ولكنك أشكلت بأنّ الله ذكر امرأة نوح (عليه السلام) في الآية فلماذا لم يذكر امرأة محمد (صلى الله عليه وآله)؟ وما الفرق بين تلكما المرأتين وهاتين المرأتين؟ فأجبناك بإعادة ما ذكرناه سابقا من أننا نعتقد بنزاهة زوجات الأنبياء قاطبة فلا زوجة نوح ولا زوجة لوط اقترفتا الفاحشة ولا زوجتي النبي محمد (صلى الله عليه وآله) اقترفتا ذلك - نعوذ بالله -. ثم قلنا: أنه لا فرق حسب الآية المقررة بين المرأتين الأولتين والمرأتين الاخريين، وأنه لماذا لم يذكرها القرآن بصراحة؟ فلأن الآية جائت على سياق المثل. وكنا نرجو أن تفهم المراد من جوابنا ولكنك عدت وسألت ماهي الآية المعنية مع أنها كانت مذكورة في جوابنا للأخ (أبو الزين) وكررت السؤال أيضا بلماذا لم يذكر اسم المرأتين في القرآن وما هو الفرق؟ وقلت أننا نحب اللف والدوران وأن عائشة بريئة وطاهرة بفضل الله، مع أننا لم نتهمها بشيء في كلامنا. وعندما أجبناك مرة أخرى بأننا نقصد اللفظة (فخانتاهما) في الآية وانها لا تعني الفاحشة. عدت الآن لتقول بأنها فهمت ما تقصدون, ولكنكم قلتم عن عائشة بأنها خائنة واستدللتم بدليل خيانتها من القرآ ن وفسرتم الآيات حسب ما تريدون ثم طالبتنا بالدليل الواضح على ذلك. فنقول لك: بالله عليك أين اتهمنا عائشة بالخيانة من أول تعليق لنا إلى الآن؟ أم أن الامر هو اتهام وتجني على الآخرين فقط؟! ولكن مع ذلك حتى تفهم ما نريد أن نقول ابدأ و اقرأ القرآن من أوّل قوله تعالى في سورة التحريم (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ )) إلى قوله تعالى (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمرَأَةَ نُوحٍ وَاِمرَأَةَ لُوطٍ )) (التحريم:10). ثم اقرأ ما رواه البخاري في صحيحكم في تفسير قوله تعالى (( وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَولَاهُ )) (التحريم:4) (عن عبيد الله بن حنين انه سمع ابن عباس يحدث انه قال: مكثت سنة اريد ان اسأل عمر بن الخطاب عن آية فما استطيع ان اسأله عنها هيبة له حتى خرج حاجاً فخرجت معه فلما رجع وكنا ببعض الطريق عدل إلى الاراك لحاجة له، قال: فوقفت له حتى فرغ ثم سرت معه فقلت يا امير المؤمنين من اللتان تظاهرا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أزواجه؟ فقال: تلك حفصة وعائشة) حتى تعرف مورد نزول الآية بل الآيات التي معها. ثم بعد أن تقرأ قصة التظاهر في كتب التفاسير (نقصد تفاسيركم حتى لا تستطيع انكارها) وتعرف كيف تظاهرت عاشة وحفصة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكيف خانتاه في سره صلى الله عليه وآله وسلم. يجب ان تقرأ ما قاله الزمخشري في قوله تعالى (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمرَأَةَ نُوحٍ وَاِمرَأَةَ لُوطٍ... )) (التحريم:10)، قال: وفي طي هذين التمثلين تعريض بأُميّ المؤمنين المذكورتين في أول السورة وما فرط منهما من التظاهر على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما كرهه وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده لما في التمثيل من ذكر الكفر ونحوه في التغليظ قوله تعالى (( وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ )) (آل عمران:97) واشارة إلى أن من حقهما أن تكونا في الإخلاص والكمال فيه كمثل هاتين المؤمنتين وأن لا تتكلا على أنهما زوجا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإن ذلك الفضل لا ينفعهما إلا مع كونهما مخلصتين، والتعريض بحفصة أرجح لأن امرأة لوط أفشت عليه كما أفشت حفصة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأسرار التنزيل ولطفه في كل باب بالغة من اللطف والخفاء حدا يدق عن تفطن العالم ويزل عن تبصره ... إلى أن قال: فإن قلت: ما كانت خيانتهما؟ قلت: نفاقهما وإبطانهما الكفر وتظاهرهما على الرسولين) الكشاف عن حقائق التنزيل 4/131. وقال مقاتل: (( وَقِيلَ ادخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )) (التحريم:10) حين عصيا، يخوف عائشة وحفصة بتظاهرهما على النبي (صلى الله عليه وآله) فكذلك عائشة وحفصة ان عصيا ربهما لم يغن محمداً (صلى الله عليه وآله) عنهما من الله شيئاً (تفسير مقاتل 3/379). وقال ابن زمنين: وهذا مثل ضربه الله يحذر حفصة وعائشة للذي كان مما قص في أول السورة. (تفسير ابن زمنين 5/9). وقال الثعلبي في تفسير هذه الآية: يخوف عائشة وحفصة (تفسير الثعلبي 9/351). وقال الواحدي: وهذا تخويف لعائشة وحفصة وإخبار أن الإنبياء لا يغنون عمن عمل بالمعاصي شيئاً (تفسير الواحدي 2/1114). وقال ابن الجوزي: قال المفسرون منهم مقاتل: هذا المثل يتضمن تخويف عائشة وحفصة أنهما إن أغضبتا ربهما لم يغن عنهما رسول الله شيئاً (زاد المسير 8/55). وقال الرازي: وفي ضمن هذين التمثيلين تعريض بأُميّ المؤمنين وهما حفصة وعائشة لما فرط منهما وتحذير لهما على أغلظ وجه وأشده لما في التمثيل من ذكر الكفر (تفسير الرازي 30/49)؟ وقال الشوكاني: وقال يحيى بن سلام ضرب الله مثلاً للذي كفروا يحذر به عائشة وحفصة من المخالفة لرسول الله (ص) حتى تظاهرتا عليه (فتح القدير5/255). ولتعرف معنى ما قلنا من أن الله ضرب ذلك مثلا، وتعرف مورد إنطباقه، نذكر لك ما ذكره ابن أعثم في كتابه الفتوح، قال: (وعزمت عائشة على الحج وكان بينها وبين عثمان قبل ذلك كلام وذلك أنه أخر عنها بعض أرزاقها إلى وقت من الأوقات فغضبت ثم قالت: يا عثمان أكلت أمانتك وضيعت رعيتك وسلطت عليهم الأشرار من أهل بيتك  لا سقاك الله الماء من فوقك وحرمك البركة من تحتك، أما والله لولا الصلوات الخمس لمشى إليك قوم ذو ثبات وبصائر يذبحونك كما  يذبح الجمل، فقال لها عثمان (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمرَأَةَ نُوحٍ وَاِمرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبَادِنَا صَالِحَينِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَم يُغنِيَا عَنهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيئاً وَقِيلَ ادخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ )) (التحريم:10)، قال: وكانت عائشة تحرض على قتل عثمان جهدها وطاقتها... الخ (كتاب الفتوح 2/421). وهل بعد قول عثمان من مقال؟! ولعلك ترجع وتقول لم يصرح القرآن باسميهما ؟ متغافلاً عن كل ما ذكرنا آنفاً! فنقول : إن غايات وحكم التنزيل لا يعلمها الإّ الله والراسخون في العلم ولكن في المثل كناية والكناية أبلغ من التصريح . ومما مضى من كلام الزمخشري تعرف جواب سؤالك عما هو الفرق بين المرأتين والمرأتين، فقد بين الزمخشري أن لا فرق فكما تظاهرت تلك المرأتين على النبيين  وأفشتا سرهما، كذلك تظاهرت هاتان المرأتان على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد عبر عن ذلك القرآن بالخيانة. فافهم هداك الله ولا تأخذك العصبية وتمعن في الهوى فتزيغ. ودمتم في رعاية الله

1