بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
ان ظهور الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) هي من ضرورات الاسلام ان لم نقل انها من مسلمات البشرية فالمظلومون في كل العالم يتوقون إلى المخلص الذي ينصرهم وينتقم لهم من الظالمين.
والمسلمون اتفقت كلمتهم ان الله يظهر المهدي اخر الزمان ويملأ الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وليست هذه عقيدة خاصة بالشيعة ابدا بل الجميع يقول بها نعم هناك اختلاف ببعض التفاصيل فالشيعة يعتقدون ان الامام المهدي قد ولد وهو حي يرزق والسنة لايقولون بأنه ولد وانما يولد في اخر الزمان والكلام في الامام المهدي له شعب كثيرة وطويلة انقل لكم لتاكيد هذه القضية التي ابتدأنا بها وان اخواننا السنة يقولون بالامام المهدي اخر الزمان وانه ملأ الارض قسطا وعدلا وانقل لجنابكم الكريم كلمات كبار اهل السنة في هذا المجال:
(( ١-ابن القيم الجوزية
قال في كتابه ( المنار المنيف في الصحيح و الضعيف ) بعد أن ذكر عدداً من أحاديث المهدي المنتظر : ( و هذه الأحاديث أربعة أقسام : صحاح ، و حسان ، و غرائب ، و موضوعة ، و قد اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال :
أحدها ، أنه المسيح بن مريم ، و هو المهدي على الحقيقة ، و احتج أصحاب هذا بحديث محمد بن خالد الجندي المتقدم ( يقصد حديث لا مهدي إلا عيسى ) و قد بينا حاله و أنه لا يصح ، و لو صح لم يكن فيه حجة ، لأن عيسى أعظم مهدي بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و بين الساعة .
القول الثاني ، أنه المهدي الذي ولي من بني العباس و قد انتهى زمانه ، و احتج أصحاب هذا القول بما رواه أحمد في مسنده : ( إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها و لو حَبْوَا على الثلج ، فإن فيها خليفة الله المهدي ) .
و في سنن ابن ماجة عن عبد الله بن مسعود قال : ( بينما نحن عند رسول الله ص إذ أقبل فتية من بني هاشم ، فلما رآهم النبي ص اغرورقت عيناه و تغير لونه ، فقلت : ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ! قال : إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، و إن أهل بيتي سيلقون بلاءً و تشريداً و تطريداً ، حتى يأتي قوم من أهل المشرق و معهم رايات سود ، يسألون الحق فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه ، حتى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها قسطاً كما ملئت جوراً ، فمن أدرك ذلك فليأتهم و لو حبواً على الثلج ) .
و هذا و الذي قبله لو صح ، لم يكن فيه دليل على أن المهدي الذي تولى من بني العباس هو المهدي الذي يخرج في آخر الزمان ، بل هو مهدي من جملة المهديين .
و عمر بن عبد العزيز كان مهدياً ، بل هو أولى باسم المهدي منه .
فالمهدي في جانب الخير و الرشد كالدجال في جانب الشر و الضلال ، و كما أن بين يدي الدجال الأكبر صاحب الخوارق دجالين كذابين ، فكذلك بين يدي المهدي الأكبر مهديون راشدون .
القول الثالث ، أنه رجل من أهل بيت النبي ص من ولد الحسن بن علي ، يخرج في آخر الزمان و قد امتلأت الأرض جوراً و ظلماً فيملؤها قسطاً و عدلاً و أكثر الأحاديث على هذا تدل ، ، الخ ) ، ( المصدر المذكور : 1 / 289 ) .
٢-ابن حجر الهيثمي
قال في كتابه الصواعق المحرقة : الآية الثانية عشرة قوله تعالى : و إنه لعلَمٌ للساعة ، قال مقاتل بن سليمان و من تبعه من المفسرين إن هذه الآية نزلت في المهدي ، و ستأتي الأحاديث المصرحة بأنه من أهل البيت النبوي ، و حينئذ ففي الآية دلالة على البركة في نسل فاطمة و علي رضي الله عنهما ، و أن الله ليخرج منهما كثيراً طيباً ، و أن يجعل نسلهما مفاتيح الحكمة و معادن الرحمة ، و سر ذلك أن النبي ص أعاذها و ذريتها من الشيطان الرجيم ، و دعا لعلي بمثل ذلك ، و شرح ذلك كله يعلم بسياق الأحاديث الدالة عليه ) ، ( المصدر : 1 / 420 ) .
٣-ابن كثير
قال في النهاية : ( فصل في ذكر المهدي الذي يكون في آخر الزمان ) :
و هو أحد الخلفاء الراشدين و الأئمة المهديين ، فقد نطقت به الأحاديث المروية عن رسول الله ص و أنه يكون في آخر الدهر .
و قال تعقيباً على حديث ( تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء ) : و هذه الرايات ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب بها دولة بني أمية في سنة سنتين و ثلاثين و مئة ، بل رايات سود أخرى تأتي صحبة المهدي ، و هو محمد بن عبد الله العلوي الفاطمي الحسني رضي الله عنه ، يصلحه الله في ليلة واحدة ، أي يتوب عليه و يوفقه و يلهمه و يرشده ، بعد أن لم يكن كذاك ، و يؤيده ناس من أهل المشرق ينصرونه ، و يقيمون سلطانه و يشيدون أركانه ، و تكون راياتهم سوداً أيضاً ، و هو زي عليه الوقار لأن راية رسول الله ص كانت سوداء يقال لها العقاب ) ، ( : 1 / 296 ).
٤- جلال الدين السيوطي
قال في كتابه ( الحاوي للفتاوي ) : أخرج ابن جرير في تفسيره ، عن السدي في قوله تعالى : وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ، قال هم الروم ، كانوا ظاهروا بخت نصر في خراب بيت المقدس ، و في قوله تعالى : أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلا خَائِفِينَ ، قال : فليس في الأرض رومي يدخله اليوم إلا و هو خائف أن تضرب عنقه ، أو قد أخيف بأداء الجزية فهو يؤديها ، و في قوله : لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ، قال : أما خزيهم في الدنيا فإنه إذا قام المهدي و فتحت القسطنطينية قتلهم ، فذلك الخزي ) ( المصدر : 1 / 354 ) .
و قال في التعليق على حديث ( لا مهدي إلا عيسى بن مريم ) : قال القرطبي في التذكرة : إسناده ضعيف ، و الأحاديث عن النبي ص في التنصيص على خروج المهدي من عترته و أنه من عترته و أنه من ولد فاطمة ، ثابتة أصح من هذا الحديث ، فالحكم بها دونه ، قال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم السجزي : قد تواترت الأخبار و استفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى ص بمجئ المهدي ، و أنه من أهل بيته ، و أنه سيملك سبع سنين ، و أنه يملأ الأرض عدلاً ، و أنه يخرج معه عيسى فيساعده على قتل الدجال بباب لد بأرض فلسطين ، و أنه يؤم هذه الأمة و عيسى يصلي خلفه ، في طول من قصته و أمره ) ، ( المصدر : 1 / 396 ) .
٥- ابن ابي الحديد المعتزلي
قال في شرح قول أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) : ( و بنا يختم لا بكم ) : إشارة إلى المهدي الذي يظهر في آخر الزمان ، و أكثر المحدثين على أنه من ولد فاطمة ، و أصحابنا المعتزلة لا ينكرونه ، و قد صرحوا بذكره في كتبهم و اعترف به شيوخهم ، إلا أنه عندنا لم يخلق بعد و سيخلق ، و إلى هذا المذهب يذهب أصحاب الحديث أيضاً ) ، ( المصدر : 1 / 146 ) .
و قال في شرح قوله ( عليه السَّلام ) : ( لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها ، و تلا عقيب ذلك : ﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾ 4 .
قال : و الإمامية تزعم أن ذلك وعد منه بالإمام الغائب يملك الأرض في آخر الزمان ، و أصحابنا يقولون إنه وعد بإمام يملك الأرض و يستولي على الممالك و لا يلزم من ذلك أنه لا بد أن يكون موجوداً ، و تقول الزيدية : إنه لا بد من أن يملك الأرض فاطمي يتلوه جماعة من الفاطميين على مذهب زيد ، و إن لم يكن أحد منهم الآن موجوداً ) ، ( المصدر : 1 / 174 ) .
و قال في شرح قوله ( عليه السَّلام ) : ( بأبي ابن خيرة الإماء ) ( أما الإمامية فيزعمون أنه إمامهم الثاني عشر و أنه ابن أمة اسمها نرجس ، و أما أصحابنا فيزعمون أنه فاطمي يولد في مستقبل الزمان لأم ولد و ليس بموجود الآن ، و أنه يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً ، و ينتقم من الظالمين و ينكل بهم أشد النكال ) ( المصدر : 1 / 152 ) انتهى .
أقول : و لقد وقع فيها ابن أبي الحديد و مثله كل من يثبت هذا النص لأمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) بأن المهدي ( عجَّل الله فرجه ) ابن خيرة الإماء ! !
فإذا لم يكن هو ابن الإمام العسكري ( عليه السَّلام ) و كان سيولد في عصرنا مثلاً ، فأين الإماء ، و كيف يكون ابن أم ولد و ابن خيرة الإماء ؟
و قال ابن أبي الحديد في شرح قوله ( عليه السَّلام ) ( في سترة من الناس ) : هذا الكلام يدل على استتار هذا الإنسان المشار إليه ، و ليس ذلك بنافع للإمامية في مذهبهم ، و إن ظنوا أنه تصريح بقولهم ، و ذلك لأنه من الجائز أن يكون هذا الإمام يخلقه الله تعالى في آخر الزمان ، و يكون مستتراً مدة و له دعاة يدعون إليه و يقررون أمره ، ثم يظهر بعد ذلك الإستتار و يملك الممالك و يقهر الدول و يمهد الأرض ) ، ( المصدر : 1 / 163 ) .
٦- المناوي صاحب فيض القدير
قال في شرح حديث : المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري : قال في المطامح : حكي أنه يكون في هذه الأمة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ) ، انتهى ، و أخبار المهدي كثيرة شهيرة أفردها غير واحد في التأليف ، قال السمهودي : و يتحصل مما ثبت في الأخبار عنه أنه من ولد فاطمة ، و في أبي داود أنه من ولد الحسن ، ، ثم قال : تنبيه : أخبار المهدي لا يعارضها خبر لا مهدي إلا عيسى بن مريم ، لأن المراد به كما قال القرطبي لا مهدي كاملاً معصوماً إلا عيسى ، قال ابن الجوزي ، قال ابن أحمد الرازي : حديث باطل انتهى ، و فيه محمد بن إبراهيم الصوري ، قال : قال في الميزان عن ابن الجلاب ، روى عن رواد خبراً باطلاً منكراً في ذكر المهدي ، ثم ساق هذا الخبر و قال ، هذا باطل ) ، ( المصدر : 1 / 54 ) .
٧- خير الدين الآلوسي
قال في غالية المواعظ : فمنها - أي علامات الساعة - خروج المهدي رضي الله تعالى عنه على القول الأصح عند أكثر العلماء ، و لا عبرة بمن أنكر مجيئه من الفضلاء ، و في مجيء المهدي أحاديث عديدة ، و استعرض قسماً منها و قال : ( و هذا الذي ذكرناه في أمر المهدي هو الصحيح من أقوال أهل السنة و الجماعة ) ( المصدر : 2 / 158 ) .
٨- الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الازهر
قال في مقال نشرته مجلة التمدن الإسلامي بعنوان ( نظرة في أحاديث المهدي ) : و يلحق بالأحكام العملية في صحة الاحتجاج بخبر الآحاد أشياء يخبر بها الشارع ليعلمها الناس من غير أن يتوقف صحة إيمانهم على معرفتها و من هذا القبيل حديث المهدي ، فإذا ورد حديث صحيح عن النبي ص بأنه سيقع في آخر الزمان كذا ، حصل به العلم ، و وجب الوقوف عليه من غير حاجة إلى أن يكثر رواة هذه الحديث حتى يبلغ حد التواتر .
و لم يرد في الجامع الصحيح للإمام البخاري حديث في شأن المهدي ، و إنما ورد في صحيح مسلم حديث لم يصرح فيه باسمه ، و حمله بعضهم على أن المراد منه المهدي ، أو المشار فيها إلى بعض صفاته ، أما بقية كتب الحديث فرواها الإمام أحمد بن حنبل ، و أبو داود ، و الترمذي ، و ابن ماجة ، و الطبراني ، و أبو نعيم ، و ابن أبي شيبة ، و أبو يعلى ، و الدار قطني ، و البيهقي ، و نعيم بن حماد ، و غيرهم ، و جمعت هذه الأحاديث في رسائل مستقلة ، مثل ( العرف الوردي في حقيقة المهدي ) للملا علي القاري ، و ( التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر و الدجال و المسيح ) للشوكاني ، و قد صرح الشوكاني في رسالته المشار إليها آنفا بأن هذه الأحاديث بلغت مبلغ التواتر ، قال : ( و الأحاديث التي أمكن الوقوف عليها ، منها خمسون فيها الصحيح و الحسن و الضعيف المنجبر ، و هي متواترة بلا شك ، بل يصدق وصف التواتر على ما دونها ، على جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول ) .
يقول بعض المنكرين لأحاديث المهدي جملة : إن هذه الأحاديث من وضع الشيعة لا محالة ، و يرد بأن هذه الأحاديث مروية بأسانيدها ، و قد تقصينا رجال سندها فوجدناهم ممن عرفوا بالعدالة و الضبط ، و لم يتهمهم أحد من رجال التعديل و الجرح بتشيع ، مع شهرة نقدهم للرجال ، و قد اتخذ مسألة المهدي كثير من القائمين لإنشاء دول وسيلة إلى الوصول إلى غاياتهم ، فادعوا المهدوية ليتهافت الناس على الإلتفاف حولهم ، فالدولة الفاطمية قامت على هذه الدعوة ، إذ زعم مؤسسها عبيد الله أنه المهدي .
و دولة الموحدين جرت على هذه الدعوة ، فإن مؤسسها محمد بن تومرت أقام أمره على هذه الدعوة .
و ظهر في أيام الدولة المرينية بفاس رجل يدعى التوزدي و اجتمع حوله رؤساء صنهاجة ، و قتل المصامتة .
و قام رجل اسمه العباس سنة 690 هـ ، في نواحي الريف من المغرب و زعم أنه المهدي ، و اتبعته جماعة ، و آل أمره إلى أنه قتل و انقطعت دعوته .
و بعد ثورة عرابي بمصر ظهر رجل في السودان يسمى محمد أحمد ، ادعى أنه المهدي و اتبعه قبيلة بقارة من جهينة على أنه المهدي سنة 1300 هـ ، و هو الذي خلفه بعد موته التعايشي أحد زعماء البقارة .
و إذا أساء الناس فهم حديث نبوي ، أو لم يحسنوا تطبيقه على وجهه الصحيح حتى وقعت جراء ذلك مفاسد ، فلا ينبغي أن يكون ذلك داعياً للشك في صحة الحديث أو المبادرة إلى إنكاره ، فإن النبوة حقيقة واقعة بلا شبهة ، و قد ادعاها أناس كذباً و افتراء و أضلوا بدعواهم كثيراً من الناس ، مثل ما يفعله طائفة القاديانية اليوم .
و الألوهية ثابتة بأوضح من الشمس في كبد السماء ، و قد ادعاها قوم لزعمائهم على معنى أنه جل شأنه يحل فيهم ، مثلها يفعل طائفة البهائية في هذا العهد ، فليس من الصواب إنكار الحق من أجل ما ألصق به من باطل ) ، ( المصدر : 2 / 210 - 214 ) .
٩- الشيخ ناصر الالباني
قال في مقال في مجلة التمدن الإسلامي ، في مقالة بعنوان ( حول المهدي ) : و أما مسألة المهدي فليعلم أن في خروجه أحاديث كثيرة صحيحة ، قسم كبير منها له أسانيد صحيحة ، و أنا مورد هنا أمثلة منها ، ثم معقب ذلك بدفع شبهة الذين طعنوا فيها ( ثم ذكر أمثلة منها و من آراء العلماء بتواترها ، ثم قال : هذا ثم إن السيد رشيد ( رضا ) أو غيره لم يتتبعوا ما ورد في المهدي من الأحاديث حديثاً حديثاً ، و لا توسعوا في طلب ما لكل حديث منها من الأسانيد ، و لو فعلوا لوجدوا منها ما تقوم به الحجة ، حتى في الأمور الغيبية التي يزعم البعض أنها لا تثبت إلا بحديث متواتر .
و مما يدلك على أن السيد رشيد ادعى أن أسانيد لا تخلو عن شيعي ، مع أن الأمر ليس كذلك على إطلاقه ، فالأحاديث الأربعة التي ذكرتها ليس فيها رجل معروف بالتشيع ، على أنه لو صحت هذه الدعوى لم يقدح ذلك في صحة الأحاديث ، لأن العبرة في الصحة إنما هو الصدق و الضبط ، و أما الخلاف المذهبي فلا يشترط في ذلك ، كما هو مقرر في مصطلح علم الحديث ، و لهذا روى الشيخان في صحيحيهما لكثير من الشيعة و غيرهم من الفرق المخالفة ، و احتجا بأحاديث هذا النوع .
و قد أعلها السيد بعلة أخرى و هي التعارض ، و هذه علة مدفوعة لأن التعارض شرطه التساوي في قوة الثبوت ، و أما نصب التعارض بين قوي و ضعيف فمما لا يسوغه عاقل منصف ، و التعارض المزعوم من هذا القبيل .
و خلاصة القول أن عقيدة خروج المهدي عقيدة ثابتة متواترة عنه ص يجب الإيمان بها لأنها من أمور الغيب ، و الإيمان بها من صفات المتقين كما قال تعالى : ﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴾ 5 و أن إنكارها لا يصدر إلا عن جاهل أو مكابر ، أسأل الله أن يتوفانا على الإيمان بها ، و بكل ما صح في الكتاب و السنة ) ، ( المصدر : 2 / 288 ) .
١٠- العدوي المصري
قال في مشارق الأنوار : و جاء في بعض الروايات أنه ينادي عند ظهوره فوق رأسه ملك : هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه ، فيقبل عليه الناس و يُشربون حبه ، و أنه يملك الأرض شرقها و غربها ، و أن الذين يبايعونه أولاً بين الركن و المقام بعدد أهل بدر ، ثم تأتيه أبدال الشام و نجباء مصر و عصائب أهل الشرق و أشباههم ، و يبعث الله جيشاً من خراسان برايات سود نصرةً له ، ثم يتوجه إلى الشام ، و في رواية إلى الكوفة ، و الجمع ممكن ، و أن الله تعالى يؤيده بثلاثة آلاف من الملائكة ، و أن أهل الكهف من أعوانه .
قال الأستاذ السيوطي : و حينئذ فسر تأخيرهم إلى هذه المدة إكرامهم بشرفهم بدخولهم في هذه الأمة ، و إعانتهم للخليفة الحق ، و أن على مقدمة جيشه جبريل ، و ميكائيل على ساقته ) ، ( المصدر : 2 / 62 ) .
١١- سعد الدين التفتازاني
قال في شرح المقاصد : خاتمة ، مما يلحق بباب الإمامة خروج المهدي و نزول عيسى و هما من أشراط الساعة ، و عنه رضي الله عنه ، أي أبي سعيد الخدري ، قال : ذكر رسول الله ص بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم ، فيبعث الله رجلاً من عترتي فيملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و جوراً ، فذهب العلماء إلى أنه إمام عادل من ولد فاطمة رضي الله عنها يخلقه الله حين يشاء و يبعثه لنصرة دينه ، و زعمت الشيعة الإمامية أنه محمد بن الحسن العسكري اختفى عن الناس خوفاً من الأعداء و لا استحالة في طول عمره كنوح و لقمان و الخضر ( عليهم السَّلام ) ، و أنكر ذلك سائر الفرق لأنه ادعاء أمر يستبعد جداً ، إذ لم يعهد في هذه الأمة مثل هذه الأعمار من غير دليل و لا أمارة ) ، ( المصدر : 1 / 214 ) .
١٢- القرماني الدمشقي
قال في أخبار الدول و آثار الأول : و اتفق العلماء على أن المهدي هو القائم في آخر الوقت ، و قد تعاضدت الأخبار على ظهوره ، و تظاهرت الروايات على إشراق نوره ، و ستسفر ظلمة الليالي و الأيام بسفوره ، و تنجلي برؤيته الظلم ، انجلاء الصبح عن ديجوره ، و يسير عدله في الآفاق فيكون أضوء من البدر المنير في مسيره ) ، ( المصدر : 1 / 463 ) .
١٣- محي الدين بن عربي
قال في الفتوحات المكية : إعلم أيدنا الله أن لله خليفة يخرج و قد امتلأت الأرض جوراً و ظلماً فيملؤها قسطاً و عدلاً ، و لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد طول الله ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة من عترة رسول الله ص من ولد فاطمة يواطي اسمه اسم رسول الله ص ، "يشهد الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكا ، يبيد الظلم و أهله ، يقيم الدين فينفخ الروح في الإسلام ، يعز الإسلام به بعد ذلة ، و يحيا بعد موته ، يضع الجزية ، و يدعو إلى الله بالسيف ، فمن أبى قتل ، و من نازعه خذل ، يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه ما لو كان رسول الله ص لحكم به ، يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص ، أعداؤه مقلدة الفقهاء أهل الإجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما حكمت به أئمتهم ، فيدخلون كرها تحت حكمه خوفاً من سيفه و سطوته ، و رغبة فيما لديه .
يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم ، و يبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود و كشف بتعريف إلهي .
له رجال إلهيون يقيمون دولته و ينصرونه ، هم الوزراء ، يحملون أثقال المملكة ، و يعينونه على ما قلده الله .
فشهداؤه خير الشهداء ، و أمناؤه أفضل الأمناء ، و أن الله يستوزر له طائفة خبأهم له في مكنون غيبه ، أطلعهم كشفاً و شهوداً على الحقائق ، و ما هو أمر الله عليه في عباده ، فبمشاورتهم يفصل ما يفصل ، و هم العارفون الذين عرفوا ما ثم .
و أما هو نفسه فصاحب سيف حق و سياسة مدنية ، يعرف من الله قدر ما تحتاج إليه مرتبته و منزله ، لأنه خليفة مسدد ، يفهم منطق الحيوان ، يسري عدله في الإنس و الجان ، من أسرار علم وزرائه الذين استوزرهم الله له لقوله : و كَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ، و هم على أقدام رجال من الصحابة ، صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، و هم من الأعاجم ما فيهم عربي ، لكن لا يتكلمون إلا بالعربية ، لهم حافظ ليس من جنسهم ما عصى الله قط ، هو أخص الوزراء و أفضل الأمناء ) ، ( المصدر : 1 / 106 ).
١٤- الشريف البرزنجي
قال في كتابه الإشاعة في أشراط الساعة : و اعلم أن الأحاديث الواردة فيه على اختلاف رواياتها لا تكاد تنحصر ، فقد قال محمد بن الحسن الدستوري في كتابه مناقب الشافعي : قد تواترت الأخبار عن رسول الله ص بذكر المهدي و أنه من أهل بيته ص انتهى ، ، ، جاء عن ابن سيرين أن المهدي خير من أبي بكر و عمر ، قيل يا أبا بكر خير من أبي بكر و عمر ! ؟ قال : قد كان يفضل على بعض الأنبياء .
و عنه : لا يفضل عليه أبو بكر و عمر ، قال السيوطي في العرف الوردي : هذا إسناد صحيح ، و هو أخف من اللفظ الأول ، قال : و الأوجه عندي تأويل اللفظين على ما دل عليه حديث بل أجر خمسين منكم ، لشدة الفتن في زمان المهدي .
قلت : التحقيق أن جهات التفاضل مختلفة ، و لا يجوز لنا التفضيل في فرد من الأفراد على الإطلاق إلا إذا فضله النبي ص كذلك ، فإنه قد يوجد في المفضول مزية من جهات أخر ليست في الفاضل .
و تقدم من الشيخ في الفتوحات أنه معصوم في حكمه مقتف أثر النبي ص لا يخطئ أبداً ، و لا شك أن هذا لم يكن في الشيخين ، و أن الأمور التسعة التي مرت لم تجتمع كلها في إمام من أئمة الدين قبله ، فمن هذه الجهات يجوز تفضيله عليهما ، و إن كان لهما فضل الصحبة ، و المشاهدة و الوحي و السابقة ، و غير ذلك ، و الله أعلم .
قال الشيخ علي القاري في المشرب الوردي في مذهب المهدي : و مما يدل على أفضليته أن النبي ص سماه خليفة الله ، و أبو بكر لا يقال له إلا خليفة رسول الله ) ، ( المصدر : 1 / 480 ) .))(منقول عن مقالة للشيخ علي الكوراني).
وغير هذا مما ورد في روايات وتفاسير اخواننا السنة يثبت ضرورة الامام المهدي وانه يظهر اخر الزمان ويملأ الارض قسطا وعدلا.
وتجدون عندنا في ارشيف المجيب الاسئلة والمواضيع الكثيرة التي ترتبط بالامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته