ملاك حازم الموسوي ( 16 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

مفهوم القدر و المكتوب

السلام عليكم ورد في كتاب الله الكريم : 1-( قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ) و قال تعالى : 2-( و ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ) تراودني اسئلة في كثير من الاحيان عن القدر و المكتوب و ان كان كل ما يحدث بيد الله و كل شيء بارادة الله و لن يعيق ارادة الله شيء ف لماذا نسعى لماذا لا نترك كل شيء لارادة الله اضافة الى الاختلاف الوارد في الايتين الكريمتين , بعد مدة شاهدت فيديو و قد اتضح لي كل شيء و لكني اود ان اتاكد مما علمت به لان مصدر الفديو لم يكن شيعيا . فقد ذكر ان ( الاصابة ) و ( المصيبة ) كلمة عامة تشمل الخير و السوء , و ان الله تعالى وضع اقدارا و مسببات لكل قدر و هذه الاقدار مكتوبة كما ذكر في الاية الاولى . و ان الانسان حر بالاخذ باسباب كل قدر , فمثلا (قدر من يلمس النار هو الاحتراق ) فالله كتب هذا القدر و وضعه كما في الاية الاولى , فمن ذهب الى النار و لمسها ثم احترق فهذا اصابه بما كسبت يداه كما في الاية الثانية . ارجوا ان اتبين من سماحتكم الحق كي اعرف هل اصدق هذا الكلام ام لا


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب انقل لكم ما ذكره تفسير الامثل بعد بيان الاية الاولى وفيه جواب سؤالكم: (مما لا شك فيه أن مآلنا وعاقبة أمرنا - بأيدينا - ما دام الأمر يدور في دائرة سعينا وجدنا، والقرآن الكريم يصرح بهذا الشأن أيضا، كقوله تعالى: وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وكقوله تعالى: كل نفس بما كسبت رهينة وفي آيات أخر. بالرغم من أن الجد والسعي هما من السنن الإلهية وبأمره تعالى أيضا. إلا أنه عند خروج الأمر عن دائرة سعينا وجدنا، فإن يد القدر هي التي تتحكم بمالنا وعاقبة أمرنا، وما هو جار بمقتضى قانون العلية الذي ينتهي إلى مشيئة الله وعلمه وحكمته وهو مقدر علينا، فهو ما سيكون ويقع حينئذ. غاية ما في الأمر أن المؤمنين بالله وعلمه وحكمته ولطفه ورحمته، يفسرون هذه المقادير بأنها جارية وفقا " للنظام الأحسن " وما فيه مصلحة العباد، وكل يبتلى بمقادير تناسبه حسب جدارته التي اكتسبها. فالجماعة إذا كانوا من المنافقين الجبناء والكسالى والمتفرقين فهي محكومة بالفناء حتما. إلا أن الجماعة المؤمنة الواعية المتحدة المصممة، ليس لها إلا النصر والتوفيق مآلا. فبناء على ذلك يتضح أن الآيات آنفة الذكر لا تنافي أصل الحرية [حرية الإرادة والاختيار] وليست دليلا على العاقبة الجبرية للإنسان أو أن سعي الإنسان لا أثر له)(تفسير الامثل ، الشيخ ناصر مكارم شيرازي، ج٦/ص٧٨). تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

2