آية بيعة الرضوان لا تدل على عدالة الصحابة جميعا
عفوا أيها الشيعة لقد أجهدتم أنفسكم فكنتم كالثيران فى طاحونة الماء, ولعمى البصر والبصيرة معا مضاف إليهم الجهل والهوى خلطتم بين الصحابى والمنافق ففقدتم التمييز بين الخراء والحلوى ثم ظننتم أنتكم تحسنون صنعا. والسؤال الذى يكشف خبث الطوية لماذا هذا الجهد فى جرح وتعديل الصحابة وهذا السؤال له مبحث أخر بعد بيان ضلال الاستدلال من القرآن بعدم عدالة الصحابة الآية الأولى . قال الله تعالى: (( لَقَد رَضِيَ اللَّهُ عَن المُؤمِنِينَ إِذ يُبَايِعُونَكَ تَحتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيهِم وَأَثَابَهُم فَتحاً قَرِيباً )) (الفتح:18). فهذه البيعة سُمِّيَت بـ(ببيعة الرضوان) لإخبار الله عز وجل أنه رضي عنهم. وعدد الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة في أصح الأقوال ألف وأربعمائة. وقد أقرَّ بهذا بعض علماء الشيعة الكبار. يقول أحدهم وهو الطبرسي في تفسيره: يعني بيعة الحديبية, وتُسَمَّى (بيعة الرضوان)؛ لهذه الآية, ورضا الله سبحانه عنهم, وإرادته تعظيمهم وإثابتهم, وهذا إخبار منه سبحانه أنه رضي عن المؤمنين إذ بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديبية تحت الشجرة المعروفة وهي شجرة السمرة..., وكان عدد الصحابة رضوان الله عليهم يوم بيعة الرضوان ألفاً ومائتين, وقيل: وأربعمائة, وقيل: وخمسائة, وقيل: وثمانمائة. فهؤلاء الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة حصل لهم ثلاثة أمور: أن الله رضي عنهم, وأنزل عليهم السكينة, وأثابهم فتحاً قريباً.. فهل سلم الشيعة بهذا الفضل؟ أم أن لهم فهماً مغايراً أو مخرجاً آخر؟! استدل أحد علماء السنة في إحدى المناظرات بين السنة والشيعة بهذه الآية فقاطعه المناظر الشيعي بقوله: ((إذ.. إذ..)) أي: أن الله رضي عنهم وقت المبايعة فقط, ثم سخط عليهم بعد ذلك, وكان فيهم منافقون! ثم قرأت الكلام نفسه لأحد علماء الشيعة الكبار. وأقول لهذا ولغيره:إن الله عز وجل لا يرضى إلا عن القوم المؤمنين, وقد أخبر في هذه الآية أنه رضي عنهم حين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم, بل وزكى بواطنهم وشهد لهم بإخلاص النية, فقال: (( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِم )) (الفتح:18) وأنزل السكينة عليهم, ووعدهم بثواب فتح قريب ومغانم كثيرة. فرضاه عنهم وإخباره بذلك دليل على إيمانهم, أما المنافق فلا يمكن أن يرضى الله عنه أبداً حال نفاقه؛ لأنه سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وقوله: (( إِذ يُبَايِعُونَكَ )) (الفتح:18) فيه أمران: أولاهما: أن فيه إشارة إلى أن من خرج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبايع أنه حينئذ ليس بمؤمن, ومعلوم أنه لم يحضر في الحديبية أحدٌ من المنافقين على الصحيح إلا الجدُّ بن قيس كما ذكر ذلك النووي في شرح مسلم, وبعض علماء التاريخ والسير, ولكنه لم يبايع وتنحى بعيداً. وثانيهما: أن الظرف (إذ) متعلق بقوله: رضي, وفي تعليق هذا الظرف (( إذ يبايعونك )) بفعل الرضا إشارة إلى أن سبب الرضا هو ذلك الظرف الخاص وهو المبايعة, مع ما يعطيه توقيت الرضا بهذا الظرف (إذ) من إشارة لطيفة بتعجيل حصول الرضا, وكون الرضا حصل عند تجديد المبايعة ولم ينتظر به تمامها. ويشهد لهذا قوة المؤكدات في هذا الرضا, حيث أتى باللام الموطئة للقسم, وقد - وهي للتحقيق - والقسم المقدر. ثم إن الله سبحانه وتعالى لم يخبر أنه سخط على من بايع تحت الشجرة كما أخبر برضاه عنهم, ولهذا يقول ابن عباس رضي الله عنهما كما ترويه عنه كتب الشيعة: (( أخبرنا الله أنه رضي عن أصحاب الشجرة, فعلم ما في قلوبهم, هل حدثنا أحد أنه سخط عليهم بعد؟ )). بل هذه الآية تتلى إلى يوم القيامة, فهل يتلى الرضا ويستمر ذكر الثناء إلى يوم القيامة على أناس قد بدلوا وغيروا ونافقوا ؟!! سبحانك هذا بهتان عظيم. ثم إن الفعل ( رضى ) يفيد الماضى المستمر لقوله سبحانه ( وكان الله غفورا رحيما ) فالله غفور رحيم فى الماضى والحاضر والمستقبل كما أن الفاء فى قوله سبحانه ( فعلم ) سببيه أى سبب الرضى علم الله عز وجل ما فى قلوبهم من الإيمان والصدق ومن العجائب أن تجد من ينسب نفسه للفقه والتحقيق يجعل المنافقين مع الذين بايعوا ! فينسب الجهل إلى الله تعالى؛ إذ كيف رضي سبحانه وتعالى عنهم وفيهم المنافقون؟! وتارة يفر من الآية ويقول: الرضا حصل لدقائق محدودة - أي ساعة المبايعة - ثم سخط بعد ذلك؟! فيقال لهذا: هل كان الله يعلم أنهم سيبدلون أم لا ؟ فإن قال: لا, فهي طامة كبرى؛ حيث اتهم الله بالجهل عياذاً بالله! وإن قال: نعم, فيقال: كيف يجعل الله الرضا يتلى إلى يوم القيامة وهو يعلم أن الفضل لن يستمر إلا سنواتٍ محدودة ثم يبدلون؟! فقائل هذا كأنه يصف القرآن بغش الأمة.. وحاشا ذلك أن يكون! اللهم اجعلنا ممن رضوا عنك ورضيت عنهم يا رب العالمين
الأخ مجدي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان رضوان الله وقع على من بايع تحت الشجرة, فهذا صحيح لا ننكره ولكن أين الدليل على التأبيد؟ فان ظاهر الآية الرضوان على فعلهم للبيعة, فقد ورد في الآية لفظة (إذ) قال تعالى: (( لَقَد رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤمِنِينَ إِذ يُبَايِعُونَكَ تَحتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيهِم وَأَثَابَهُم فَتحاً قَرِيباً )) (الفتح:18).
والظاهر أنك لم تفهم جوابنا الأول حتى اعترضت بهذا الاعتراض. ثم إنك لم تبين دلالة (اذ) في اللغة العربية أو عدم دلالتها على ما تقول, وإنما ذهبت إلى شيء آخر! وأما قولك أن الله لا يرضى إلا عن القوم المؤمنين, فغير صحيح, فان الرضا ليس معناه دخول الجنة إلا إذا كان رضا أبدياً, ولكن الله يرضى عن الأعمال الحسنة كما يرضى عن العقيدة الحقة فرب شخص غير مسلم ولكنه يفعل مكارم الأخلاق فيرضى الله عن فعله ويمدحه كما مدح رسول الله حاتم الطائي وليس معناه أنه حكم له بالنجاة يوم الدين.
والآية صريحة بأن الله رضى عنهم فعلهم البيعة وأنزل سكينة عليهم ووعدهم لهذه البيعة فتحاً قريباً, فأين النجاة يوم الدين والعصمة والعدالة العامة؟ بل أين قولك وزكّى بواطنهم وشهد لهم بإخلاص النية الدائمة؟!
وهذا كله في المؤمنين يا هذا! وهذه صفة جاءت كقيد وإلا لقال الله سبحانه وتعالى: لقد رضي الله عمن بايعك تحت الشجرة