محمد
منذ 4 سنوات

 المعنى اللغوي والاصطلاحي (للصحابي)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقديمكم للتقوى أو بالأحرى لشرط من شروطها ليس كافيا حتى يكون ذريعة لسب ولعن من كانوا بجانب النبي عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم في أحنك الظروف ونزل فيهم قرآن يتلى إلى يوم القيامة. مع ذلك,نقول ولله الحمد والمنة أنه رزقنا حب آل بيت رسول الله ومحبة أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين دون غلو أونفاق. فقد ورد في نهج البلاغة عن علي رضي الله عنه أنه قال لرجل من اتباعه كان يمدحه:"أنا دون ماتقول وفوق ما في نفسك" فهؤلاء من أمثاله الذين كانوا يدّعون حب علي وموالاته هم الذين أسسوا لكراهية عمياء وأرادوا هدم الدين. وأما قولكم بأن بن سبأ أسطورة فهذا محض افتراء ودليله كتبكم وأقوال مشايخكم حين يدعون وصفه بالزنديق والملعون والكافر فكيف لهم أن يصفو سرابا؟ ! فلست هنا في معرض المناظرة ولكن ولله الحمد أننا لسنا أصحاب عقيدة اسمها التقية حتى أداري فكل شيئ مكشوف لخاصتنا وعامتنا. وأما البغض الذي تدّعونه بين آل البيت الأطهار والصحابة الأخيار فلا أجد قائله إلا عدوا للدين ومارقا منه كما تمرق السهم من الرمية. ل الدليل- أو بالاحرى- الأدلة التي لايمكن حصرها في هذه الرسالة كلها تصب في إطار الحب والمودة والإحترام والموالاة التي كانت تجمع آل البيت والصحابة وجلها من كتبكم فارجعوا إليها. لدي أسئلة دقيقة أود الإجابة عنها بدقة دون تقية ولا دوران: - كيف لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن يزوج ابنتيه لعثمان رضي الله عنه؟ - كيف لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن يتزوج من ابنتي عمر بن الخطاب و ابي بكر الصديق رضي الله عنهما؟ - كيف لعلي رضي الله عنه أن يسمي أبناءه فلذات أكباده بأسماء الصحابة ممن تبغضونهم؟ - كيف لعلي أن يزوج ابنته لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما؟ - كيف للحسنين أن يسميا أبناءهما بأسماء الصحابة ممن تبغضونهم؟ - كيف لموسى بن جعفر- رحمه الله- أن يسمي ابنته بعائشة? - كيف لزين العابدين - رضي الله عنه أن يسمى ابنته بعائشة؟ - كيف لعلي بن محمد الهادي يسمى ابنته بعائشة؟ فإن سلمتم جدلا بأن التسميات كانت مجرد أسماء مع أنهم كانو يستطيعون تسميتهم بأسماء ك: أبوجهل ووحشي و.... فكيف لكم أن تجدو تبريرا لزواج الرسول من ابنتي الصحابيين رضي الله عنهما وتزويجه لعثمان على مرتين من ابنتيه. وتزويج علي رضي الله عنه ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين. فأنتم تقرون بكل هذا كله و لكن تأولوه إلى حد المساس و الإساءة إلى علي رضي عنه بل و إلى رسول الله و آله الأطهار عليه و عليهم الصلاة و السلام. إليكم مراجعكم إقرأوها جيدا وصححو أنفسكم. إلى متى ترضون بعيشة الكراهية و الحقد و الحزن الذي ارتضاه لكم أعداء الله حتى يحققو مآربهم الدنيئة. فأنفضو الغبار عن أعينكم و قوموا من سباتكم العميق- و اتركوا تفاسير الهوى-و ارجعو إلى جادة الصواب. فهذا جعفر الصادق (عليه السلام) يقول لإمرأة سألته عن أبي بكر وعمر: أأتولهما!! فقال: توليهما. فقالت: فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما؟؟ فقال لها: نعم. وتعجب رجل من أصحاب الباقر حين وصف الباقر أبا بكر بالصديق!! فقال الرجل: أتصفه بذلك?؟؟!!!! فقال الباقر: نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدق الله له قولا في الآخرة. فما رأيكم أن كنتم شيعة علي حقا بأبي بكر الصديق؟ و ان شئتم، زدتكم من كتبكم ما يثبت فؤادكم بخصوص الحب الجامع بين الصحابة و آل البيت الأطهار و دلائل حقيقته. 1) جلاء العيون:المجلسي -ص 582 - كشف الغمة: الأربيلي - ج2 ص 64 - مقاتل الطالبيين: الأصفهاني - ص 87و142 - التنبيه والإشراف: المسعودي - ص 263 (2) جلاء العيون:ص 582 (3) مقاتل الطالبيين: ص 119 (4)إعلام الورى: الطبرسي - ص 203 - الإرشاد: للمفيد - ص 186 - تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 213 - جلاء العيون: ص182 - كشف الغمة: ج2 ص 64 - مقاتل الطالبيين: ص 142 (5)اعلام الورى:ص 213 - جلاء العيون: 582 - مقاتل الطالبيين:78 و119 - تاريخ اليعقوبي: ص 228 - التنبيه:ص 263 (6) كشف الغمة: ج2 ص 90 و217 - مقاتل الطالبيين: ص 561 (7) كشف الغمة: ج2 ص 334 - الفصول المهمة: ص 283 (8) نفسه (9)روضة الكافي: ج8 ص 101 (10) كشف الغمة:ج 2 ص 174 والله المستعان على ما تصفون- سبحان ربك رب العزة عما تصفون وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين-


الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: إن الحب والبغض عند الشيعة الإمامية للأشخاص إنما يستند على الضابطة النبوية التي تقول: (الحب في الله والبغض في الله) (مسند أحمد 5/ 146، الكافي للكليني 2: 124). فالشيعة الإمامية لا تحيد عن هذه الضابطة النبوية قيد أنمله وليس عندهم في ذلك شيء يخشونه سوى الله عزوجل، وقد قدموا في سبيل عقيدتهم هذه القرابين تلو القرابين من الشهداء بدءاً بأمير المؤمنين علي (عليه السلام) (شهيد المحراب) ومروراً بسيد الشهداء الحسين(عليه السلام) وكذلك بقية الأئمة الأطهار (عليهم السلام) مروراً بقوافل الشهداء عن العلماء والصلحاء والمؤمنين، الذين ما فتأوا يعلنون موقفهم الواضح والصريح في الحب والبغض وفق الضابطة المتقدمة.. وكفى بعقيدة مضمخة بالدم في هذا الجانب ان تثبت صدق ما تدّعيه. ثانياً: أن النص الذي ذكرته عن (نهج البلاغة) فهو واضح أنه قد جاء في حق شخص كان يضمر لأمير المؤمنين(عليه السلام) خلاف ما يدعيه، وقد ورد بيان ذلك في نفس المورد الذي نقل عنه النص المذكور الذي جاء فيه: وقال عليه السلام لرجل أفرط في الثناء عليه وكان له متهماً: انا دون ما تقول وفوق ما في نفسك (نهج البلاغة 4/ 9 تعليق الشيخ محمد عبده)... والشيعة الإمامية اليوم وقبل اليوم لا تغلو في أمير المؤمنين (عليه السلام) ولا في غيره من أهل البيت (عليهم السلام) ولا تجعل لهم منزلة لم يجعلهم الله فيها، بل هم يرون الأئمة (عليهم السلام) كلهم عباد مربوبون مرزوقون اجتباهم الله سبحانه بعلمه وخصهم برحمته وجعل الإمامة فيهم بعد رسول الله(ص) وقد دل على هذا المعنى جملة مستفيضة من النصوص القرآنية والنبوية (يمكنكم مراجعتها في موقعنا في مواضع مختلفة).. فالمشكلة عندكم أيّها الأخ الكريم انكم تنظرون إلى الشيعة الإمامية من خلال مواقف الغلاة واقوالهم، وهذا خطأ منهجي كبير يفقدكم الكثير من الموضوعية في نقدكم لهذه الطائفة وتقييم مواقفها.. لذا ندعوكم إلى الموضوعية والمنهجية العلمية من هذه الناحية، فقد قال تعالى: (( فَلا تَتَّبِعُوا الهَوَى أَن تَعدِلُوا )) (النساء:135)، وقال تعالى: (( وَلا يَجرِمَنَّكُم شَنَآنُ قَومٍ عَلَى أَلَّا تَعدِلُوا اعدِلُوا هُو َأَقرَبُ لِلتَّقوَى )) (المائدة:8). إما ما ذكرتموه عن ابن سبأ، فنقول لكم إن إثبات كون ابن سبأ هو المؤسس للتشيع، او أنه هو الداعي إلى الوصية في علي (عليه السلام)، أو أنه هو الذي دعا إلى محاربة عثمان وبغض الصحابة نقول إن إثبات ذلك بدليل صحيح من كتب السنة والشيعة - على السواء - دونه خرط القتاد.. وقد كتبت في هذا الجانب بحوث مستفيضة تثبت تهافت مثل هذه الدعاوى، ولعل آخرها كتاب (هو قيد الطبع الآن) من مطبوعات مركزنا تحت عنوان (السلف الصالح للشيعة)، تناول المؤلف في أحد فصوله هذا الموضوع واستعرض كل الروايات السنية والشيعية الواردة في هذا الجانب واثبت ضعفها بل وضعها واختلاقها، واثبت أنه لا توجد رواية سنية أو شيعية واحدة صحيحة تثبت أي دعوى من الدعاوى المتقدمة التي يجهر بها - للأسف - جمع كبير من علماء أهل السنة وكتابهم، ولولا خشية الإطالة لأوردنا لكم جملة من تحقيقات هذا الكتاب، إلا أنه في طريقه إلى النشر والوضع على الموقع قريباً أنه شاء الله تعالى. واما بقية الأسئلة التي ذكرتموها فجوابنا على كل واحد منها باختصار: 1- أما البنتان اللتان تزوجهما عثمان فليسا بنتا رسول الله (ص) وإنما هما ربيبتاه، وقد كتب السيد جعفر مرتضى العاملي كتاباً في هذا الجانب يمكنكم مطالعته ومتابعة الأدلة في ذلك. 2- وأما زواجه (ص) من ابنتي ابي بكر وعمر، فالثابت أن النبي(ص) كان يتزوج لأسباب سياسية تقتضيها ظروف الدعوة ولا يدل التزويج من امرأة ما على سلامة دينها وآخرتها وسلامة دين أبيها وآخرته، ويكفينا في هذا الجانب ان نذكر تزوجه(ص) من أم حبيبة بنت أبي سفيان وقد كان مشركاً, وكذلك زواجه (ص) من صفية بنت حي (ابنة يهودي)، وكذلك زواجه (ص) من مارية القبطية.. فالتزوج بحد ذاته لم تكن فيه ميزة تكشف عن سلامة الدين لآباء المتزوج بهن وهكذا الشأن في نفس الزوجات وإن تسمين بأسم (أمهات المؤمنين) فهذه التسمية ليس لها من أثر شرعي سوى حرمة التزوج بهن بعد رسول الله(ص) وهي لا تعطي صكاً لأحد للدخول إلى الجنة لمجرد الاقتران بالنبي(ص) وقد علمنا أنَّ الزواج قد يكون لدوافع سياسية أو اجتماعية تقتضيها ظروف الدعوة. وإلا بماذا ستجيب اليهود والنصارى والملحدين الذين يشكلون علينا بأن النبي يعشق النساء ويصبو إليهن ولهذا تزوج بتسع نساء جمعاً دون سائر المسلمين؟! 3- وأما مسألة تسمية أبناء الأئمة(عليهم السلام) أسماء مثل عمر وابي بكر وعثمان وعائشة، فهذه التسميات إن صحّت فهي لا تدل سوى أن التسمي بهذه الأسماء كان شائعاً، ولا توجد فيه أية دلالة على المحبة أو الامتنان لطرف ما.. وإلا سنسألكم نفس السؤال: إن كان التسمي بالأسماء دليل المحبة، فعدم التسمي - حسب مفهوم الشرط دليل عدم المحبة. فهل كان عمر وعثمان وأبي بكر يبغضون أهل البيت(ع) لأنهم لم يسموا أي أحد من أبناءهم بأسماء مثل علي والحسن والحسين، مع جلالة أصحاب هذه الأسماء ومعرفة فضلهم ومنزلتهم عند الجميع بلا استثناء؟! 4- وأما مسألة تزويج عمر بن الخطاب من ابنة أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فنقول أن الروايات في هذا الجانب متضاربة مضطربة عند الجانبين السنة والشيعة وهناك جملة كتب قد كتبت في هذا الشأن يمكنكم مطالعتها في المكتبة العقائدية على الموقع منها: (كتاب تزويج أم كلثوم) للسيد علي الشهرستاني، ومنها: كتاب (تصحيح القراءة في نهج البلاغة) للشيخ خالد البغدادي - في أحد فصوله. ولكنا بعد هذا نقول لقد ورد في صحيح مسلم بيان حقيقة ما يراه أمير المؤمنين علي(عليه السلام) في حق أبي بكر وعمر - كما جاء على لسان عمر نفسه - وإليك النص: عن الزهري: أن مالك بن أوس حدّثه قال ارسل إليَّ عمر بن الخطاب فجئته حيث تعالى النهار قال فوجدته في بيته جالساً على سرير مفضياً إلى رماله متكئاً على وسادة من ادم، فقال لي يا مال أنه قد دف أهل أبيات من قومك (إلى أن يقول عمر في جملة كلام له مخاطباً العباس وعلي(ع)) فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا ميراث أمرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله(ص) ما نورث ما تركنا صدقة فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً والله يعلم أن لصادق بار راشد تابع للحق، للحق.. ثمّ توفي أبو بكر وأنا ولي رسول الله وولي أبي بكر فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم إني لصادق بار راشد تابع للحق.. الرواية (صحيح مسلم 5: 152 باب حكم الفيء.) فهذه الرواية تنسف - للأسف - كل الدعاوى السابقة التي تريدون اثباتها من المحبة والألفة والوئام.. وهي واردة في واحد من أصح الكتب عندكم بعد كتاب الله... ففي هذه الرواية إما أن يكون عمر بن الخطاب صادقاً أو كاذباً ولا ثالث في البين فإن كان صادقاً فهذه الرواية تثبت حقيقة ما يراه أمير المؤمنين(ع) في حق أبي بكر وعمر، وهذا يكشف عن عمق الهوة بين الطرفين، فلا غضاضة بعد هذا أن يرى أحد وجود الهوة بين علي وبين أبي بكر وعمر، ويكون هذا النص شاهداً على صحة هذه الدعوى ولا تنفع بعد هذا كل عمليات الترقيع والتلميع التي يمارسها البعض في هذه القضية، بل يكون القول الفصل في هذا الجانب للبحث العلمي الموضوعي من الإطلاع على أسباب هذه الهوة ودوافعها، وتلمس الوصول إلى الحق والحقيقة من خلال البحث الجاد، ولا يلجأ البعض عند الوصول إلى هذه النقطة من البحث إلى الجواب الهروبي الجاهز وهو التشبث بقوله تعالى: (( تِلكَ أُمَّةٌ قَد خَلَت لَهَامَاكَسَبَت وَلَكُم مَا كَسَبتُم وَلا تُسأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعمَلُونَ )) (البقرة:134)، الواردة في سياق الحديث عن امة اليهود والنصارى ولا شأن لها بالمسلمين وأحوالهم، وإلا كيف تفسرون هذا الحديث الذي تروونه في كتبكم أن رسول الله(ص) قال: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم أهتديهم) إذا كنتم تقولون عن الصحابة وأحوالهم وما جرى من الأحداث بينهم (( تِلكَ أُمَّةٌ قَد خَلَت لَهَامَاكَسَبَت وَلَكُم مَا كَسَبتُم وَلا تُسأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعمَلُونَ )) (البقرة:134). وأما إذا كان عمر بن الخطاب كاذباً في هذه الرواية التي رواها مسلم, فهو لا يستحق محبة مؤمن واحد ويكون بغضه من الأمور الراجحة عند المؤمنين. فكما ترى أخي الكريم وحقيقة الواقع في هذه المسألة - أي علاقة فيما يخص علي(ع) بالصحابة - سوى التضارب والتهافت في الأقوال عند أخواننا أهل السنة. وأما عن موقف الشيعة من الصحابة فنقول: إن الموقف سواء كان من أبي بكر وعمر أو غيرهما فإنه يستند إلى موقف الأصحاب من الخلافة لعلي (عليه السلام).. فهذا الموضوع هو أساس القضية، وتوجيه البحث إليه نفياً أو إثباتاً أولى من الحديث في أمور جانبية من دعاوى المحبة والتسمي والتزويج، الواردة في أدلة يضرب بعضها بعضاً، كما أشرنا إليه. وأما الوارد عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) فيمكن لكما مراجعة التحقيق فيه في الموقع حرف الألف / أبو بكر / لا يثبت لقب الصديق برواية غير صحيحة. وحرف الألف/ الإمام الصادق/ ما نسب إليه (ع) من تفضيله للشيخين. ودمتم في رعاية الله

1