م - السعودية
منذ 4 سنوات

 زواج النبي (صلى الله عليه وآله) بها كان بامر من الله

أخواني لم تتضح إجابتكم حول الأية الكريمة التي ذكرها الأخ جاسم , الله سبحانه وتعالى حدد الطيبون لطيبات والخبيثون للخبيثات : فماهو حال رسول الله (ص) وعائشة من هذا الأية.


الأخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كان السؤال السابق عن تصور المعارضة بين زواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من عائشة وبين دلالة هذه الآية مبنياً على دعوى اتهام الشيعة لعائشة بالفاحشة ـ معاذ الله ـ وأن هذه الآية تعطي التزكية لنساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من كل المعاصي والمخالفات والأعمال السيئة. فكان الجواب لإيضاح أن هذه التهمة باطلة على الشيعة، وأن الزواج من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تعني العصمة والبراءة من الذنوب بل لا يعني العصمة من الكفر، كما هو مفصل في الجواب. فلا ملازمة بين الآية وبين تزكية زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). هذا.. وأما معنى الآية فقد أختلف فيه على أقول نورد المهم منها: أولاً:  إن معنى الخبيثات والخبيثون هو الخبيثات والخبيثون في الكلم والنطق، ومقابله الطيبون والطيبات بالكلم الطيب والنطق، أي أن القول الخبيث من الخبيثين لائق بالخبيثات وبالعكس وأن القول الطيب الحسن لائق ويسمعه ويقبله الطيبون والطيبات. ولا علاقة لهذا بحسن إيمان عائشة أو عدمه ولا بتزكيتها من الذنوب والمعاصي. نعم، له علاقة بمجمل سياق آيات الإفك وما جرى فيها. ثانياً:  إن المراد من الخبيثات والخبيثين الزناة أو المشهورون بالزنا، فأن الزناة يميلون لبعضهم والطيبون يميلون لبعضهم، وهذا أيضاً لا علاقة له بإيمان عائشة وتزكيتها من الذنوب، وإنما ببراءتها وبراءة نساء الأنبياء من الفاحشة والزنا - نعوذ بالله -. وهذا ثابت من رأي الشيعة لأن فيه تشويه لسمعة النبي (صلى الله عليه وآله) وصد الناس عن دعوته. ثالثاً: إنّ الآية جاءت لبيان الأغلب، أي أن الأغلب على الخبيثات أن يأخذن من الخبيثين والطيبات للطيبين. وبعبارة ثانية: انّ اللائق بحال الطيبين أن يكونوا للطيبات واللائق بالخبيثين أن يكونوا للخبيثات، لأن كل يميل ويعود إلى جنسه ومشابهه. ولا يعني ذلك أن لا توجد خبيثة عند طيب وطيبة عند خبيث في الواقع، كما في زوجتي نوح ولوط (عليهما السلام) وزوجة فرعون، وأن ظاهر الأغلب هو ما ورد في الآية. وهذا أيضاً لا يزكي عائشة من المعصية ولا يخبر عن إيمانها، بدليل ما ورد من القرآن بالأخبار عن زوجات الأنبياء، وإلا لثبت التناقض بين الآيات. فلاحظ. ودمتم في رعاية الله