السلام عليكم أنــي هواي احب الاغاني ومدمنة عليها كل مرة اتوب وارجع يغويني الشيطان واسمع من كثر التوبة والرجوع احــس توبتي صارت بدون معنى او استغفر الله استهزاء هســه حتى استحي اطلب السماح من الله وخاف ارجع اسمع من جديد الله راح يسامحني ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
التوبة معناها أنك تندم على ما فعلت وتستغفر الله سبحانه وتعالى وتصرّ على عدم العود إلى الذنب، فإن رأى الله منك ذلك تاب عليك ومحا عنك ما فعلته من ذنب، فلابد من الإصرار على عدم العود إلى الذنوب والتوبة من صغيرها وكبيرها والندم عليها: قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ) وقال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) وقال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) وقال تعالى( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ).
وعن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال لمحمد بن مسلم: (يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة أما والله إنها ليست إلا لأهل الايمان.قلت فإنه يفعل ذلك مرارا يًذنب ثم يتوب ويستغفر الله فقال: كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة) وعنه عليه السلام أنه قال: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له، والمقيم على الذنب وهو مستغفر منه كالمستهزئ).
وعن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: (ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه إلا غفر الله له قبل أن يستغفر) وعنه عليه السلام أنه قال: (إن الله يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب كما يفرح أحدكم بضالته إذا وجدها).
وعليك بمجاهدة النفس و الكلام يكون في ضمن نقاط بشكل مختصر ومبسط
النقطة الأولى : وردت أحاديث شريفة في جهاد النفس منها :
1- عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : "المجاهد من جاهد نفسه في الله".(الريشهري، ميزان الحكمة:ج١،ص٤٥٣).
2- عن الإمام الباقر (عليه السلام): "إنّ المؤمن معنيّ بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها، فمرة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة الله، ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش ويقيل الله عثرته فيتذكر".(الحرّاني،تحف العقول:ص٢٨٤).
3- الإمام علي (عليه السلام): "جهاد النفس بالعلم عنوان العقل".(الريشهري، ميزان الحكمة:ج١،ص٤٥٣).
4- الإمام علي (عليه السلام): "حاربوا هذه القلوب، فإنّها سريعة العثار".(الريشهري، ميزان الحكمة:ج١،ص٤٥٣).
5- الإمام الصادق (عليه السلام): "إنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث بسرية فلما رجعوا قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقيَ الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله: وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد النفس".(المجلسي، بحار الأنوار:ج٦٧،ص٦٥).
6- الإمام علي (عليه السلام): "أفضل الجهاد مَن جاهد نفسه التي بين جنبيه".(المجلسي، بحار الأنوار:ج٦٧،ص٦٥).
7- الإمام علي (عليه السلام): "أفضل الجهاد جهاد النفس عن الهوى، وفطامها عن لذات الدنيا".(الريشهري، ميزان الحكمة:ج١،ص٤٥٣).
8- الإمام علي (عليه السلام): "غاية المجاهدة أن يجاهد المرء نفسه".(الريشهري، ميزان الحكمة:ج١،ص٤٥٣).
9- الإمام الباقر (عليه السلام): "لا فضيلة كالجهاد، ولا جهاد كمجاهدة الهوى".(الريشهري، ميزان الحكمة:ج١،ص٤٥٣).
النقطة الثانية :شروط المجاهدة؟
أول شرط من شروط المجاهدة: هو التفكر.
ومن المعلوم أنّ التفكّر مقدم على المجاهدة والعبادة والصوم وما شابه ذلك، وهو بمعنى أن يعرف الإنسان بأنّه ما خلق سدى، فربّ العالمين ما خلق هذا الوجود المذهل وما جعل في الأرض خليفة؛ لينتهي الأمر أن يتمتع الإنسان كما تتمتع الأنعام ، فهنالك غرض من صاحب الوجود، ولابدّ أن نتعرف على هذا الغرض من صاحب الخليقة.
يقول الإمام الرضا (عليه السلام): "ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم ، إنما العبادة التفكر في أمر الله عزّ وجلّ". فالمراد بأمر الله هنا ليس البحث في الذات الإلهية وإنّما في غرضه من هذه الخلقة.
ويقول الإمام الصادق(عليه السلام): "التفكّر يدعو إلى البرّ والعمل به".(الكليني،الكافي:ج٢،ص٥٥).
والشرط الثاني: هو العزم
فبعد أن تفكّر الإنسان فإنّه يعزم على أن يخرج من هذا الواقع.
النقطة الثالثة: المشارطة والمراقبة والمحاسبة
وهي من الأمور الضرورية للمجاهد، وهي أمور ثلاث:
الأول - المشارطة: وتكون في أول اليوم حيث يخاطب الإنسان نفسه ويشارطها على أن لا يرتكب اليوم أيّ عملٍ يخالف أوامر الله تعالى، ويتخذ قراراً بذلك ويعزم عليه.
وترك ما يخالف أوامر الله لمدة يوم واحد هو أمر يسير وسهل للغاية، ويمكن للإنسان بكل سهولة أن يلتزم به، فاعزم وشارط وجرب وانظر كيف أن الأمر سهل يسير، وقد يوسوس لك الشيطان ليصعب عليك الأمور ويصور الأمر وكأنّه صعب عسير، ولكنّه وهمٌ عليك أن تخرجه من قلبك،جرب ليوم واحد تعرف سهولته.
الثاني - المراقبة: بعد المشارطة يأتي دور المراقبة، فيبقى طوال اليوم متنبهاً لتطبيق المشارطة، فتعتبر نفسك ملزماً بالعمل وفق ما شارطت، فإذا حدثتك نفسك بارتكاب المعاصي فاعلم أنّه وسوسة الشيطان الذي يحاول استدراجك للمعصية فالعنه واستعذ بالله من شرّه، وتذكّر شرطك لهذا اليوم وخاطب نفسك: إنّي اشترطت على نفسي أن لا أقوم في هذا اليوم وهو يوم واحد بأيّ عملٍ يخالف أمر الله تعالى، وهو ولي نعمتي طوال عمري، فقد أنعم عليّ بالصحة والسلامة والأمن وتلطف بألطاف أخرى، ولو أنّي بقيت في خدمته إلى الأبد لما أديت حق واحدة منها، أفلا أفي بشرط بسيط كهذا؟
الثالث - المحاسبة: إذا جاء الليل فقد حان وقت المحاسبة، فعليك أن تحاسب نفسك لترى هل أديت ما اشترطت على نفسك مع الله ولم تخن ولي نعمتك في هذا العهد البسيط؟ إذا كنت قد وفيت حقاً فاشكر الله على هذا التوفيق، وسيكون عمل الغد أيسر وأسهل عليك من سابقه فواظب عليه فترة حتى يتحوّل إلى عادة مطبوعة في نفسك تقوم بها بشكل تلقائي وبكل سهولة، وستحس حينها باللّذة والأنس بطاعة الله تعالى وترك معاصيه رغم أنّ هذا العالم ليس عالم الجزاء.
وإذا وجدت لا قدر الله في أثناء المحاسبة تهاوناً و فتوراً تجاه ما اشترطت على نفسك، فاستغفر الله واطلب العفو منه، واعزم على الوفاء بكل شجاعة بالمشارطة غداً، وثابر على ذلك واصبر حتى يفتح الله تعالى أمامك أبواب التوفيق والسعادة ويوصلك إلى صراط الإنسانية المستقيم.
ودمتم موفقين.