عليكم السلام
١- من العلوم التي أخذت عنه علم الفلك والحساب نذكر لكم بعض النصوص العلمية في كلامه ، فقد قال عليهالسلام عن خلق السماء :
« ثمّ زيّنها بزينة الكواكب ، وضياء الثّواقب ، وأجرى فيها سراجا مستطيرا ، وقمرا منيرا ، في فلك دائر ، وسقف سائر ، ورقيم مائر »
وقال عليهالسلام عن كيفيّة خلق السماء :
« وناداها بعد إذ هي دخان ، فالتحمت عرى أشراجها ، وفتق بعد الارتتاق صوامت أبوابها »
ذهب بعض علماء الفلك في هذا العصر إلى أنّ أوّل نشوء الكون كان نتيجة انفجار كبير فشاع في الكون سكون وظلام دامس ، ثمّ بدأت الذرات تتجمّع في مناطق معيّنة ، مشكلة أجراما ، ثمّ ما لبثت أن بدت فيها التفاعلات النووية التي جعلت هذه الأجرام نجوما مضيئة ،
وفي قول الإمام عليهالسلام : « فالتحمت عرى أشراجها » تشبيه لنجوم المجرة بالحلقات المرتبطة ببعضها بوشاج الجاذبية ، والتأثير المتبادل وبعد نشوء النجوم الملتهبة الدائرة بدأت تقذف بالحمم التي شكّلت الكواكب السيارة كالأرض وغيرها وهو ما عبّر عنه الإمام عليهالسلام بالفتق بعد الارتتاق.
ثمّ قال عليهالسلام :
« وأقام رصدا من الشّهب الثّواقب على نقابها ، وأمسكها من أن تمور في خرق الهواء بأيده ـ أي بقوّته ـ ، وأمرها أن تقف مستسلمة لأمره ».
علّق عليها لبيب وجيه بيضون بقوله :
قوله عليهالسلام : « وأقام رصدا من الشّهب الثّواقب »
يشير عليهالسلام بذلك إلى ما أثبته العلم الحديث من أنّ الشهب تغذّي بعض أجرام الكواكب بما نظّمه لها من التفاتق فما نقب وخرق من جرم عوض بالشهاب.
ثمّ قال عليهالسلام :
« وأمسكها من أن تمور في خرق الهواء بأيده » : أي أمسك الكواكب من أن تضطرب في الهواء بقوّته.
« وأمرها أن تقف مستسلمة لأمره » ، أي تلتزم مراكزها لا تفارق مداراتها.
قال عليهالسلام :
« وجعل شمسها آية مبصرة لنهارها ، وقمرها آية ممحوّة من ليلها ، وأجراهما في مناقل مجراهما ، وقدّر سيرهما في مدارج درجهما ، ليميّز بين اللّيل والنّهار بهما ، وليعلم عدد السّنين والحساب بمقاديرهما »
لقد عرض الإمام عليهالسلام بصورة موضوعية ودقيقة إلى علم الفلك ، وبيّن مقدار ما فيه من الأنظمة الهائلة.
أمّا علم الحساب ، فقد أقام مناهجه وبين غوامضه …
٢-التنجيم حرام، وهو : الإخبار عن الحوادث - مثل الرخص والغلاء والحرّ والبرد ونحوها - استناداً إلى الحركات الفلكيّة والطوارئ الطارئة على الكواكب من الاتّصال بينها أو الانفصال أو الاقتران أو نحو ذلك، باعتقاد تأثيرها في الحادث على وجه الاستقلال أو الاشتراك مع الله تعالى دون مطلق التأثير .
نعم يحرم الإخبار بغير علم عن هذه الأُمور وغيرها مطلقاً.
وليس من التنجيم المحرّم الإخبار عن الخسوف والكسوف والأهلّة واقتران الكواكب وانفصالها بعد كونه ناشئاً عن أصول وقواعد سديدة وكون الخطأ الواقع فيه أحياناً ناشئاً من الخطأ في الحساب وإعمال القواعد كسائر العلوم.