وليف ابراهيم - المغرب
منذ 4 سنوات

 التصوف

هل الصوفية شيعة يستخدمون التقية على الرغم من ذوبانهم داخل السنة؟


الأخ وليف المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لم يكن الصوفية يوماً ما في طول التاريخ وعرضه من الشيعة، وربما نسب بعض الباحثين (الصوفية) إلى الشيعة خطأ لأن زعماء التصوف ينهون طرائقهم السلوكية أو العبادية إلى أمير المؤمنين(ع)، ولهذه العلة صنفوا كتباً مشهورة في صلة التصوف بالتشيع ولعلّ من أبرزها ما كتبه كمال مصطفى الشيبي ( الصلة بين التصوّف والتشيّع) ونحن لا ننكر بطبيعة الحال وجود مثل هذه الصلة ، ولكننا نقول: أن صلة التصوف بالتسنن أظهر، لأن كبار الصوفية كابن عربي وابن الجنيد والبسطامي وعبد القادر الكيلاني وأحمد الرفاعي كانوا من السنة ، أعني أنهم سنة من جهة فروع الدين، وإن وافقوا الشيعة في بعض الأصول ، لأن الكاشف للانتماء المذهبي هو الفقه لا العقائد. وقد انتشر المد الصوفي في العالم الإسلامي بسبب ما مرت به الأمة الإسلامية من تقلبات سياسية كبرى وخصوصاً في فترات الغزو والحرب كما في عهد التتار وكذا في فترات الحرب الأهلية ذات الطابع المذهبي، ولا سيما في عهد الصفويين والعثمانيين، حيث نشطت الحركات الصوفية وصادفت استحساناً من الحكام والساسة لعدم تدخل أصحابها في شؤون الدولة ، واستقطبت لذلك قاعدة جماهيرية عريضة ممن كانوا يؤثرون العافية والسلامة، وربما شجع بعض السلاطين الناس على اقتفاء سبيل أهل التصوف لإلهاءهم وإبعادهم عن معارضتهم في قضايا الحكم وإرادة الشؤون العامّة. وبسبب ميل الناس في تلك الفترات إلى التصوف وإيثارهم حب الراحة والابتعاد عن واقع الحياة حصلت ردود فعل كبرى سواء في العالم الشيعي أم في العالم السني على مناهج الصوفية ، وصنف علماء كلا المذهبين كتباً في تكفير الصوفية أو تبعيدهم حتى أنهم توسلوا أحيانا من أجل دعم موقفهم في الإنكار على الصوفية بأخبار موضوعة أو ضعيفة منسوبة إلى النبي(ص) أو أهل البيت(ع) حتى إذا هدأت العاصفة وأعقبها انحسار التصوف وتحجيمه ظهرت بوادر مصالحة هنا وهناك بين التصوف والمذاهب المشهورة ، وعدل العلماء المتأخرون عن تكفيرهم ، بل لم يجدوا غضاضة في الترويج لأفكارهم أو الاستشهاد بكلامهم ، فظن قسم من الناس أنهم شيعة وظن قسم آخر أنهم سنة. أما التقية فهي ليست سبة على الشيعة بحيث أن مجرد من يقول بها يصبح شيعياً، بل هي من فطرة العقل والدين وقلّ من لا يلجأ إليها في أوقات الحرج والخوف، وأهل السنة يعملون بها كذلك من حيث لا يشعرون، ولكنهم ينكرونها و يشنعون بها علينا. ودمتم في رعاية الله

4