الجماع في الجنة
هل الجماع في الجنة حرام أو حلال مع الزوجة أو مع حور العين؟
ورد في كتاب،تصحيح اعتقادات الإمامية، للشيخ المفيد، ص 117 :
في مسألة ثواب أهل الجنة:
"وثواب أهل الجنة الالتذاذ (بالمآكل والمشارب) والمناظر والمناكح وما تدركه حواسهم مما يطبعون على الميل إليه، ويدركون مرادهم بالظفر به وليس في الجنة من البشر من يلتذ بغير مأكل ومشرب وما تدركه الحواس من الملذوذات .
وقول من يزعم : أن في الجنة بشرا يلتذ بالتسبيح والتقديس من دون الأكل والشرب، قول شاذ عن دين الإسلام، وهو مأخوذ من مذهب النصارى الذين زعموا أن المطيعين في الدنيا يصيرون في الجنة ملائكة لا يطعمون ولا يشربون ولا ينكحون .
وقد أكذب الله سبحانه هذا القول في كتابه بما رغب العاملين فيه من الأكل والشرب والنكاح، فقال تعالى : {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلكَ عُقبَى الَّذِينَ اتَّقَوا } (الرعد:35)، وقال تعالى : {فِيهَا أَنهَارٌ مِن مَاءٍ غَيرِ آسِنٍ } (محمد:15)، وقال تعالى : {حُورٌ مَقصُورَاتٌ فِي الخِيَامِ } (الرحمن:72) وقال تعالى : {وَحُورٌ عِينٌ} (الواقعة:22) وقال سبحانه : {وَزَوَّجنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } (الدخان:54) وقال سبحانه : {وَعِندَهُم قَاصِرَاتُ الطَّرفِ أَترَابٌ} (ص:52) وقال سبحانه : { إِنَّ أَصحَابَ الجَنَّةِ اليَومَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ * هُم وَأَزوَاجُهُم فِي ظِلَالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ } (يس:55-56)، وقال سبحانه : {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُم فِيهَا أَزوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ }(البقرة:25).
فكيف استجاز من أثبت في الجنة طائفة من البشر لا يأكلون ولا يشربون ويتنعمون بما به الخلق من الأعمال يتألمون، وكتاب الله تعالى شاهد بضد ذلك والاجماع على خلافه، لولا أن قلد في ذلك من لا يجوز تقليده أو عمل على حديث موضوع ؟ !"
وبذلك يتضح إمكان الزواج من الحور العين أو بقاء زوجته التي تزوجها في الدنيا مع الحور.
وكذلك الكلام بالنسبة إلى المرأة يكون لها زواج في الجنة ونعيمها، حيث وردت في عدّة روايات أنّ المؤمنة الصالحة تتخيّر بين البقاء مع زوجها وعدمه ، فمثلاً ورد في البحار ما لفظه "