( 22 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

شرح فقرة من دعاء العهد

السلام عليكم ما معنى زنة عرش الله في دعاء العهد ؟؟


عليكم السلام ورحمة الله ان تتأمل بدقة هذه التحديدات للعرش وللكلمات وللكتاب وللعلم، حيث ان عدد الصلوات التي يختزنها القلب او الذهن: تكشف بوضوح عن لانهايتها، او بحجم كبر من ذلك،.. من هنا، فان الدعاء بدوره عرض مستويين من الحجم او العدد، فمثلاً: ما احصاه الله تعالى في كتابه يبلغ عن الكثرة عدداً وافراً بعدد مما خلق مثلاً، فبالنسبة الى العرش، ورد نص عن الصادق(عليه السلام ) يذكر فيه ان الارض والسماء وما خلق الله تعالى هو تحت الكرسي، وان الكرسي كحلقة في فلاة بالنسبة الى (العرش)،.. وهذا يقتادنا الى تصور سعة العرش، بحيث يتجاوز ما خلق الله تعالى من كل شيء (وهو الكرسي) اي ما لايسهل تحديده بالنسبة الى (العرش)،.. اذا معنى (زنة عرشه): يعني لعظمته يزن العرش، وزنة العرش ما يعلمها إلا الله، لأنها عظيمة بعباره اخرى انّ عالم الوجود له مركز، والله سبحانه لديه إحاطة كاملة بهذا المركز: ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾. وإجراء الإرادة الإلهيّة يكون عن طريق الملائكة المحيطين بمركز الأمر. عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "العرش هو العلم الذي أطلع الله عليه أنبياءه ورسله" ذكرت الآيات التي تعرضت للعرش أموراً إلى جانبه، توصل الإنسان من خلال جمعها إلى مركز الأمر، نظير: ﴿اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ﴾ ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ﴾, ﴿يُفَصِّلُ الآيَاتِ﴾, ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا﴾. تبديل الليل بالنهار، وتدبير الأمور، وتفصيل الآيات، والعلم بجميع ذرّات الوجود، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها، دليلٌ على أنّ جميع هذه الأمور تقع في العرش الإلهيّ. يقول المرحوم العلامة الطباطبائيّ: العرش حقيقة من الحقائق العينيّة، وأمر من الأمور الخارجيّة. ويرى قدس سره أنّ العرش مركز تدبير أمور العالم وعن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "العرش والكرسيّ بابان من أكبر أبواب الغيوب" والمراد من "العرش" ليس تختاً أو سريراً جسمانيّاً, لكونه لا يعلو فوق الماء، والله تعالى يقول: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء﴾ بل المراد أنّه في الوقت الذي لم يكن هناك أرض ولا سماء، وكان العالم كلّه ماءً، كان مركز الأمر الإلهيّ على الماء، ثمّ بعد خلق السماوات والأرض انتقل مركز أمر العالم إلى السماوات.

6