logo-img
السیاسات و الشروط
العامري ( 33 سنة ) - العراق
منذ سنة

الشجاعه

السلام عليكم الشجاعه وراثه ام مكتسبه وكيف يكون الرجل شجاعا لايهاب الناس وهل توجد ايات قرانيه او ادعيه اهل البيت ع تخص الشجاعه


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياكم الله، أخي العزيز إنّ الشجاعة حالها حال بقية الملكات النفسانية- والملكة هي الصفة النفسية الراسخة- للوراثة فيها دور، وللإكتساب فيها دور آخر، إمّا يعضّد الوراثة ويقوّيها، أو يضعفها، وقد يجمّدها. فياتي المولود إلى هذا العالم حاملاً موروثاته معه، من فضائل ورذائل، ولكنها ليست بصورة فعلية، بل بصورة استعدادٍ وميل شديد إليها، فالذي يرث الشجاعة من آبائه يولد وهو يميل إليها بشدة، ولكنها إلى الآن لا تعدو الاستعداد، فلا وجود لها، سوى الاستعداد لها. كذلك من يرث الجبن من آبائه، يولد وهو يميل إلى الجبن باستعداده، لكنه ليس جباناً بالفعل، بل مستعداً لذلك. ثم يأتي دور التربية، فيكون لها أثر كبير في تنمية الاستعداد وتحويله إلى صفة فعلية للولد، أو إضعافه والتقليل من أثره، وهذا يشمل الملكات الحسنة، والملكات السيئة. فقد يصبح المستعد للجبن شجاعاً، كما قد يتحوّل المستعد للشجاعة جباناً. كما لا ننسى دور العوامل الأخرى التي تؤثر على شخصيّة الإنسان، من عادات المجتمع وتقاليده، ومصاحبة الآخرين، والأفكار الرائجة، كلها قد يكون لها أثر في التأثير على عامل الوراثة، إمّا بالتقوية، أو بالإضعاف. وإليك بعض الروايات التي تذكر الشجاعة: • عن الإمام علي (عليه السلام): الشجاعة أحد العِزّين.* • وعنه (عليه السلام): الشجاعة عز حاضر. • وعنه (عليه السلام): الشجاعة نصرة حاضرة، وفضيلة ظاهرة. • وعنه (عليه السلام): لو تميّزت الأشياء لكان الصدق مع الشجاعة، وكان الجبن مع الكذب. • وعنه (عليه السلام): السخاء والشجاعة غرائز شريفة، يضعها الله سبحانه فيمن أحبه وامتحنه. • وعنه (عليه السلام) - من كتاب له للأشتر لما ولاه مصر -: ثم ألصق بذوي المروءات والأحساب، وأهل البيوتات الصالحة والسوابق الحسنة، ثم أهل النجدة والشجاعة والسخاء والسماحة، فإنهم جماع من الكرم. وأمّا ما ورد عن تفسير الشجاعة: • عن الإمام علي (عليه السلام): الشجاعة صبر ساعة. • وعنه (عليه السلام): العجز آفة، والصبر شجاعة. • وعن الإمام الحسن (عليه السلام) - وقد سئل عن الشجاعة، قال: مواقفة الأقران، والصبر عند الطعان. وأمّا عمّا يورث الشجاعة فقد ورد: • عن الإمام علي (عليه السلام): جبلت الشجاعة على ثلاث طبائع، لكل واحدة منهن فضيلة ليست للأخرى: السخاء بالنفس، والأنفة من الذل، وطلب الذكر، فإن تكاملت في الشجاع كان البطل الذي لا يقام لسبيله، والموسوم بالإقدام في عصره، وإن تفاضلت فيه بعضها على بعض كانت شجاعته في ذلك الذي تفاضلت فيه أكثر وأشد إقداما. • وعنه (عليه السلام): قدر الرجل على قدر همته، وصدقه على قدر مروته، وشجاعته على قدر أنفته. • وعنه (عليه السلام): شجاعة الرجل على قدر همته، وغيرته على قدر حميته. • وعنه (عليه السلام): على قدر الحمية تكون الشجاعة. وأمّا عن أشجع الناس فقد ورد: • عن الإمام علي (عليه السلام): أشجع الناس أسخاهم. • وعنه (عليه السلام): أشجع الناس من غلب الجهل بالحلم. • وعنه (عليه السلام): لا أشجع من لبيب. • وعنه (عليه السلام): أقوى الناس أعظمهم سلطانا على نفسه. • وعنه (عليه السلام): لا قوي أقوى ممن قوي على نفسه فملكها، لا عاجز أعجز ممن أهمل نفسه فأهلكها. • وعنه (عليه السلام): ما أشجع البرئ، وأجبن المريب. • وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أخبركم بأشدكم وأقواكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله!، قال: أشدكم وأقواكم الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحق. وأمّا عن آفة الشجاعة، أي ما يضرّ بالشجاعة،فقد ورد: • عن الإمام علي (عليه السلام): آفة الشجاعة إضاعة الحزم. • وعنه (عليه السلام): آفة القوي استضعاف الخصم. • وعن الإمام العسكري (عليه السلام) - إن ... المزید للشجاعة مقدارا، فإن زاد عليه فهو تهوّر. • وعن الإمام علي (عليه السلام): ثمرة الشجاعة الغيرة. • وعن الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاثة لا تعرف إلا في ثلاث مواطن: لا يعرف (الحليم) إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا عند الحرب، ولا أخ إلا عند الحاجة. • وعن الإمام علي (عليه السلام) - من كتاب له للأشتر -: وليكن آثر رؤوس جندك عندك من واساهم في معونته... فافسح في آمالهم، وواصل في حسن الثناء عليهم، وتعديد ما أبلى ذوو البلاء منهم، فإن كثرة الذكر لحسن أفعالهم تهز الشجاع، وتحرض الناكل إن شاء الله. * هذا الحديث وما بعده من كتاب ميزان الحكمة للريشهري جزء٢ الصفحتان ١٤١٢ و ١٤١٣

2