قال الشيخ الحويني عندما عرضوا عليه أن البخاري روى قصة ذهاب النبي الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم إلى قمة الجبل لكي ينتحر!!
فقال الحويني : أن كتاب البخاري اسمه "الصحيح المسند المختصر من ايام النبي وأيامه" فموضوع كتاب البخاري الحديث المتصل، والبخاري فيه معلقات وهي محذوفة الاسناد أو أول راوي سقط، والآن قصة الانتحار هذا الحديث رواه البخاري في مواضع من صحيحه، رواه من طريق الزهري عن عروة عن عائشة وهو أول ما بدأ به النبي وهو الرؤيا الصادقة وذكر غار حراء ونزول جبريل وقوله أقرأ وجواب النبي ما أنا بقارئ و...إلخ،
والبخاري روى هذا الحديث من طريق عقيل بن خالد و من طريق يونس بن يزيد ومن طريق معمر بن راشد، وهؤلاء الثلاثة عن الزهري عن عروة عن عائشة، ولكن في الموضع الأول والثاني لم يذكر قصة الانتحار، ذكر القصة في كتاب التعبير في أواخر صحيحه، ومن رواية معمر، ولكن لما جاءت قصة الانتحار قال البخاري : (وقال الزهري) وذكر قصة الانتحار، فالبخاري ميز هذه الفقرة عن الحديث المتصل، فلم يقل قال الزهري حدثني عروة عن عائشة، إنما قال : قال الزهري، وهذا مرسل أو رواه الزهري بلاغا، والزهري لم يدرك النبي فالقصة مرسلة، وعليه لا يجوز لأحد أن نقول رواه البخاري ويسكت، بل يجب أن يقول رواه البخاري مرسلا أو بلاغا، ولو أن البخاري لم يقل : (قال الزهري) وضم المتنين مع بعض نعم لأصبح عندهم الحق في العزو إلى البخاري، ولكن لما ميز أن هذا من كلام الزهري وليس من رواية الزهري عن عروة عن عائشة، فلا يحل لأحد أن يقول رواه البخاري ويسكت. فما القول في هذا؟
وأمر ثاني ذكره الحويني : أن العلماء يقولون هذه القصة قبل أن ينبأ النبي، ويقول أن للاسماعيلي توجيه لطيف في فتح الباري وتزكية الحافظ ابن حجر لكلام الاسماعيلي وأنه كلام معقول جدا؟
الأخ صالح المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا: يلزم من هذا الكلام ما يلي :
1- ان في البخاري هناك نصوص يمكن ردها وعدم القبول بها وهذا عكس ما يروج له بان كل ما في البخاري صحيح.
2- في الوقت الذي يكون هذا الكلام فيه دفاع عن البخاري الا ان فيه اتهام للزهري اما بالوضع او بالجهل وعدم المعرفة بحقيقة الرسول(صلى الله عليه واله وسلم) . ثانيا: صريح الروايات تشير الى ان ذلك حصل بعد البعثة بالنبوة لان الروايات تشير الى ان لسبب ارادته القاء نفسه هو فتور الوحي أي انقطاعه بعد ان كان يأتيه سابقا . ثالثا: يفترض الاسماعيلي الذي ذكر في فتح الباري 12/317 ان النبي بعد نزول الوحي ونزول القرآن عليه لايعلم انه نبي وانه مبعوث منه سبحانه وهذا امر غير مقبول ثم ما معنى حزنه على فتور الوحي فاذا كان لا يعلم بكونه نبيا ما معنى ان ينتظر نزول الوحي عليه؟! .
ودمتم في رعاية الله