سلام عليكم
قد قرأت حديثا لنبي محمد صلى الله عليه واله
يقول فيه : اذا رأيتتم اهل البدع والريب من بعدي فاضهروا البراءة منهم واكثروا من سبهم .
١-هل هذا الحديث يجب العمل به اذا وجدنا اهل الريب والبدع ؟
٢- عندما نعرض هذا الحديث على القران كما في قول المعصوم (عليه السلام ) نجده يخالف قول الله فما قولكم فيه ؟
٣- هل يعتبر ابا بكر وعمر وعثمان اصحاب بدع؟
ودمتم في رعايه الله وحفظه
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
الرواية وردت في الكافي ونصها:
(محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن داود بن سرحان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا رأيتم أهل الرَّيب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبّهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم النّاس ولا يتعلّمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدَّرجات في الآخرة)(الكافي ، الكليني، ج٢/ص٣٧٥/ح٤).
انقل لكم شرح الحديث للمازندراني:
الشرح :
قوله : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم ، وأكثروا
من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم ) الريب الشك ومن علاماته المساهلة في الدين وترك الأوامر وفعل النواهي وعدم الاعتناء بهما ، والبدعة اسم من الابتداع وهو الاحداث ثم غلب استعمالها فيما هو زيادة أو نقصان في الدين ، والمراد بسبهم الإتيان بكلام يوجب الاستخفاف بهم .
قال الشهيد الثاني : يصح مواجهتهم بما يكون نسبته إليهم حقاً لا بالكذب وهل يشترط جعله على طريق النهي فتشترط شروطه أم يجوز الاستخفاف بهم مطلقاً ؟ ظاهر النص والفتاوى الثاني والأول أحوط . ودل على جواز مواجهتهم بذلك وعلى رجحانها رواية البرقي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) « إذا ظاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا غيبة » ( 3 ) ومرفوعة محمَّد بن بزيع « من تمام العبادة الوقيعة في أهل الريب » انتهى . والوقيعة اللوم والذم والعيب . تقول : وقعت في فلان وقوعاً ووقيعة إذا عبته وذممته ، وبفلان إذا لمته ، والبهت التحير والدهش ، ولعل المراد به ( 4 ) إلزامهم بالحجج البالغة لينقطعوا ويبهتوا كما بهت الذي كفر في محاجة إبراهيم ( عليه السلام ) وكل ذلك .
( كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ) فإنك إذا وقعت فيهم وأظهرت بدعهم ولمتهم بها يتركون الفساد ، ويحذر منهم الناس ولا يتعلمون من بدعتهم ، ولا يكتسبونها خوفاً من الله ، أو من الوقيعة ، واعلم أن لخلاف الحق درجات متفاوتة منهم الكافر ، والإعراض عنه وعداوته وبغضه لازم وإن كان أهل الذمة والأمان ، ومنهم المبتدع وهو الذي يرتكب البدعة ويدعو الناس إليها ، ومنهم أهل المعصية التي فيها إيذاء الخلق ، كالظلم ، والشهادة الزور ، والحكم بخلاف الحق ، والهجو ، والغيبة .
وفهم أهل المعصية التي فيها إيذاء الخلق كالظلم وشهادة الزور والحكم بخلاف الحق والهجو والغيبة ، ومنهم أهل المعصية التي لا تؤذي الخلق كشرب الخمر وترك الصلاة ، وهؤلاء يجب زجرهم عن المعصية فإن قبلوا وتابوا وإلاَّ وجب الوقوع فيهم وتشهيرهم لما ذكر .
ثم رغّب فيما ذكر بقوله : (يكتب الله لكم بذلك الحسنات ، ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) فيا عجباً لمن يدعي الفضل حيث يجالس الشاربين للخمور والشاغلين بالنرد والطنبور ، والمؤذين للمؤمنين بالغيبة وقول الزور ، والعاملين بجميع أنواع المعصية والفجور ، وهو يتكلم على وفق مرادهم بغمض عن فسادهم حباً للشهرة والرئاسة وطلباً لما في أيديهم من متاع الدنيا للخساسة)(شرح اصول الكافي، المولى محمد صالح المازندراني، ج١٠/ص٤٣).
بعد اتضاح المعنى من الرواية الشريفة يتضح انه لا تنافي بينها وبين القران الكريم فان القران الكريم يقول :((وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ ... المزید))(الانعام:108) فان النهي عن سب الذين يدعون من دون الله وهؤلاء ان توجه اليهم السب فانهم يسبون الله عز وجل اما اهل البدع فانهم في داخل الدين ويؤمنون بالله ولا يسبون الله ان شهرنا بهم ونشرنا مساوئهم فان المبالغة في فضحهم يكون سببا في فنائهم وانتهاء بدعهم.
واما السؤال الأخير فان امره يتضح من بيان الحديث الشريف.
حفظكم الله ورعاكم وعصمنا واياكم وجميع المؤمنين من مهاوي الفتن وثبتنا على دين الله مع محمد واهل بيته الطاهرين.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته