وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
ابنتي الكريمة، لا تختلف المرأة عن الرجل في ذلك، ولكن باعتبار أنّ سؤالكِ عن المرأة، فإن المرء يكون طيّباً إذا كان يسير وفق فطرته التي فطره الله تعالى عليها، عارفاً بربّه، ملتزماً بشريعته، محباً للخير ساعياً إليه لنفسه ولغيره، الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، صادق الوعد، حافظاً للأمانة، لا يعتدي على الآخرين بقول أو فعل.
وبكلمة مختصرة: أن يكون حاملاً لمكارم الأخلاق.
والدال على مكارم الأخلاق هو الدين الإلهي، فمن تمسّك بدينه يُرجى له أن يكون خلوقاً طيّباً.
وعلى العكس من ذلك فالخبيث هو من يجمع تلك الرذائل كلها أو بعضها، فقد يكون كافراً بالله تعالى، أو عاصياً لأمره ونهيه، أو مخادعاً محتالاً، أو خائناً للأمانة، أو مبغضاً للناس من دون ذنب منهم، أو لا يأمن الناس شرّه وهكذا.
وأمّا هل يمكن أن تصبح المرأة الخبيثة طيّبة؟
فالجواب: نعم، يمكن أن يتبدّل حالها، فما دام المرء في هذه الدنيا ففرصة التغيير موجودة، فقد يصبح الخبيث طيّباً، كما قد يصبح الطيّب خبيثاً، والعياذ بالله.
ولكنّ هذا يحتاج إلى عملٍ كثير، فلابد أن يحمل المرء نفسه على الأعمال الخيّرة فترة ليست بالقليلة كي تعتاد نفسه عليها، وحينئذ يحصل التغيير، ولكنّه كما ذكرنا بالتدريج، كذلك لو أهمل الطيّب وتساهل في صدور الأخطاء منه، فقد تنقلب حاله، وتسوء حالته، فالعمل سواء كان صالحاً أم طالحاً يلقي بظلاله على النفس، فإن كان حسناً زكّاها، وإن كان سيئاً دسّاها.
ودمتم موفقين