logo-img
السیاسات و الشروط
امير المياحي ( 27 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الشهادة في سبيل الله

سلامً عليكم كيف للانسان المؤمن ان يرزق الشهادة في سبيل الله وما الاعمال التي يقوم بهـا لكي يرزق الشهـادة؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته إنّ من نِعَم الله تعالى الكبرى، ورحمته الواسعة أن فتح باب الشهادة على مصراعيه أمام عشّاق الشهادة والمريدين لها، بشرط أن يكون طلبهم ممهوراً بالصدق والإخلاص ولو لم يكونوا في ميدان المعركة. فقد ورد في الحديث: "من سأل الله الشهادة بصدقٍ بلّغه الله منازل الشّهداء وإن مات على فراشه". وها هو حامل لواء الحقّ وراية الهدى، إمام المجاهدين والشهداء عليّ عليه السلام ينادي قائلاً: "فوالله إنّي لعلى الحقّ وإنّي للشهادة لمحبّ". وفي موضع آخر يقول عليه السلام: "فوالله لولا طمعي عند لقاء عدوّي في الشهادة وتوطيني نفسي عند ذلك، لأحببت ألا أبقى مع هؤلاء يوماً واحداً". ولكن حبّ الشهادة ولقاء الله دونه عقبة أساس هي حبّ الدنيا، والانغماس في الشهوات والملذّات، فكلّما قوي حضور الدنيا وحبّها في القلب، ضعفت في المقابل توجّهات الإنسان المعنوية نحو لقاء الله وحبّ الشهادة، والعكس صحيح أيضاً حتى لتصبح لذّة اللقاء وفرحته لا تدانيها لذّة ولا سعادة، فيدعو الله تعالى بلهفة وشوق مخلصاً له الدين: "إلهي حبّب إليّ لقاءك وأحبب لقائي". فمن الكرامة الإلهية أن يختم المرء حياته بالشهادة، فتكون بمثابة القنطرة التي يعبر من خلالها إلى عالم اللقاء بالمحبوب الحقيقي، ليهتف بنداء إمامه قائلاً: "فزت وربّ الكعبة". وهو الذي كان عليه السلام يقول: "أيُّها النَّاس إنّ الموت لا يفوته المقيم، ولا يعجزه الهارب، ليس على الموت محيدٌ ولا محيص، من لم يُقتل مات. إنّ أفضل الموت القتل، والذي نفس عليٍّ بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موتة واحدة على الفراش". ويمكن طلب الشهادة من خلال الدعاء فقد وردت مفردة الشهداء والدعاء بطلبها في أكثر من موضع من تراثنا الحديثي من قبيل: "اخْتِمْ لَنَا بِالسَّعَادَةِ والشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِك . "واجْعَلِ الْوَفَاةَ نَجَاةً لِي مِنْ كلِّ شَرٍّ واخْتِمْ لِي عَمَلِي بِالشَّهَادَة . وجاء في الدعاء "إِلَهِي وخَالِقِي ومَوْلاي صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ واخْتِمْ لِي بِالشَّهَادَةِ والرَّحْمَة" والدعاء "ولَيلَةَ الْقَدْرِ وحَجَّ بَيتِكَ الْحَرَامِ وقَتْلا فِي سَبِيلِكَ مَعَ وَلِيكَ فَوَفِّقْ لَنَا" و"وأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ وَفَاتِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ مَعَ أَوْليائِكَ تَحْتَ رَايةِ نَبِيك" بل الدعاء بكون الشهادة على يد شرار خلق الله" فَإِذَا كانَ مَا لا بُدَّ مِنْهُ الْمَوْتُ فَاجْعَلْ مَنِيتِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ بِيدِ شِرَارِ خَلْقِكَ مَعَ أَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيكَ مِنَ الْأُمَنَاءِ الْمَرْزُوقِينَ عِنْدَكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين‏" . و"ارْزُقْنِي أَشْرَفَ الْقَتْلِ فِي سَبِيلِكَ أَنْصُرُكَ وأَنْصُرُ رَسُولَكَ أَشْتَرِي الْحَياةَ الْبَاقِيةَ بِالدُّنْيا". ويمكن ان يحصل ذالب الشهادة منزلة الشهيد وان لم يقتل في سبيل الله فقدأشارت المصادر الاسلامية الى مجموعة من الطوائف لها ثواب الشهيد وان لم تشاركه في الأحكام الفقهية الخاصة كسقوط الغسل والتكفين عنه، كالمطعون والمبطون والغريق، والمهدوم عليه والنفساء والمقتول دون ماله وأهله من قطاع الطريق، والمتوفى في طريق الحج و ... المزید . فقد روي عن أبي حمزة الثمالي أنّه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك قد كبر سني ودق عظمي واقترب أجلي وقد خفت أن يدركني قبل هذا الأمر الموت!قال: فقال لي: يا أبا حمزة أو ما ترى الشهيد إلا من قتل؟ قلت: نعم جعلت فداك، فقال لي: يا أبا حمزة من آمن بنا وصدق حديثنا وانتظر أمرنا كان كمن قتل تحت راية القائم، بل والله تحت راية رسول الله صلى الله عليه وآله. . وروي عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام قال: يا أبا محمد ! إن الميت على هذا الأمر– يعني التشيع لأهل البيت عليهم السلام- شهيد، قلت: جعلت فداك وإن مات على فراشه؟ قال: وإن مات على فراشه، فإنه حي يرزق.

9