أبو علي - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 صوم يوم عاشوراء في مصادر أهل السنة

السلام عليكم في جوابكم عن صيام يوم عاشوراء ذكرتم التالي:- فقد وردت روايات عن طريق أهل السنة والشيعة الامامية تفيد أن هناك يوماً يسمى (عاشوراء) قد كانوا يصومونه قبل نزول شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان ترك هذا الصوم (انظر صحيح مسلم ـ كتاب الصوم ـ حديث ابن مسعود) ونحوها ما رواه الشيخ الصدوق بسند صحيح عن زرارة ومحمد بن مسلم أنهما سألا ابا جعفر الباقر (عليه السلام) عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال : كان صومه قبل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان ترك (انظر الوسائل ج10/ ص459 باب 21ـ حديث (1)) وله شاهد أخر: منها ما رواه الشيخ الطوسي بسنده عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن ابي عبد الله (عليه السلام) عن ابيه(عليه السلام) أن علياً (عليه السلام) قال صوموا العاشوراء التاسع والعاشر فانه يكفر ذنوب سنة. (الوسائل ج10/457) باب (20) حديث رقم (2). وسند الرواية معتبر رجالها ثقات غير مسعدة بن صدقة والأكثر على قبول روايته. ورواية أخرى عن الشيخ بسنده عن علي بن الحسن بن فضّال عن يعقوب بن يزيد عن أبي همام عن أبي الحسن (عليه السلام) قال :صام رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم عاشوراء (الوسائل ج10/457) وهي رواية صحيحة ورجالها موثقون. اقول هذا مايقوله اهل السنه بان الرسول الكريم صامه ويصومون لذلك فما هو الخلاف اذن ؟ ارجوا الجواب تحياتي واحترامي


الأخ أبا علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك نقاط يشتمل عليها الموضوع يجب أن نشير إليها: 1- إن إطلاق التسمية على اليوم العاشر بـ (عاشوراء) غير حكم الصيام به، فثبوت وجود التسمية قبل مقتل الحسين (عليه السلام) سواء لليوم العاشر من محرم أو ليوم آخر كما ينسب إلى اليهود في اليوم العاشر من شهرهم المسمى (تشري) تشرين ، وهو الشهر الأول من سنتهم لا يعني ملازمة ثبوت الصيام له. 2- إن تاريخ اليوم العاشر من محرم للسنة القمرية لا يوافق تاريخ العاشر من تشرين للسنة اليهودية الشمسية وربما لم يحدث أي تقارن بين التاريخين في زمن وجود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المدينة وبالتالي لا ترابط بين صيام اليهود ليومهم وبين صوم العاشر من محرم. فضلاً عن إشكالات أخرى تلزم القول به من إتّباع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لليهود وعدم معرفته باليوم حتى أخبر به ،وغير ذلك ـ أعوذ بالله ـ . ومنه يظهر أن الروايات الرابطة بين صيام اليهود وصوم اليوم العاشر من محرم روايات غير صحيحة قد تصل إلى حد الوضع لمصادمتها للواقع ولمسلمات المسلمين بخصوص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). 3- لا يوجد في التاريخ المنقول عن تراث الجاهلية أنهم كانوا يصومون اليوم العاشر من محرم. 4- هناك روايات عند العامة في صيام العاشر من محرم ولكنها متضاربة مختلفة يقطع بعدم صدورها كلها من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خاصة التي فيها موافقة لليهود ، والقدر المشترك بين ما رواه العامة وما رواه الشيعة ان صومه كان قبل رمضان ثم ترك. 5- نقطة الخلاف بين الشيعة وأهل السنة هو في كيفية صومه، فمن جوزه من علماء الشيعة قيدوه بأن لا يكون بنية التيمن والتبرك والفرح والسرور وقالوا بأن هذا لا يحتاج إلى نص لما هو معروف من عمل بني أمية ومتعصبي العامة فرحاً بمقتل الحسين (عليه السلام) واتخذوه سنة وشعاراً لهم مضافاً لما يفعلونه من التوسعة على العيال فيه وهو ما تشير إليه بعض الروايات من أنه صوم ابن مرجانة وأن أجر من صامه مع ابن مرجانة الذي ليس هو إلا النار، ومنه تعرف أن بعض الروايات الواردة بمثل هذا عند العامة هي روايات موضوعة. فما نرده هو هذه الروايات المجعولة في زمن أمية وننهى عن هذه السنة والحث على صومه انطلاقاً من هذه الروايات وإتباعاً لبني أمية. ودمتم في رعاية الله