logo-img
السیاسات و الشروط
Uنور ( 22 سنة ) - العراق
منذ سنة

ذنوب الناس وذنوبي

السلام عليكم عندما أريد أدعو لأشخاص أعرفهم فإني أتذكر ذنوبهم واستحي من الله أن أدعو لهم، أقول: لديهم ذنوب كثيرة، كيف أطلب الهداية من الله لهم، هنا أبقى أفكر خائفة لأني استعظمت ذنوبهم ونسيت ذنوبي ويعتبر أمراً محرماً! أنا رأيت ذنوبهم عظيمة وكبيرة، ولأني لم أعملها فاستصغرت ذنوبي. هل يحرم عليَّ ذلك؟


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، نوّر الله باطنكِ بنور الإيمان، وهداكِ إلى حقِّ الصواب، وجعلكِ من الذاكرين لله وللموت وللاستغفار من ذنوبكم. يا طيّبة، يا من حارت عن طريق صوابها حتى ضيّقت من رحمة الله تعالى، واستعظمت ما عندَ غيرها، واستصغرت ما عندها من ذنوب رغم يقينها بذوبها وشكها بذنوب غيرها. كوني مثلما أرادكِ الله أن تكوني مرآة تجلي الرحمة الإلهية. المولى الحق المتعال، جعل رحمته للجميع، لأنّه لا بخل في ساحته، قال تعالى: ﴿قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ (الأعراف: ١٥٦). هذا، ومقتضى عمل أهل الحقّ تعالى هو الدعوة بالقول والفعل لهداية الآخرين، ويعملون كلّ ما يمكن أن يكون عاملاً في هدايتهم، ومن ضمن ذلك الدعاء لهم بالهداية والتوفيق والإيمان وما شابه ذلك. وما على الإنسان المسلم إلا أن يقتفي أثر سنّة النبي (صلى اللّٰه عليه وآله)، وأهل البيت (عليهم السلام)، ولا يستحي من الدعاء لخلق الله بالهداية والتوفيق. وأمّا المشكلة النفسية من استعظام ذنوب الآخرين، ونسيان أو استصغار ذنوب العبد نفسه، فهذا خلاف الطريق الصحيح والصواب الحق، وينبغي للعبد أن يلتفت إلى عظم خطورة هذه القضية على نفسه. وعليه ننصحكم ببعض الأمور لتلتفتوا إليها، وهي: ١- عليكم أن تنظروا وتعتقدوا مع ذلك بعظم رحمة الله تعالى، ولا تضيّقوها على أنفسكم وغيركم كذلك. ٢- عليكم بالالتفات إلى ذنوبكم، فلا تنسوها واستغفروا الله منها على الدوام. ٣- ليكن التفاتكم إلى غيركم بحسن الظن، ومن كنتم في يقين من معصيتهم، فاعملوا إلى هدايتهم واصلاحهم بالقول والفعل. ٤- الذنب عظيماً لأنّه ينظر فيه إلى عظمة من عُصي لا إلى نفس الذنب، ولعلّ ذنب يستصغره العبد وهو عند الله عظيم، قد يقول له الحق وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعدها أبداً، وأي ذنب أعظم من تضييق رحمة الله تعالى. ٥- عليكم بتهذيب النفس وتربية الروح والبقاء دائماً في استغفار وتوبة. ٦- ليكن لكم اطلاع على سيرة وسلوك أولياء الله الصالحين والعمل على نهجهم وبمثل ما قاموا به. ٧- الصلاة معراج طهارة العبد وصلاحه، ومحط قدسه ونورانيته، فليكن لكم لكم في ذلك، روح وريحان. والحمد لله وحده.

3