logo-img
السیاسات و الشروط
nour ( 19 سنة ) - العراق
منذ سنة

اشكال قرآني

(قالوا إن هذانِ لساحران) اليست إن تنصب الاول وترفع الثاني لماذا هذان مرفوعة بالالف وليست منصوبة؟!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مرحبا بكم في تطبيق المجيب إعراب قوله تعالى : (. إن هذان لساحران ) إنّ النحوي المعروف صاحب كتاب قطر الندى وغيره من الكتب في اللغة والنحو والصرف جمال الدين بن هشام في كتابه { شذور الذهب في معرفة كلام العرب } وهو إعرابٌ كاف ٍ واف ٍ شاف ٍ ان شاء َ الله ُقال: الأول : أن لغة بلحارث بن كعب ، وخثعم، وزبيد، وكنانة وآخرين استعمال المثنى بالألف دائما ً ، تقول : جاء الزيدان، ورأيت الزيدان، ومررت بالزيدان، قال شاعرهم : تزوّد مـنـّا بين أذنـــاه طــعـنة دعــتـه إلى هــابي التراب عـقيم وقال الآخر : إن أبــــــاها وأبــــــا أبــــاها قد بلغا في المجد غايــتـــــاهــــا فهذا مثال مجيء المنصوب بالألف، وذاك مثال مجيء المجرور بالألف. الثاني : أن "إنَّ" بمعنى نعم مثلـُهَا فيما حكي أن رجلا سأل ابن الزبير شيئا ً فلم يعطه، فقال : لعن الله ناقة حملتني إليك، فقال : إنَّ وراكِـبَهَا، أي نعم ولعن الله راكبها، و"إن" التي بمعنى نـَـعَـم لا تعمل شيئا ً، كما أن نـَعَـم كذلك، فـ ( هذان) مبتدأ مرفوع بالألف، و(ساحران ) خبر لمبتدأ محذوف، أي : لهما ساحران، والجملة خبر (هذان) ولا يكون (لساحران) خَبَرَ (هذان) لأن لام الابتداء لا تدخل على خبر المبتدأ. الثالث : أن الأصل إنه هذان لهما ساحران، فالهاء ضمير الشأن، وما بعدها مبتدأ وخبر، والجملة في موضع رفع على أنها خبر "إنَّ" ثم حُـذف المبتدأ وهو كثير ، وحذف ضميرالشأن كما حذف من قوله صلى الله عليه وسلم" إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون" ومن قول بعض العرب " إنَّ بك زيدٌ مأخوذ". الرابع : أنه لما ثـُـنـِّيَ "هذا" اجتمع ألفان : ألـِـفُ هذا، وألف التثنية؛ فوجب حذف واحدة منهما لالتقاء الساكنين؛ فمن قـَـدَّر المحذوفة ألف " هذا" والباقية ألف التثنية قلبها في الجر والنصب ياء ، ومن قـَـدَّر العكس لم يغير الألف عن لفظها. الخامس : أنّه لما كان الإعراب لا يظهر في الواحد - وهو"هذا" - جــعـــل كذلك في التثنية ، ليكون المثنى كالمفرد لأنه فرع ٌ عليه. ودمتم في رعاية الله