جميع الصحابة بين الجرح والتعديل
(( لَقَد تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ العُسرَةِ مِن بَعدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنهُم ثُمَّ تَابَ عَلَيهِم إِنَّهُ بِهِم رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) (التوبة:117)
الأخ موحد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان حصول التوبة من المهاجرين والأنصار ليس معناه أنهم بمأمن من المعصية والذنب مرة بعد أخرى, والتوبة لا تعطي عصمة للشخص من الذنب مرة أخرى, فالصحابة وإن تاب الله عليهم إلا أن بعضهم أرتد على أعقابه فلم يبق منهم إلا مثل همل النعم كما ورد ذلك في البخاري: أولاً: "عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثنا محمد بن فليح حدثنا أبي حدثني هلال عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا انا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت أين قال إلى النار والله قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقري ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم قلت أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على ادبارهم القهقري فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل النعم"(صحيح البخاري7: 208). وفي النهاية: " في حديث الحوض " فلا يخلص منهم إلا مثل همل النعم " الهمل : ضوال الإبل, واحدها : هامل . أي إن الناجي منهم قليل في قلة النعم الضالة ."(النهاية لابن الاثير5: 274). ثانياً: "حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة أخبرنا المغيرة بن النعمان قال سمعت سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس انكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا ثم قال كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين إلى آخر الآية. ثم قال الا وان أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم الا وانه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصيحابي فيقال انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم فيقال ان هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم"(صحيح البخاري5: 191- 192). ودمتم في رعاية الله