رقية ( 19 سنة ) - العراق
منذ سنة

معنى (السوء بجهالة)

السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته قال تعالى: ﴿إنَّما التَوبَةُ على اللهِ للذينَ يَعْمَلُونَ السُوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَريبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَليهِم وَكانَ اللهُ عَليماً حَكيماً﴾. ما تفسير (للذين يعملون السوء بجهالة)؟ هل المقصود بالجهل من ناحية جهلنا بعظمة الذنب أم من ناحية جهلنا بمكانة الله تعالى وغفلتنا عنه عند إرتكاب الذنب؟


عَلَيكُم السَّلَامُ وَرَحمَةُ ٱللهِ وَبَرَكَاتُه مرحباً بكم في تطبيقكم المجيب جاء في كتاب (تَفسِيرُ الأَمثلِ،ج٣، ص١٥٥) الشَّيخُ ناصِرُ مَكارِمُ الشِّيرازِيّ: في هذِهِ الآيةِ يُشيرُ سُبحانَهُ إِلى شَرائطِ قَبولِ التَّوبةِ إِذ يَقولُ: إِنَّمَا التَّوبَةُ عَلَى ٱللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهًالَةٍ. وهُنا يَجِبُ أَن نرَى مًاذا تَعنِي "الجَهَالَةُ" هَل هِي الجَهلُ وعَدَمُ الـمَعرِفةِ بالـمَعصِيَةِ، أَو هِي عَدَمُ الـمَعرِفةِ بالآثارِ السَّيِّئَةِ والعَواقِبِ الـمُؤلِـمَةِ لِلذُّنوبِ والـمَعاصِي؟ إِنَّ كَلمةَ الجَهلِ ومَا يُشتَقُّ مِنهَا وإِن كانَت لهَا مَعانٍ مُختلِفةٌ، ولكِن يُستَفادُ مِنَ القَرائِنَ أَنَّ الـمُرادَ مِنها في الآيةِ الـمَبحُوثةِ هُنا هٌو طُغيانُ الغَرائزِ، وسَيطرةُ الأَهواءِ الجامِحةِ وغَلَبَتُها على صَوتُ العَقلِ والإِيمانِ، وفي هذِهِ الصُّورةِ وإِن لَمْ يَفقِدِ الـمَرءُ العِلمَ بالـمَعصِيةِ، إِلَّا أَنَّهُ حِينَما يَقَعُ تَحتَ تأثِيرِ الغَرائزِ الجامِحةِ، يَنتَفي دَورُ العِلمِ ويَفقِدُ مَفعُولَهُ وأَثرَهُ، وفُقدَانُ العِلمِ لأَثَرِهِ مُسَاوٍ لِلجَهلِ عَمَلاً. وأَمَّا إِذا لَمْ يَكُنِ الذَّنبُ عن جَهلٍ وغَفلةٍ، بَل كانَ عَن إِنكارٍ لِحُكمِ ٱللهِ سُبحانَهُ وعِنادٍ وعِداءٍ، فإِنَّ ٱرْتِكابَ مِثلِ هذا الذَّنبِ يُنبِئُ عَنِ الكُفرِ، ولِهذا لا تُقبَلُ التَّوبةُ مِنهُ، إِلَّا أَن يَتَخَلَّى عَن عِنادِهِ وعِدائِهِ وإِنكارِهِ وتَمَرُّدِهِ. ودمتم في رعاية اللّٰه وحفظه

3