logo-img
السیاسات و الشروط
عبد الله عبد الهادي - الولايات المتحدة
منذ 5 سنوات

 الصلاة على إبراهيم وآل إبراهيم

تقدمتم في جوابكم على الاخ بالقول التالي وهذا نصه: "ثم لو سلمنا جدلا بان الصلاة على محمد لا تعود بالنفع اليه" فيا سبحان الله كيف تكون صلاة المذنبين مزكية للكمال الاتم وسيد الانبياء؟! نحن الذين نخرج عارة يوم القيامة صلاتنا عليه تنفعه؟ نحن اللذين نكذب ونسرق ونفسد في الارض صلاتنا تنفع سيد الخلائق صلوات الله عليه؟! نحن الذين لو عدت حسناتنا بجانب سيئاتنا لرجحت كفة السيئات،صلاتنا عليه تنفع سيد السادات؟! ليت شعري.وللأسف انه هذه الفكرة بأن صلاتنا تنفعه صلوات الله عليه منتشرة بشكل مشين في اوساطنا فكيف يسيغ للعاقل مثل هذه الافكار بحق المصطفى صلوات الله عليه، وهذا الافكار نتاج الابتعاد عن حديثهم بأبي هم و أمي.ولو راجعنا الزيارة الجامعة على صاحبها ازكى و اطيب الصلاة والسلام، ففيها يقول:"وجعل صلاتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا وطهارة انفسنا وتزكية لنا وكفارة لذنوبنا" فهاهنا دستور ال محمد صلوات الله عليهم يعلمنا الغرض من الصلاة عليهم وانه في المرتبة الاولى والاخيرة لنا لا للنبي ولا لأهل بيته عليهم ازكى الصلاة والسلام.  وقد ورد ما هو اشد وضوحاً وتصريحاً بأن الصلاة عليهم لا لحاجة لهم بها، فقد ورد عن صادق ال محمد صلوات الله عليه في أحدى الصلوات على النبي الاكرم واله صلوات الله عليه واله ماهو نصه: "اللهم إن محمدا صلى الله عليه وآله كما وصفته في كتابك، حيث قلت وقولك الحق " لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " فأشهد أنه كذلك، وأشهد أنك لم تأمرنا بالصلاة عليه إلا بعد أن صليت عليه أنت وملائكتك فأنزلت في فرقانك الحكيم( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) لا لحاجة به إلى صلاة أحد من الخلق عليه بعد صلواتك ولا إلى تزكية له بعد تزكيتك، بل الخلق جميعا كلهم المحتاجون إلى ذلك إلا أنك جعلته بابك الذي لا تقبل إلا ممن أتاك منه، وجعلت الصلاة عليه قربة منك ووسيلة إليك، وزلفة عندك، ودللت عليه المؤمنين، وأمرتهم بالصلاة عليه ليزدادوا بذلك كرامة عليك، ووكلت بالمصلين عليه ملائكة يصلون عليهم، ويبلغونه صلاتهم عليه وتسليمهم" المصدر بحار الانوار (ط - بيروت)، مجلد 91. ولو انكم في جواب الاخ نقلتم ما ورد في الزيارة الجامعة لكان ابلغ في القول و أبين للقارئ، ولا عذر لكم في ترك نقلها لشهرتها وشيوعها بين الكل. نعم، الشق الاخر من الجواب كان في محله إلا انه خليٌ من حديثهم عليهم الصلاة والسلام.


الأخ عبد الله المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهمن الواضح ان الوارد في الزيارة الجامعة في بيان معنى الصلاة هو وجه واحد عائد نفعه الى المصلي على محمد واله، ولكن لا نسلم ان هذا الوجه هو المعنى الحصري للصلاة على محمد وال محمد فثمة وجوه اخرى ممكنة ومنها ما ذكرناه في الجواب، وعلى سبيل المثال ورد في بعض الادعية ما يستفاد منه عود الفائدة والنفع اليه (صلى الله عليه وآله)1- ففي مصباح الشيخ الطوسي في ادعية يوم الجمعة ورد: (اللهم صل على محمد وآل محمد صلاة كثيرة تكون لهم رضى، ولحق محمد وآل محمد أداء وقضاء بحول منك وقوة يا رب العالمين..)2- وفيه ايضا: (اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وصفيك صلاة تامة نامية زاكية ترفع بها درجته وتبين بها فضيلته ... المزید)3- وفيه: ( اللهم صل على محمد وال محمد صلاة تبلغهم بها رضوانك والجنة وتدخلنا معهم في كرامتك...).ودمتم في رعاية الله