نعم هناك فرق بين { يَوْمِ يُبْعَثُونَ } ، و { يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ } ، كما يدل عليه ظاهر الآية ، وما ورد من روايات أهل البيت عليهم السلام ، فإن يوم البعث هو : يوم القيامة ، ومغايرة اللفظين تقتضي تقدّم : { يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ } ، على يوم القيامة ؛ لأنّ ساعة نفخ الصور يُصعق من في السماوات ومن في الأرض ، ويموت كل كائن ذي روح ، مضافاً إلى أنّ الوقت والزمان هو في النشأة الدنياوية ، فاليوم الذي أُقّت لإبليس هو يوم موقت لأمر معلوم مشهود ، حافل بأمر ما ، كما يفيده دلالة لفظه المعرّف باللام ، والموصوف بـ{الْمَعْلُوم} ، وفي روايات أهل البيت عليهم السلام هو في أيام رجعتهم إلى الدنيا مرة اُخرى قبل يوم القيامة ، يوم رجوع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى دار الدنيا ، فيقتل فيها إبليس بحربة من النور ، وهو تأويل آية : { نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ}(الأنفال/٤۸). وهو قول إبليس لجنوده عندما يتراءى له رسول الله صلى الله عليه وآله بحربة من نور يطعنه بها فيقتله ، وهو تأويل آية : { إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ } (القصص/۸٥). أي : الرجوع للدنيا .
الشيخ محمّد السند