مجدى احمد سلام - مصر
منذ 5 سنوات

  آية بيعة الرضوان لا تدل على عدالة الصحابة جميعا

عفوا أيها الشيعة لقد أجهدتم أنفسكم فكنتم كالثيران فى طاحونة الماء, ولعمى البصر والبصيرة معا مضاف إليهم الجهل والهوى خلطتم بين الصحابى والمنافق ففقدتم التمييز بين الخراء والحلوى ثم ظننتم أنتكم تحسنون صنعا. والسؤال الذى يكشف خبث الطوية لماذا هذا الجهد فى جرح وتعديل الصحابة وهذا السؤال له مبحث أخر بعد بيان ضلال الاستدلال من القرآن بعدم عدالة الصحابة الآية الأولى . قال الله تعالى: (( لَقَد رَضِيَ اللَّهُ عَن المُؤمِنِينَ إِذ يُبَايِعُونَكَ تَحتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيهِم وَأَثَابَهُم فَتحاً قَرِيباً )) (الفتح:18). فهذه البيعة سُمِّيَت بـ(ببيعة الرضوان) لإخبار الله عز وجل أنه رضي عنهم. وعدد الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة في أصح الأقوال ألف وأربعمائة. وقد أقرَّ بهذا بعض علماء الشيعة الكبار. يقول أحدهم وهو الطبرسي في تفسيره: يعني بيعة الحديبية, وتُسَمَّى (بيعة الرضوان)؛ لهذه الآية, ورضا الله سبحانه عنهم, وإرادته تعظيمهم وإثابتهم, وهذا إخبار منه سبحانه أنه رضي عن المؤمنين إذ بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديبية تحت الشجرة المعروفة وهي شجرة السمرة..., وكان عدد الصحابة رضوان الله عليهم يوم بيعة الرضوان ألفاً ومائتين, وقيل: وأربعمائة, وقيل: وخمسائة, وقيل: وثمانمائة. فهؤلاء الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة حصل لهم ثلاثة أمور: أن الله رضي عنهم, وأنزل عليهم السكينة, وأثابهم فتحاً قريباً.. فهل سلم الشيعة بهذا الفضل؟ أم أن لهم فهماً مغايراً أو مخرجاً آخر؟! استدل أحد علماء السنة في إحدى المناظرات بين السنة والشيعة بهذه الآية فقاطعه المناظر الشيعي بقوله: ((إذ.. إذ..)) أي: أن الله رضي عنهم وقت المبايعة فقط, ثم سخط عليهم بعد ذلك, وكان فيهم منافقون! ثم قرأت الكلام نفسه لأحد علماء الشيعة الكبار. وأقول لهذا ولغيره:إن الله عز وجل لا يرضى إلا عن القوم المؤمنين, وقد أخبر في هذه الآية أنه رضي عنهم حين بايعوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم, بل وزكى بواطنهم وشهد لهم بإخلاص النية, فقال: (( فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِم )) (الفتح:18) وأنزل السكينة عليهم, ووعدهم بثواب فتح قريب ومغانم كثيرة. فرضاه عنهم وإخباره بذلك دليل على إيمانهم, أما المنافق فلا يمكن أن يرضى الله عنه أبداً حال نفاقه؛ لأنه سبحانه وتعالى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. وقوله: (( إِذ يُبَايِعُونَكَ )) (الفتح:18) فيه أمران: أولاهما: أن فيه إشارة إلى أن من خرج مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يبايع أنه حينئذ ليس بمؤمن, ومعلوم أنه لم يحضر في الحديبية أحدٌ من المنافقين على الصحيح إلا الجدُّ بن قيس كما ذكر ذلك النووي في شرح مسلم, وبعض علماء التاريخ والسير, ولكنه لم يبايع وتنحى بعيداً. وثانيهما: أن الظرف (إذ) متعلق بقوله: رضي, وفي تعليق هذا الظرف (( إذ يبايعونك )) بفعل الرضا إشارة إلى أن سبب الرضا هو ذلك الظرف الخاص وهو المبايعة, مع ما يعطيه توقيت الرضا بهذا الظرف (إذ) من إشارة لطيفة بتعجيل حصول الرضا, وكون الرضا حصل عند تجديد المبايعة ولم ينتظر به تمامها. ويشهد لهذا قوة المؤكدات في هذا الرضا, حيث أتى باللام الموطئة للقسم, وقد - وهي للتحقيق - والقسم المقدر. ثم إن الله سبحانه وتعالى لم يخبر أنه سخط على من بايع تحت الشجرة كما أخبر برضاه عنهم, ولهذا يقول ابن عباس رضي الله عنهما كما ترويه عنه كتب الشيعة: (( أخبرنا الله أنه رضي عن أصحاب الشجرة, فعلم ما في قلوبهم, هل حدثنا أحد أنه سخط عليهم بعد؟ )). بل هذه الآية تتلى إلى يوم القيامة, فهل يتلى الرضا ويستمر ذكر الثناء إلى يوم القيامة على أناس قد بدلوا وغيروا ونافقوا ؟!! سبحانك هذا بهتان عظيم. ثم إن الفعل ( رضى ) يفيد الماضى المستمر لقوله سبحانه ( وكان الله غفورا رحيما ) فالله غفور رحيم فى الماضى والحاضر والمستقبل كما أن الفاء فى قوله سبحانه ( فعلم ) سببيه أى سبب الرضى علم الله عز وجل ما فى قلوبهم من الإيمان والصدق ومن العجائب أن تجد من ينسب نفسه للفقه والتحقيق يجعل المنافقين مع الذين بايعوا ! فينسب الجهل إلى الله تعالى؛ إذ كيف رضي سبحانه وتعالى عنهم وفيهم المنافقون؟! وتارة يفر من الآية ويقول: الرضا حصل لدقائق محدودة - أي ساعة المبايعة - ثم سخط بعد ذلك؟! فيقال لهذا: هل كان الله يعلم أنهم سيبدلون أم لا ؟ فإن قال: لا, فهي طامة كبرى؛ حيث اتهم الله بالجهل عياذاً بالله! وإن قال: نعم, فيقال: كيف يجعل الله الرضا يتلى إلى يوم القيامة وهو يعلم أن الفضل لن يستمر إلا سنواتٍ محدودة ثم يبدلون؟! فقائل هذا كأنه يصف القرآن بغش الأمة.. وحاشا ذلك أن يكون! اللهم اجعلنا ممن رضوا عنك ورضيت عنهم يا رب العالمين


الأخ مجدي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان رضوان الله وقع على من بايع تحت الشجرة, فهذا صحيح لا ننكره ولكن أين الدليل على التأبيد؟ فان ظاهر الآية الرضوان على فعلهم للبيعة, فقد ورد في الآية لفظة (إذ) قال تعالى: (( لَقَد رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤمِنِينَ إِذ يُبَايِعُونَكَ تَحتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيهِم وَأَثَابَهُم فَتحاً قَرِيباً )) (الفتح:18). والظاهر أنك لم تفهم جوابنا الأول حتى اعترضت بهذا الاعتراض. ثم إنك لم تبين دلالة (اذ) في اللغة العربية أو عدم دلالتها على ما تقول, وإنما ذهبت إلى شيء آخر! وأما قولك أن الله لا يرضى إلا عن القوم المؤمنين, فغير صحيح, فان الرضا ليس معناه دخول الجنة إلا إذا كان رضا أبدياً, ولكن الله يرضى عن الأعمال الحسنة كما يرضى عن العقيدة الحقة فرب شخص غير مسلم ولكنه يفعل مكارم الأخلاق فيرضى الله عن فعله ويمدحه كما مدح رسول الله حاتم الطائي وليس معناه أنه حكم له بالنجاة يوم الدين. والآية صريحة بأن الله رضى عنهم فعلهم البيعة وأنزل سكينة عليهم ووعدهم لهذه البيعة فتحاً قريباً, فأين النجاة يوم الدين والعصمة والعدالة العامة؟ بل أين قولك وزكّى بواطنهم وشهد لهم بإخلاص النية الدائمة؟! وهذا كله في المؤمنين يا هذا! وهذه صفة جاءت كقيد وإلا لقال الله سبحانه وتعالى: لقد رضي الله عمن بايعك تحت الشجرة ... المزید فأفهم!! وأما المنافق فمن قال لك أن الله رضي عنه يوم الحديبية وان أوقع صورة المبايعة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله), ومن قال لك أن الله لم يعلم خائنة الأعين في بيعة الرضوان؟! وأما قولك فيه أمران: أولهما أن فيه أشارة إلى أن من خرج مع النبي (صلى الله عليه وآله) ولم يبايع أنه حينئذ ليس بمؤمن, فصحيح ولكن ما هي دلالته على أن كل من بايع فهو مؤمن؟ فان القضية السالبة الكلية تنعكس موجبة جزئية أي كل من لم يبايع فهو ليس بمؤمن تنعكس لتعطي بعض من بايع فهو مؤمن ولا تعطي كل من بايع فهو مؤمن. والعجب منك أنك تستدل على أن من بايع حينئذٍ فهو مؤمن على الدوام وإلى النهاية ولكنك عندما تأتي إلى من لم يبايع تقول: (أنه حينئذ ليس بمؤمن) أي أنه في ظرف عدم المبايعة ليس بمؤمن وتجوز له الأيمان مستقبلاً, فلماذا هذا التأبيد هناك والتجويرهنا؟ فهلا جوزت النفاق أو الكفر لاحقاً لمن بايع!! وأما قصة الجد بن قيس, فلم تثبت وإنما المقطوع به أن من لم يبايع هو عثمان بن عفان. وقولك ثانيهما: أن الظرف (إذا) متعلق بقوله (رضي), تأكيد لما نقول من أن الرضا وقع على العمل, فان الرضا نوع جزاء وهو يقع على العمل لا الذات, ولا دلالة فيه إلى ما ترومه من تأبيد الرضا. خاصة وأن البيعة جاءت مشروطة قال تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيدِيهِم فَمَن نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفسِهِ وَمَن أَوفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيهُ اللَّهَ فَسَيُؤتِيهِ أَجراً عَظِيماً )) (الفتح:10). والشرط هنا كاف في الرد على قولك أنه تعالى: (لم يخبر أنه سخط على من بايع تحت الشجرة) فان بيعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) كانت على أن لا يفروا ولكنهم فروا في أول معركة بعد بيعة الرضوان وهي فتح خبير. فما رمته من جعل الرضوان مستمرا إلى يوم القيامة لا دليل عليه! أما قولك: أن الفعل (رضى) يفيد الماضي المستمر, فلم تفهمه! فان الماضي هنا قيد بظرف المبايعة المدلول عليه بـ(إذ) وأما قوله سبحانه (فعلم) أي علم ما في قلوبهم من صدق النية من عدمها فرضي عمن صدق وسخط على من كذب. وعلى كل فإنا نقول: ان الله علم ما في قلوبهم وعلم من هو الصادق منهم ومن هو الكاذب الناكث ولا يمكن له أن يرضى عن الناكث فهو غير معقول, فرضي إذن عن الصادقين وسخط على الكاذبين المنافقين. وأما جعل الله الرضا يتلى إلى يوم القيامة, فان الاستدلال بأن استمرار التلاوة إلى يوم القيامة فيه دلالة على استمرار الرضا أيضا, لمن عجيب الاستدلال الذي تفتق عنه ذهنك!! وأخيراً فان عاقبة أبو الغادية وهو من بايع تحت الشجرة كافية في نقض كل ما قلته. ونحن ندعوك أولاً إلى قراءة وفهم ما كتبناه حول هذه الآية جيداً ثم الإجابة عليه لا أعادة وتكرار ما قيل. ودمتم في رعاية الله

1