زووز ( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

تفسير القرآن

السلام عليكم قال تعالى ( يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفو أن أكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير ) ما هو تفسير الايه الكريمه ؟؟ وما قصد الله تعالى ب تعارفوو ؟؟


عليكم السلام هذه الآية تخاطب جميع الناس وتبين أهم أصل يضمن النظم والثبات، وتميز الميزان الواقعي للقيم الإنسانية عن القيم الكاذبة والمغريات الباطلة. فتقول: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. والمراد ب‍ خلقناكم من ذكر وأنثى هو أصل الخلقة وعودة أنساب الناس إلى " آدم وحواء "، فطالما كان الجميع من أصل واحد فلا ينبغي أن تفتخر قبيلة على أخرى من حيث النسب، وإذا كان الله سبحانه قد خلق كل قبيلة وأولاها خصائص ووظائف معينة فإنما ذلك لحفظ نظم حياة الناس الاجتماعية! لأن هذه الاختلافات مدعاة لمعرفة الناس، فلو كانوا على شاكلة واحدة ومتشابهين لساد الهرج والمرج في المجتمع البشري أجمع. وقد اختلف المفسرون في بيان الفرق بين " الشعوب " (جمع شعب - على زنة صعب - (الطائفة الكبيرة من الناس) و " القبائل " جمع قبيلة فاحتملوا احمالات متعددة: قال جماعة إن دائرة الشعب أوسع من دائرة القبيلة، كما هو المعروف في العصر الحاضر أن يطلق الشعب على أهل الوطن الواحد. وقال بعضهم: كلمة " شعوب " إشارة إلى طوائف العجم، وأما " القبائل " فإشارة طوائف العرب. وأخيرا فإن بعضهم قال بأن " الشعوب " إشارة إلى انتساب الناس إلى المناطق " الجغرافية " و " القبائل " إشارة إلى انتسابهم إلى العرق والدم.) لكن التفسير الأول أنسب من الجميع كما يبدو! وعلى كل حال فإن القرآن بعد أن ينبذ أكبر معيار للمفاخرة والمباهات في العصر الجاهلي ويلغي التفاضل بالأنساب والقبائل يتجه نحو المعيار الواقعي القيم فيضيف قائلا: إن أكرمكم عند الله أتقاكم. وهكذا فإن القرآن يشطب بالقلم الأحمر على جميع الامتيازات الظاهرية والمادية، ويعطي الأصالة والواقعية لمسألة التقوى والخوف من الله، ويقول إنه لا شئ أفضل من التقوى في سبيل التقرب إلى الله وساحة قدسه. وحيث أن " التقوى " صفة روحانية وباطنية ينبغي أن تكون قبل كل شئ مستقرة في القلب والروح، وربما يوجد مدعون للتقوى كثيرون والمتصفون بها قلة منهم، فإن القرآن يضيف في نهاية الآية قائلا: إن الله عليم خبير. فالله يعرف المتقين حقا وهو مطلع على درجات تقواهم وخلوص نياتهم وطهارتهم وصفائهم، فهو يكرمهم طبقا لعلمه ويثيبهم، وأما المدعون الكذبة فإنه يحاسبهم ويجازيهم على كذبهم أيضا. واما تتعارفوا … المراد منها هو ان يعرف بعضكم بعضا ويتم بذلك أمر اجتماعكم فيستقيم مواصلاتكم ومعاملاتكم فلو فرض ارتفاع المعرفة من بين أفراد المجتمع انفصم عقد الاجتماع وبادت الانسانية فهذا هو الغرض من جعل الشعوب والقبائل لا أن تتفاخروا بالأنساب وتتباهوا بالاباء والأمهات…

2