الكلام في عدالة الصحابة في النقل
وجدت في تفسير البغوي عند سورة طه آية 85 قال : (( قَالَ فَإِنَّا قَد فَتَنَّا قَومَكَ مِن بَعدِكَ )) أي : ابتلينا الذين خلفتهم مع هارون، وكانوا ستمائة ألف، فافتتنوا بالعجل غير اثني عشر ألفا (( مِن بَعدِكَ )) أي : من بعد انطلاقك إلى الجبل . (ص: 289) (( وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ )) أي : دعاهم وصرفهم إلى عبادة العجل وأضافه إلى السامري لأنهم ضلوا بسببه . ووجدت في تفسير الدر المنثور في تفسير سورة طه: وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، عن علي رضي الله عنه قال: لما تعجل موسى إلى ربه، عمد السامري فجمع ما قدر عليه من حلي بني إسرائيل فضربه عجلاً، ثم ألقى القبضة في جوفه، فإذا هو عجل جسد له خوار فقال لهم السامري: (( هَذَا إِلَهُكُم وَإِلَهُ مُوسَى )) فقال لهم هارون: (( يَا قَومِ أَلَم يَعِدكُم رَبُّكُم وَعدًا حَسَنًا )) فلما أن رجع موسى أخذ رأس أخيه، فقال له هارون ما قال، فقال موسى للسامري: (( مَا خَطبُكَ )) فقال: (( فَقَبَضتُ قَبضَةً مِن أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَت لِي نَفسِي )) فعمد موسى إلى العجل، فوضع عليه المبارد فبرده وهو على شطر نهر، فما شرب أحد من ذلك الماء - ممن كان يعبد ذلك العجل - إلا اصفر وجهه مثل الذهب! فقالوا: يا موسى، ما توبتنا؟ قال: يقتل بعضكم بعضاً، فأخذوا السكاكين، فجعل الرجل يقتل أباه وأخاه وابنه، لا يبالي من قتل، حتى قتل منهم سبعون ألفاً! فأوحى الله إلى موسى: مرهم فليرفعوا أيديهم، فقد غفرت لمن قتل، وتبت على من بقي. 1- ما هي رواياتنا نحن في هذا الجانب؟ هل هي متطابقة؟ 2-هل في هذه الروايات، دلالة إمكان ضلال الكثير من الأمة في شأن إمامة وخلافة الإمام علي عليه السلام؟ 3- هل مات كل من خالف في الامام علي عليه السلام على مخالفته أم أن هناك الكثير رجعوا إلى الرشد وأقر بمنزلة أهل البيت عليهم السلام حينما وصل الأمر إلى الإمام بعد عثمان ؟ 4- هل المخالفة ممن خالف كانت من الكل عن قصد قلبي، أم أن فيهم أو أغلبهم من قبيل ( قلوبهم معك وسيوفهم عليك)؟؟
الأخ صالح المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: رواياتنا في هذا الجانب تفيد باختصار انه كان من المقرر ان يذهب النبي موسى(عليه السلام) الى الطور لتلقي احكام التوراة ويصطحب معه جماعة من بني اسرائيل غير ان شوق موسى (عليه السلام) الى المناجاة مع الله وسماع الوحي كان قد بلغ حدا بحيث نسي - حسب الروايات- حتى الاكل والشرب والاستراحة فطوى الطريق بسرعة ووصل لوحده قبل الاخرين خلال الاربعين ليلة صنع السامري العجل من حلي بني اسرائيل . وما ان وقعت عينا موسى(عليه السلام) على منظر عبادة العجل (( يَا قَومِ أَلَم يَعِدكُم رَبُّكُم وَعدًا )) (طه:86) وهذا الوعد الحسن وعد بني اسرائيل بنزول التوراة وبيان الاحكام السماوية فيها او الوعد بالنجاة والانتصار على الفراعنة ووراثة حكومة الارض او الوعد بالمغفرة والعفو للذين يتوبون ويؤمنون ويعملون الصالحات او انه كل ذلك.
ثم خاطب موسى(عليه السلام) اخاه هارون (( مَا مَنَعَكَ إِذ رَأَيتَهُم ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ )) (طه:92-93) افلم اقل لك ان (( اخلُفنِي فِي قَومِي وَأَصلِح وَلَا تَتَّبِع سَبِيلَ المُفسِدِينَ )) (الاعراف:142) فلماذا لم تهب لمحاربة عبادة العجل هذه؟
ثم اضاف (( أَفَعَصَيتَ أَمرِي )) (طه:93)؟ وقد اخذ برأسه ولحيته يجره اليه فلما رأى هارون غضب اخيه قال له : لتهدئته وليبين عذره وحجته-: (( قَالَ يَا ابنَ أُمَّ لَا تَأخُذ بِلِحيَتِي وَلَا بِرَأسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقتَ بَينَ بَنِي إِسرَائِيلَ وَلَم تَرقُب قَولِي )) (طه:94) ثم اخذ موسى(عليه السلام) يحاكم السامري يسأله عن سبب فعله (( قَالَ فَمَا خَطبُكَ يَا سَامِرِيُّ )) (طه:95) فاجابه (( قَالَ بَصُرتُ بِمَا لَم يَبصُرُوا بِهِ فَقَبَضتُ قَبضَةً مِن أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَت لِي نَفسِي )) (طه:96) وهنا قولان للمفسرين:
1- مراده: اني رايت جبرائيل على فرس عند مجيء جيش فرعون الى ساحل البحر