تفسير آية النفاق وتعارضها مع وجود منافقين في الخلافة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س1-((لئن لم ينته المنافقون …لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلًا))
نحن الشيعة عندما نقول انه يوجد من اصحاب رسول الله منافقين و قد اغتصبوا الخلافة و و حكموا المسلمين (بالباطل) ، البعض يستشكل علينا في هذه الاية و يقول ان الله وعد رسوله بأن لا يجاورونه المنافقون إلا قليلًا ((ملعونين أينما ثقفوا أخذوا و قتلوا تقتيلاً))؟
س2- عندما نزلت اية الحجاب ، هل كان قبل ذلك نساء الرسول و بناته مأمورات بالحجاب أم لم يكُنّ محجبات؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
١- ليس في الاية حجة على المدعى من خلو المدينة من المنافقين ، بل بها اثبات على وجود المنافقين ، حتى لو غضضنا الطرف عن الايات التي تتحدث عن المنافقين وقوة شوكتهم بين المسلمين باكثر من الايات وحديث
فالآية تخبر ان الله سيغري نبيه بالمنافقين و يطردهم من المدينة و يقتلهم تقتيلا بشرط إذا لم ينتهِ المنافقون عما يقوموا به من ارجاف وبعده فلا القرآن صرح أو لمح للسماح بقتال المنافقين ولا السنة النبوية صرحة على قتالهم بل صرحة على بقائهم حين طُلب من النبي قتل المنافقين قال (صلى الله عليه واله)(لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه) ولا التاريخ ذكر بان رسول الله (صلى الله عليه واله ) قاتل المنافقين وطردهم خارج المدينة وما يدل على وجود المنافقين حذيفة بن اليماني الذي كان يُعرف بصاحب سر النبي لانه كان يعرف اسماء كبار المنافقين وكان عمر بن الخطاب دائم السؤال له خشية ان يكون منهم فكانوا يعرفون المنافقين حين الموت إذا أمتنع حذيفة من الصلاة عليهم
٢- هل رسول الله (صلى الله عليه واله ) اوصى ام لم يوص. فان كان اوصى فمن وصية فان كان امير المؤمنين (عليه السلام ) فمن حكم باسم خليفة رسول الله هو من الذين انقلب على عقبيه كما عبر القران الكريم (﴿وَما مُحَمَّدٌ إِلّا رَسولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلى أَعقابِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيئًا وَسَيَجزِي اللَّهُ الشّاكِرينَ﴾ [آل عمران: ١٤٤]
والنفاق كان بعد النبي (صلى الله عليه واله) اكبر واكثر مما كان في حياته يقول ابن تيمية الذي قوله فصل عند القوم (وأما من قال: لا يوجد اليوم منافق، إنما كان النفاق على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا مخطئ بإجماع المسلمين، بل قد قال حذيفة بن اليمان بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم: إن النفاق اليوم أكثر منه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. والمنافق هو الذي يبطن الكفر ويظهر الإسلام، وهذا موجود في سائر الأعصار، بل إذا كان مع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وآياته وسماع كلامه يكون المنافقون موجودين فبعده أولى وأحرى.)(١)
وحذيفة شاهد عيان ويتكلم عن حس لا يتكلم عن حدس
——————————————
١- جامع المسائل لابن تيمية ج ٤ ص ١٣٤