محمد منير - مصر
منذ 4 سنوات

 المعنى اللغوي والاصطلاحي (للصحابي)

عبد الله بن ابي سلول ماهو سره ولماذا يكره السنه واظهاره بالنفاق بالرغم من صلاه الرسول عليه وانه بايع تحت الشجره.وماهو راي الشيعه في شخصيته؟


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: المشهور عنه انه كان كثيرا ما يعتدي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالكلام والمواقف فهو شخص منافق معروف مشهور مجاهر بالنفاق والمواقف والاقوال الكفرية. فهو القائل (( لَئِن رَجَعنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنهَا الأَذَلَّ )) (المنافقون:8) ويقصد بالاذل رسول الله (صلى الله عليه وآله) والعياذ بالله وهو القائل كما حكى الله سبحانه عنه فقال تعالى: (( وَلِيَعلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُم تَعَالَوا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادفَعُوا قَالُوا لَو نَعلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعنَاكُم هُم لِلكُفرِ يَومَئِذٍ أَقرَبُ مِنهُم لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفوَاهِهِم مَا لَيسَ فِي قُلُوبِهِم وَاللَّهُ أَعلَمُ بِمَا يَكتُمُونَ )) (آل عمران:167) وهو القائل (( هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَن عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا )) (المنافقون:7) وكذلك قال تعالى عنه (( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفكِ عُصبَةٌ مِنكُم لَا تَحسَبُوهُ شَرًّا لَكُم بَل هُوَ خَيرٌ لَكُم لِكُلِّ امرِئٍ مِنهُم مَا اكتَسَبَ مِنَ الإِثمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبرَهُ مِنهُم لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ )) (النور:11). ثانياً: الذي روي عندهم عنه بالاضافة الى هذه الايات وهذه المواقف المشهورة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما هو اعظم عندهم من كل ذلك الا وهو حادثة الافك التي جعلوا من ابن ابي سلول بطلها ومخترعها بخلاف الواقع الذي يشير الى كون عائشة ليست هي الضحية وانما هي من ضمن العصبة التي منهم ( عصبة منكم) بل هي من غيرتها كانت ترفض نسبة ابراهيم (عليه السلام) ابنا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا شبيها له اصلا مع كونه كفلقة القمر مع ابيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولذلك قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمحاججتها واحضار ابراهيم (عليه السلام) لها ونقله وهو طفل صغير من العوالي ومشربة ام ابراهيم الى بيت عائشة عند المسجد النبوي الشريف. ليقنعها بانه ابنه وها هو يشبهه ولكن دون جدوى اصرت على موقفها ظلما وعدوانا فقد روى الحاكم في مستدركه 4/39 عن عائشة قالت: أهديت مارية إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ومعها ابن عم لها قالت فوقع عليها وقعة فاستمرت حاملا قالت فعزلها عند ابن عمها قالت فقال أهل الإفك والزور: من حاجته إلى الولد ادعى ولد غيره وكانت أمة قليلة اللبن فابتاعت له ضائنة لبون فكان يغذى بلبنها فحسن عليه لحمه قالت عائشة: فدخل به عليّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم فقال: كيف ترين؟! فقلت: من غذي بلحم الضأن يحسن لحمه قال ولا الشبه قالت فحملني ما يحمل النساء من الغيرة ان قلت ما أرى شبها قالت وبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله ما يقول الناس فقال لعلي خذ هذا السيف فانطلق فاضرب عنق ابن عم مارية حيث وجدته... فإذا هو لم يخلق الله عز وجل له ما للرجال شئ ممسوح. ثالثاً: واما صلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليه فكانت لاجل ابنه الصالح المؤمن الذي مسك السيف ووقف له على اعتاب المدينة حينما اراد الرجوع اليها فقال له والله لا تدخل الا ان يأذن لك رسول الله (صلى الله عليه وآله) فانت الاذل ولم يدعه يدخل المدينة حتى اذن له رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالدخول واستأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مرة لقتله فلم يأذن له رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك.فهو من طلب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان يصلي على ابيه بعد موته لان قريش كانوا يعيرونه بابيه فنصره رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثلما كان هو ينصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يكن نزل شيء قبل ذلك في النهي عن الصلاة على المنافقين بل اكرمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكفنه بقميصه بعد ان اخرجه من حفيرته وقبره الذي كان قد ادخل فيه وجعله في حجره ولفه بقميصه وصلى عليه وكذلك وفاء للعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله) له حينما بعث الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرض موته وطلب منه ان يكفنه بقميصه فاجابه رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ذلك ولذلك وفى له به وفعل معه ما فعل.وقيل كفنه بقميصه واعطاه اياه مكافأة له لانه كان قد ألبس العباس حين أسر يوم بدر قميصا. وفي رواية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيها: (وما يغني عنه قميصي من الله واني لارجو ان يسلم بذلك الف من قومه). وقد روى البخاري 2/76 عن جابر قال: (اتى النبي (صلى الله عليه وآله) عبد الله بن ابيّ بعد ما دفن فاخرجه فنفث فيه من ريقه وألبسه قميصه). رابعاً: اما بيعته تحت الشجرة فالاصل انه حاضر كغيره ولا يوجد نص على بقاءه في المدينة بل المفروض انه يخرج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) كغيره بالاضافة الى وجود ما ينص على وجوده بخصوصه فقد رويت فيه رواية من انه كان حاضرا في الحديبية ويحاول القوم الطعن فيها وتضعيفها مع كونها رواية تاريخية وليست حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يتشددوا في سندها ولكن لانها لو ثبتت بطل استدلالهم بان جميع من حضر وبايع في الحديبية فهو من اهل الرضوان وفي اعلى الجنان مع وجود امثال عبد الله بن أبيّ بن سلول رأس المنافقين.مع عدم وجود معارض لها وكونه حدثا تاريخيا من اختصاص المؤرخين ومع ذلك رفضوه وضعفوه وطعنوا في راويه الواقدي المضعف في احاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندهم والمعتمد في التاريخ ليضعفوا الرواية ويرفضوها ويردوها فلا ندري كيف تثبت الواقائع والحوادث التاريخية لو تشددوا في اسانيد الروايات وفي مخرجيها من الاخباريين المؤرخين المعدودين على الاصابع كالواقدي والكلبي وابن اسحاق وابي مخنف وسيف بن عمر والمدائني وغيرهم مع كونهم معتمدين ويذكرهم الجميع ويذكر آرائهم بل لا يوجد تاريخ ولا سيرة ولا مغاري ولا يبقى شيء من ذلك ان هم رفضوا ما يروي هؤلاء في كتبهم.  واكتفي هنا بذكر عالمين يعتبران عند الوهابية من المحققين وهما من المتشددين في الواقع وهذا كلامهم في الواقدي:قال ابن كثير تلميذ ابن تيمية المتشدد كشيخه 3/235: (الواقدي عنده زيادات حسنة وتاريخ محرر غالبا فانه من ائمة هذا الشأن الكبار وهو صدوق في نفسه مكثار).وقال الذهبي تلميذ ابن تيمية الثاني والمتضلع في التاريخ والسيرة والرجال كما في تذكرة الحفاظ 1/254 وسير اعلام النبلاء 7/142: (الواقدي المديني القاضي، صاحب التصانيف والمغازي، العلامة الإمام أبو عبد الله، أحد أوعية العلم على ضعفه المتفق عليه. وجمع فأوعى، وخلط الغث بالسمين، والخرز بالدر الثمين، فأطرحوه لذلك، ومع هذا فلا يستغنى عنه في المغازي، وأيام الصحابة وأخبارهم).فكما نرى نصوص محققي ومتشددي علماء السلفية يجعلونه مرجعا في السير والمغازي وتاريخ الصحابة واخبارهم ومرجعا مهما ثم يأتي الوهابية كلما وقع الواقدي في اسناد حدث تاريخي يضعفونه وينقلون ما قاله اهل الجرح والتعديل فيه من جهة كونه محدثا يروي الحديث النبوي وليس كمؤرخ وهذا خلط بل تدليس مقصود والله العالم.ودمتم في رعاية الله