logo-img
السیاسات و الشروط
حامد المالكي ( 34 سنة ) - العراق
منذ سنة

مقتل الإمام الحسين وبكاء طائر البوم

السلام عليكم هناك كلام نصه ان طائر البوم نحس وشووم وبنفس الوقت اسمع انه في مقتل سيدنا وامامنا الحسين ع قد بكى هذا الطائر ع مظلوميه امامنا وقد اعتزل معاشرة البشر هل هذا صحيح؟؟وهل يستحب تربيه هذا الطائر في البيت ام يكره ذلك ؟ . جزاكم الله خيرا


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته البوم طائر كأي طائر اخر ليس نحس ولا شؤم بحد ذاته و يمكن ان يُربى في البيوت ، لكن لسلوكه في العيش كان يُعتبر رمز الشؤم والنحس عن العرب لانه يسكن الخراب فيتطيرون منه كما عند الرومان ، و احتفى بها عند الاغريق و الهند و كانت عندهم ترمز للحكمة ، ومن هنا نجد اختلاف النظرة لهذا الطائر بإختلاف الشعوب . اما قصة بكائها على الامام الحسين (عليهم السلام ) واتخاذها الخراب وكر لها واعتزالها عن الناس فليس صحيح و يكذبه الواقع بشواهده التاريخية ، اضافة إلى ضعف الرواية والحديث رواه ابن قولويه القمي (رحمه الله) في كامل الزيارات وهذا نصه: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن الخطاب ، عن الحسين بن علي بن صاعد البربري - قيماً لقبر الرضا (عليه السلام) -، قال: حدثني أبي، قال: دخلت على الرضا (عليه السلام) فقال لي: ترى هذه البوم ما يقول الناس، قال: قلت جعلت فداك جئنا نسألك، قال: فقال: هذه البومة كانت على عهد جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) تأوي المنازل والقصور والدور، وكانت إذا أكل الناس الطعام تطير وتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام وتسقى وترجع إلى مكانها، فلما قتل الحسين (عليه السلام) خرجت من العمران إلى الخراب والجبال والبراري، وقالت: بئس الأمة أنتم، قتلتم ابن بنت نبيكم ولا آمنكم على نفسي(1). أما السند فضعيف بسلمة و علي بن صاعد و ابنه 1- سلمة بن الخطاب أبو الفضل البراوستاني الأزدورقاني: كان ضعيفا في حديثه له عدة كتب،(2). 2- وقال ابن الغضائري: سلمة بن الخطاب البراوستاني أبومحمد، من سواد الري ضعيف. أقول: يحكم بضعف الرجل لتضعيف النجاشي إياه(3). ٢- الحسين بن علي بن صاعد البربري، فهو مجهول الحال ليس له أي توثيق في كتب الرجال. ٣- علي بن صاعد البربري، فهو الاخر مجهول الحال. وأما الواقع التاريخي فقد تقدم بان البوم من اصل خلقه حيوان اعتزالي وهذا الامر معروف قبل الالف السنين ، و ليس لاعتزاله علاقة بمقتل الإمام الحسين ( عليه السلام قال الدميري ( البوم والبومة : بضم الباء طائر يقع على الذكر والأنثى حتى تقول : صدى أو فياد فيختص بالذكر وكنية الأنثى أم الخراب وأم الصبيان ويقال لها أيضا غراب الليل . قال الجاحظ : وأنواعها الهامة والصدى والضوع والخفاش وغراب الليل والبومة . وهذه الأسماء كلها مشتركة أي تقع على كل طائر من طير الليل يخرج من بيته ليلا قال وبعض هذه الطيور يصيد الفأر وسام أبرص والعصافير وصغار الحشرات وبعضها يصيد البعوض . ومن طبعها أن تدخل على كل طائر في وكره وتخرجه منه وتأكل فراخه وبيضه . وهي قوية السلطان بالليل لا يحتملها شيء من الطير ولا تنام بالليل ، فإذا رآها الطير بالنهار قتلنها ونتفن ريشها ، للعداوة التي بينهن ، وبينها ومن أجل ذلك صار الصيادون يجعلونها تحت شباكهم ليقع لهم الطير . ونقل المسعودي عن الجاحظ أن البومة لا تظهر بالنهار ، خوفا من أن تصاب بالعين لحسنها وجمالها ولما تصور في نفسها أنها أحسن الحيوان لم تظهر إلا بالليل . وتزعم العرب في أكاذيبهم أن الإنسان إذا مات أو قتل ، تتصور نفسه في صورة طائر ، تصرخ على قبره ، مستوحشة لجسدها ، والطائر ذكر البوم وهو الصدى . وفي ذلك يقول توبة الحميري أحد عشاق العرب : ولو أن ليلى الأخيلية سلمت علي ودوني جندل وصفائح لسلمت تسليم البشاشة أوزقا إليها صدى من جانب القبر صائح والبوم أصناف وكلها تحب الخلوة بأنفسها والتفرد وفي أصل طبعها عداوة الغربان ) (٤) لعل قائل يقول هي بومة مخصوصة لحديث الامام الرضا . قلنا. ان متوسط عمر البوم البرية ١٣ سنة و تصل إلى ١٩ ويمكن لبوم البيوت الاسير ان يعيش من ٢٠ إلى ٣٥ سنة اما التي في الرواية فيكون عمرها تجاوز مائتي سنة، بالاضافة أنه لا خصوصية لانعزالها ان كان اصل جنسها كذلك ودمتم بحفظ الله ورعايته ______________________ 1 - كامل الزيارات- جعفر بن محمد بن قولويه - (ج 1 / ص 180) 2 - رجال النجاشي - (ج 1 / ص 132) 3- معجم رجال الحديث - (ج 9 / ص 148) ٤- حياة الحيان للدميري ج ١ص ٢٣١ / ٢٣٢