افراحنا كيف والامام المهدي (عج) يندب جده صباحا ومساء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي بخصوص فرح وحزن أهل البيت عليهم السلام [حسب ما قرأته من الروايات وقرأته في زيارة الناحية المقدسة أن الإمام المهدي عجل الله فرجه كل يوم يبكي على الحسين صباح ومساء ولا يفرح بل يبكي عليه بدل الدموع دما إذا لمَّ نحن نفرح بذكرى ولادة الأئمة عليهم السلام الذين قتلو ظلما بدل من أن نتذكر مآسيهم ونحزن عليهم على الرغم من حزن الإمام في كل يوم وندبه لجده الحسين وإمه فاطمة عليهما السلام أولسنا نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم أوليس علينا أن نواسي الإمام الكريم بحزنه ] هذا سؤالي وإن كان في كلامي خطأ انيرونا يرحمكم الله شكرا لكم على حسن إستماعكم .
بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب سؤال جميل الجواب: لابد ان نتامل في معنى ما ورد في الزيارة الناحية (فلأندبنّك صباحاً ومساء) معنى الندبة وان قالوا هو التفجع على الميت الا ان من معانيها ذكر فضائل ومحاسن الميت وعلى كلا الامرين يكون المبالغة في تذكر مصابه وفاجعته ولا يخلو وقت الا وتذكر جده (عليه السلام). و قوله عجل الله فرجه ( ولأبكينَّ عليك بدل الدموع دماً ) (ان الخطاب موجه للإمام الحسين (عليه السلام) فيكون معنى هذه العبارة هي الكناية عن أحد المعنيين التاليين: 1) إنه لا يقر لي قرار حتى آخذ بثأرك يا جداه. فإن حجم المأساة التي مرت بالحسين (عليه السلام) يستحق التضحية له بالدم وهو معنى الأخذ بثأر الحسين (عليه السلام). 2) إن الإمام (عجّل الله فرجه) في مقام الكناية عن شدّة حزنه وأساه على مصيبة جده الحسين (عليه السلام)، والعرب تستعمل هذا التعبير للكناية عن ذلك، فإن الحزن إذا بلغ مبلغاً عظيماً أصبحت العين معه حمراء كأنها تقطر دماً. ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)(منقول بتصرف من مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف) فالمراد من هذه العبارات هو الكناية عن الحزن الكبير على الامام الحسين (عليه السلام). وهذا شيء نسبي وله مراتبه فنحن الشيعة بالقياس لغير الشيعة فاننا نحزن على الامام الحسين عليه السلام حزننا كبيرا وبالتالي لا يمنع ان يفرحوا في مواطن الفرح ويحزنوا في مواطن الحزن هذا اولا. ثانيا: ان الفرح او الحزن هو طريقة ووسيلة لاحياء امر اهل البيت عليهم.السلام وقد وردت روايات تحث على احياء امرهم كما ورد (احيوا امرنا رحم الله من احيا امرنا) فمن يفرح فقد احيا ذكر اخل البيت عليهم.السلام وتذكر فضائلهم واخلاقهم كي يتخلق به المؤمنون عليهم السلام. ثالثا: ان الحزن على الامام الحسين عليه السلام لا يفارق المؤمنين حتى في افراحهم فان للامام الحسين عليه السلام حرقة في قلوب المؤمنين لا تبرد، كما ورد في مضمون الروايات الشريفة فتجدون المحبين في اعلى مراتب الفرح بمجرد ان تذكر الامام الحسين عليه السلام يشعر بحرقة الحزن في قلبه ويتاسى ويعتصر ألما فالفرح في الحقيقة لا يعني نسيان او التهاون بمصاب سيد الشهداء عليه السلام. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته