بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
ان الله تعالى يقول في كتابه الكريم في سورة الزلزلة ((يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8))
فالله تعالى عادل لا يظلم أحدا وما عمله الانسان في الدنيا ينال جزاءه ولو كان بمقدار مثقال ذرة ان خيرا فخير وان شرا فشر نعم قد ينال البعض شفاعة الشافعين كشفاعة اهل البيت عليهم السلام او شفاعة القران الكريم او تناله الرحمة الإلهية وغير ذلك ولكن هذا المعنى ليس في كل الذنوب فان بعض الذنوب لا تنفعهم شفاعة الشافعين كما لو كان في رقبته ظلامات العباد فانه يؤخذ الحق لهم منه
ومن الذنوب التي يحاسب عليها الانسان يوم القيامة لا فقط في البرزخ ان كان ممن يعذب في البرزخ هو ترك الصلاة فان الصلاة عمود الدين ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها هذا لمن صلى واتى بشيء اسمه صلاة فكيف بمن لم يصل أصلا فكيف يكون حسابه وكيف يكون قبول اعماله
وهناك خصوصية لتارك الصلاة فان الصلاة ليست شيئا شاقا بحيث تثقل على الانسان ان يأتي بها وليست شيئا يأخذ وقتا طويلا حتى يقول الانسان لا وقت عندي لهذا العمل بل هي في احسن احوالها لا تأخذ دقائق من الوقت ولا تأخذ جهدا فتارك الصلاة في الحقيقة هو مستخف بالله تعالى فان الخالق العظيم يطلب منه ان يأتي بالصلاة مع سهولتها ويسرها فهو يتمرد على الله تعالى ويستخف به ووردت روايات بهذا المعنى فقد ورد باسناده الى ابي عبد الله (عليه السلام) انه سئل ما بال الزاني لا تسميه كافرا وتارك الصلاة قد سميته كافرا وما الحجة في ذلك ؟ - فقال : لان الزاني وما أشبهه إنما يفعل ذلك لمكان الشهوة لأنها تغلبه وتارك الصلاة لا يتركها إلا استخفافا بها وذلك لأنك لا تجد الزاني يأتي المرأة إلا وهو مستلذ لاتيانه إياها قاصدا إليها ، وكل من ترك الصلاة قاصدا إليها فليس يكون قصده لتركها اللذة ، فإذا نفيت اللذة وقع الاستخفاف وإذا وقع الاستخفاف وقع الكفر .
قال : وسئل أبو عبد الله ( عليه السلام ) وقيل له : ما الفرق بين من نظر إلى امرأة فزنى بها أو خمر فشربها وبين من ترك الصلاة حتى لا يكون الزاني وشارب الخمر مستخفا كما يستخف تارك الصلاة وما الحجة في ذلك وما العلة التي تفرق بينهما ؟ قال :
الحجة أن كلما أدخلت أنت نفسك فيه لم يدعك إليه داع ولم يغلبك غالب شهوة مثل الزنى وشرب الخمر وأنت دعوت نفسك إلى ترك الصلاة وليس ثم شهوة فهو الاستخفاف بعينه وهذا فرق ما بينهما.
وهناك روايات كثيرة تبين حال تارك الصلاة واستحقاقه للعقاب، نعم ليس هو كافر بالمصطلح الفقهي الا اذا قال بانكار الصلاة بحيث يلزم منه انكار النبوة فهذا يحكم بكفره.
فعلينا ان ننتبه لانفسنا فيما أراده الله تعالى وما هو الا لمصلحة لنا لا لله تعالى فهو الغني عن العالمين ومن هنا لابد ان نفهم ان الصلاة انما هي لاجل ان يرتقي الانسان فانها اتصال باعظم شيء وهو الله تعالى وان لا نكتفي بالواجبات بل علينا العمل بالمستحبات من الصلوات لا سيما في هذا الشهر الفضيل شهر الله تعالى فان الاعمال فيه مقبولة ان شاء الله والشياطين مغلولة فما بقي الا النفس الامارة بالسوء فعلينا ان نهذبها بالصيام واتيان ما يقربنا الى الله تعالى فان الفرص لا تاتي كثيرا ولعل العمل يفنى وانا لم اكن بقدر المسؤولية ولم اغتنم اوقاتي فيما ينفعني في قبري وحشري ونشري.
جعلنا الله واياكم ممن اقام الصلاة وعمل الخير وترك ما يغضب الله تعالى.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته