ابو محمد الخزرجي - الكويت
منذ 4 سنوات

 لفظ الصلاة في اللغة والاصطلاح

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أقول : كيف نحل تعارض الروايات في وقت صلاة المغرب الواردة في روايات أئمة أهل البيت (ع)؟ فطائفة من الروايات تحدد وقت صلاة المغرب بمجرد غياب قرص الشمس, بل و تنهى عن تأخير وقت صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم ! بينما نجد طائفة أخرى من الروايات تحث على تأخير صلاة المغرب إلى زوال الحمرة, و لا تكتفي فقط بسقوط قرص الشمس . فكيف نحل هذا التعارض ؟ بيان : روايات الطائفة الأولى : (الروايات التي تدل أن وقت صلاة المغرب بمجرد سقوط قرص الشمس ). 1- الطوسي : ( الحسن بن محمد عن عبدالله بن جبلة عن ذريح عن أبي عبدالله عليه السلام قال: أتى جبرئيل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله فأعلمه مواقيت الصلاة فقال: صل الفجر حين ينشق الفجر، وصل الاولى إذا زالت الشمس،وصل العصر بعيدها، وصل المغرب إذا سقط القرص، وصل العتمة إذا غاب الشفق ثم أتاه من الغد فقال: أسفر بالفجر فأسفر، ثم أخر الظهر حتى كان الوقت الذي صلى فيه العصر وصلى العصر بعيدها وصلى المغرب قبل سقوط الشفق وصلى العتمة حين ذهب ثلث الليل، ثم قال: ما بين هذين الوقتين وقت وأفضل الوقت أوله، ثم قال عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لولا اني أكره ان اشق على أمتي لاخرتها إلى نصف الليل، وقال قلت له: ان اناسا من أصحاب أبي الخطاب يمسون بالمغرب حتى تشتبك النجوم قال فقال: أبرأ إلى الله ممن يفعل هذا متعمدا.).تهذيب الأحكام ج2 ص253 - ص254. 2- الطوسي : (الحسن بن محمد بن سماعة عن عبدالله بن جبلة عن ذريح عن أبي عبدالله عليه السلام ان جبرئيل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله في الوقت الثاني في المغرب قبل سقوط الشفق.). تهذيب الأحكام ج2 ص257. 3- الطوسي : (عنه عن محمد بن زياد عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام قال: وقت المغرب من حين تغيب الشمس إلى أن تشتبك النجوم.). نفس المصدر السابق. 4- الطوسي : (عنه عن الميثمي عن أبان عن اسماعيل بن الفضل الهاشمي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي المغرب حين تغيب الشمس حيث يغيب حاجبها.). نفس المصدر ص258. 5- الطوسي : (عنه عن سليمان بن داود عن علي بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبي عبدالله عليه السلام قال: وقت المغرب حين تغيب الشمس.). نفس المصدر. 6- الطوسي : (عنه عن جعفر بن سماعة عن ابراهيم بن عبدالحميد عن الصباح بن سيابة وأبى اسامة قالا: سألوا الشيخ عن المغرب فقال بعضهم: جعلني الله فداك ننتظر حتى يطلع كوكب؟ فقال: خطابية؟ ! إن جبرئيل عليه السلام نزل بها على محمد صلى الله عليه وآله حين سقط القرص.).نفس المصدر. 7- الطوسي : (عنه عن صفوان بن يحيى عن اسماعيل بن جابر عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن وقت المغرب قال: ما بين غروب الشمس إلى سقوط الشفق.). نفس المصدر. 8- الطوسي : (الحسن بن محمد بن سماعة عن ابن رباط عن جارود او اسماعيل بن أبى سمال عن محمد بن أبي حمزة عن جارود قال قال لي أبوعبدالله عليه السلام يا جارود: ينصحون فلا يقبلون وإذا سمعوا بشئ نادوا به أو حدثوا بشئ أذ اعوه ! قلت لهم مسوا بالمغرب قليلا فتركوها حتى اشتبكت النجوم، فانا الآن اصليها إذا سقط القرص.). نفس المصدر ص259. روايات الطائفة الثانية :(الروايات التي تدل أن صلاة المغرب تكون عند زوال الحمرة من المشرق). 1- الطوسي : (الحسن بن محمد بن سماعة عن ابن فضال عن القاسم بن عروة عن بريد عن أحدهما عليهما السلام قال: إذا غابت الحمرة من المشرق فقد غابت الشمس من شرق الارض وغربها.). تهذيب الأحكام ج 2 ص257. 2- الطوسي : (عنه عن عبدالله بن جبلة عن علي بن الحرث عن بكار عن محمد بن شريح عن أبي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن وقت المغرب فقال: إذا تغيرت الحمرة في الافق وذهبت الصفرة وقبل أن تشتبك النجوم.). تهذيب الأحكام ج2 ص257. 3- الطوسي : ( الحسن بن محمد بن سماعة عن صفوان بن يحيى عن يعقوب بن شعيب عن أبى عبدالله عليه السلام قال قال لي: مسوا بالمغرب قليلا فإن الشمس تغيب من عندكم قبل أن تغيب من عندنا.). نفس المصدر ص258. 4- الطوسي : (عنه عن سليمان بن داود عن عبدالله بن وضاح قال: كتبت إلى العبد الصالح عليه السلام يتوارى القرص ويقبل الليل ثم يزيد الليل ارتفاعا وتستتر عنا الشمس وترتفع فوق الجبل حمرة ويؤذن عندنا المؤذن فاصلي حينئذ وافطر إن كنت صائما؟ أو انتظر حتى تذهب الحمرة التي فوق الجبل؟ فكتب إلي أرى لك أن تنتظر حتى تذهب الحمرة وتأخذ بالحايطة لدينك.). نفس المصدر ص259. 4- الطوسي : ( محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن الحسن عن علي بن يعقوب عن مروان بن مسلم عن عمار الساباطي عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إنما أمرت أبا الخطاب أن يصلي المغرب حين زالت الحمرة فجعل هو الحمرة التي من قبل المغرب، وكان يصلي حين يغيب الشفق.). نفس المصدر. اللهم صلِ على محمد و آل محمد...


الأخ أبا محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نستعرض لكم بعض الاراء (من دون مناقشتها) التي ذكرت في معالجة تعارض الروايات الحاصل في وقت صلاة المغرب حيث ان المشهور اعتبر ذهاب الحمرة المشرقية واكتفى آخرون بالاستتار: 1ـ ان روايات اعتبار ذهاب الحمرة اوضح دلالة وابعد عن التأويل فتكون مقدمة على روايات سقوط القرص. 2ـ ان المورد من موارد الاطلاق والتقييد فان روايات الاطلاق تدل باطلاقها على تحقق المغرب بالاستتار سواء انعدمت الحمرة أم لا في حين ان روايات الحمرة تحدد المغرب بالاستتار وزيادة وهي انعدام الحمرة فيكون ذلك على وزن (جائني الامير) فانه لا يمتنع تقييده بما دله على مجيء الامير مع اتباعه. 3ـ ان روايات الاستتار لموافقتها للعامة محمولة على التقية. 4ـ ترجيح روايات الحمرة من جهة ان اعتبار انعدام الحمرة كاد يكون من شعارات الشيعة. 5ـ ترجيح روايات الاستتار لان روايات الحمرة ضعيفة سندا او دلالة او كليهما ومع التنزل والتسليم بتمامية السند والدلالة يمكن القول بانها لا تقاوم روايات الاستتار بخلاف روايات الحمرة فانها ظاهرة في اعتبار زوال الحمرة ومعلوم انه عند تعارض النص والظاهر يلزم تأويل الظاهر بقرينة النص وذلك بالحمل على ارادة الطريقة التكوينية لاحراز تحقق الاستتار او غير ذلك ولكن الاحتياط لا ينبغي تركه. ومما تقدم يتضح ان الاراء الاربعة (الاولى) فتكون نتيجتها تقديم روايات الحمرة فتكون الفتوى موافقة لرأي المشهور اما الرأي الخامس فيكون مخالفا للمشهور ولكنه يحتاط بعدم المخالفة. (للمزيد راجع: دروس تمهيدية في الفقه الاستدلالي 1/183ـ185). ودمتم في رعاية الله