logo-img
السیاسات و الشروط
( 20 سنة ) - العراق
منذ سنة

ذم الأئمة لأصحابهم

السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته ما سبب وجود أحاديث تذم فيها أصحاب الأئمة (عليهم السلام)؟ فمنهم الذي وصفهم الإمام الصادق (عليه السلام) وبسند معتبر بأمناء الله على حلاله وحرامه؛ أمثال زرارة بن اعين والمفضل بن عمر وغيرهم.


وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ليس كل ما ورد في الروايات فيه ذم لمثل هؤلاء الرواة الكبار، هو معتبر ومقبول، بل بعضه ليس تاماً. قال الكشي في تسمية الفقهاء من أصحاب أبي جعفر، وأبي عبد اللّٰه (عليهما السلام): "اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين من أصحاب أبي جعفر وأصحاب أبي عبد اللّٰه (عليهما السلام)، وانقادوا لهم بالفقه، فقالوا: أفقه الأولين ستة: زرارة ومعروف بن خربوذ، وبريد، وأبو بصير الأسدي، والفضيل بن يسار، ومحمد بن مسلم الطائفي. قالوا: وأفقه الستة زرارة … ". وأشار السيد الخوئي (رحمه الله) في معجمه، جزء (٨)، رقم (٤٦٧١)، إلى أنّ هناك (٢٠) رواية تمدح زرارة، وأخرى تذمه وبين (رحمه الله) ضعف بعضها وتوجيه الأخرى، ولا بأس بنقل نص ما ذكره السيد الخوئي (رحمه الله)، حول زرارة بن أعين: (( ثم إن الكشي قد ذكر عدة روايات في مدح زرارة، وأخرى ذامة، أما المادحة، ومنها: ما ذكره في ترجمة زرارة نفسه أيضاً، وهي: 1 - محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثني أخواي محمد وأحمد ابنا الحسن، عن أبيهما الحسن بن علي بن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، قال: قال لي أبو عبد اللّٰه (عليه السلام): "يا زرارة إن اسمك في أسامي أهل الجنة بغير ألف". قلت: نعم، جعلت فداك اسمي: عبد ربه ولكني لقبت بزرارة. 2 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن عبد الله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن زرارة، قال: أسمع والله بالحرف من جعفر بن محمد (عليه السلام) من الفتيا فأزداد به إيماناً. 3 - حدثني جعفر بن محمد بن معروف، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن تغلب، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد اللّٰه (عليه السلام): إن أباك حدثني أن أبا ذر والمقداد وسلمان الفارسي حلقوا رؤوسهم ليقاتلوا أبا بكر. فقال لي: لولا زرارة لظننت أن أحاديث أبي ستذهب. 4 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب السراد، عن العلاء بن رزين، عن يونس بن عمار، قال: قلت لأبي عبد اللّٰه (عليه السلام): إن زرارة قد روى عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه لا يرث مع الأم والأب والابن والبنت أحد من الناس شيئاً إلا زوج أو زوجة فقال أبو عبد اللّٰه: أما ما رواه عن أبي جعفر فلا يجوز لي رده، وأما ما في الكتاب في سورة النساء فإن اللّٰه (عزَّ وجلَّ) يقول: (يوصيكم اللّٰه في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس) يعني إخوة لأب وأم وإخوة لأب، والكتاب يا يونس قد ورث ههنا مع الأبناء فلا تورث البنات إلا الثلثين. 5 - محمد بن مسعود عن الخزاعي، عن محمد بن زياد، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية، عن زرارة، قال: واللّٰه لو حدثت بكل ما سمعته من أبي عبد اللّٰه (عليه السلام) لانتفخت ذكور الرجال على الخشب. 6 - حدثني إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي، قال: حدثني أحمد بن إدريس القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن أبي الصهبان أو غيره، عن سليمان بن داود المنقري، عن ابن أبي عمير، قال: قلت لجميل بن دراج: ما أحسن محضرك وأزين مجلسك؟ فقال: إي والله ما كنا حول زرارة بن أعين إلا بمنزلة الصبيان في الكتاب حول المعلم. 7 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى وعبد الله بن عيسى أخوه والهيثم بن أبي مسروق ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء ابن رزين، عن يونس بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام إن زرارة.. وذكر مثل الحديث الذي رواه حمدويه بن نصير، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب. 8 - حدثني حمدويه بن نصير، عن يعقوب بن يزيد، عن القاسم بن عروة، عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أحب الناس إلى أحياء وأمواتا أربعة: بريد بن معاوية العجلي وزرارة ومحمد بن مسلم والأحول وهم أحب الناس إلي أحياء وأمواتا. 9 - محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يوما وقد دخل عليه الفيض بن المختار، فذكر له آية من كتاب الله عز وجل، فأولها أبو عبد الله عليه السلام، فقال له الفيض: جعلني الله فداك ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم؟ قال: وأي الاختلاف يا فيض؟ فقال له الفيض: إني لأجلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أن أشك في اختلافهم في حديثهم حتى أرجع إلى المفضل بن عمر فيوقفني من ذلك على ما تستريح إليه نفسي ويطمئن إليه قلبي. فقال أبو عبد الله: أجل هو كما ذكرت يا فيض، إن الناس أولعوا بالكذب علينا إن (كأن) الله افترض عليهم لا يريد منهم غيره وإني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وإنما يطلبون به الدنيا، وكل يحب أن يدعى رأسا، إنه ليس من عبد يرفع نفسه إلا وضعه الله وما من عبد وضع نفسه إلا رفعه الله وشرفه، فإذا أردت حديثا فعليك بهذا الجالس وأومأ إلى رجل من أصحابه، فسألت أصحابنا عنه فقالوا: زرارة بن أعين. 10 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد وغيره، قالوا: قال أبو عبد الله عليه السلام: رحم الله زرارة بن أعين، لولا زرارة ونظراؤه لاندرست أحاديث أبي عليه السلام. 11 - حدثني الحسين بن [الحسن بن] بندار القمي، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي، قال: حدثنا علي بن سليمان بن داود الداري، قال: حدثني محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: زرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال الله تعالى: (والسابقون السابقون. أولئك المقربون). 12 -حدثني حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد الأقطع، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما أجد أحدا أحيى ذكرنا وأحاديث أبي إلا زرارة وأبو بصير ليث المرادي ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هذا. هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبي على حلال الله وحرامه وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة. 13 - حدثني محمد بن قولويه والحسين بن الحسن [بن بندار القمي] قالا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني علي بن حديد المدائني عن جميل بن دراج، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاستقبلني رجل خارج من عند أبي عبد الله عليه السلام من أهل الكوفة من أصحابنا، فلما دخلت على أبي عبد الله عليه السلام قال لي: لقيت الرجل الخارج من عندي؟ فقلت بلى هو رجل من أصحابنا من أهل الكوفة فقال: لا قدس الله روحه ولا قدس مثله، إنه ذكر أقواما كان أبي عليه السلام ائتمنهم على حلال الله وحرامه وكانوا عيبة علمه، وكذلك اليوم هم عندي هم مستودع سري أصحاب أبي عليه السلام حقا، إذا أراد الله بأهل الأرض سوءا صرف بهم عنهم السوء، هم نجوم شيعتي أحياء وأمواتا يحيون ذكر أبي، بهم يكشف الله كل بدعة، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأويل الغالين، ثم بكى فقلت: من هم؟ فقال: من عليهم صلوات الله ورحمته أحياء وأمواتا بريد العجلي وزرارة وأبو بصير ومحمد بن مسلم، أما إنه يا جميل سيتبين لك أمر هذا الرجل عن قريب، قال جميل: فوالله ما كان إلا قليلا حتى رأيت ذلك الرجل ينسب إلى أصحاب أبي الخطاب فقلت: الله يعلم حيث يجعل رسالته. قال جميل: وكنا نعرف أصحاب أبي الخطاب ببعض (ببغض) هؤلاء. 14 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، قال:حدثني يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الله بن زرارة ومحمد بن قولويه والحسين ابن الحسن (بن بندار)، قالوا: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني هارون، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين، عن عبد الله بن زرارة، قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ مني على والدك السلام وقل له: إني إنما أعيبك دفاعا مني عنك، فإن الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه وحمدنا مكانه لادخال الأذى في من نحبه ونقربه ويرمونه لمحبتنا له وقربه ودنوه منا، ويرون إدخال الأذى عليه وقتله، ويحمدون كل من عبناه نحن فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا وبميلك إلينا وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الأثر بمودتك لنا ولميلك إلينا، فأحببت أن أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين بعيبك ونقصك ويكون بذلك منا دافع شرهم عنك. يقول الله عز وجل: (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) هذا التنزيل من عند الله صالحة، لا والله ما عابها إلا لكي تسلم من الملك، ولا تعطب على يديه، ولقد كانت صالحة ليس للعيب فيها مساغ والحمد لله، فافهم المثل يرحمك الله، فإنك والله أحب الناس إلي وأحب أصحاب أبي حيا وميتا. فإنك أفضل سفن ذلك البحر القمقام الزاخر، وإن من ورائك ملكا ظلوما غصوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدى ليأخذها غصبا ثم يغصبها وأهلها، ورحمة الله عليك حيا ورحمته ورضوانه عليك ميتا. ولقد أدى لي ابناك الحسن والحسين رسالتك أحاطهما الله، وكلاهما وحفظهما بصلاح أبيهما كما حفظ الغلامين، فلا يضيقن صدرك من الذي أمرك أبي وأمرتك به. وأتاك أبو بصير بخلاف الذي أمرناك به، فلا والله ما أمرناك ولا أمرناه إلا بأمر وسعنا ووسعكم الاخذ به، ولكل ذلك عندنا تصاريف ومعان توافق الحق ولو أذن لنا لعلمتم أن الحق في الذي أمرناكم فردوا إلينا الامر وسلموا لنا واصبروا لاحكامنا وارضوا بها، والذي فرق بينكم فهو راعيكم الذي استرعاه الله خلقه وهو أعرف بمصلحة غنمه في فساد أمرها، فن شاء فرق بينها لتسلم، ثم يجمع بينها ليأمن من فسادها وخوف عدوها في آثار ما يأذن الله ويأتيها بالأمن من مأمنه والفرج من عنده، عليكم بالتسليم والرد إلينا وانتظار أمرنا وأمركم وفرجنا وفرجكم، فلو قد قام قائمنا وتكلم متكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن وشرائع الدين والاحكام والفرائض كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله لأنكر أهل البصائر فيكم ذلك اليوم إنكارا شديدا ثم لم تستقيموا على دين الله وطريقته إلا من تحت حد السيف فوق رقابكم، إن الناس بعد نبي الله صلى الله عليه وآله ركب الله به سنة من كان قبلكم فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوا منه، فما من شئ عليه الناس اليوم إلا وهو منحرف عما نزل به الوحي من عند الله، فأجب يرحمك الله من حيث تدعى إلى حيث تدعى حتى يأتي من يستأنف بكم دين الله استينافا، وعليك بصلاة الستة والأربعين، وعليك بالحج أن تهل بالافراد وتنوي الفسخ إذا قدمت مكة وطفت وسعيت فسخت ما أهللت به وقلبت الحج عمرة أحللت إلى يوم التروية، ثم استأنف الاهلال بالحج مفردا إلى منى وتشهد المنافع بعرفات والمزدلفة، فكذلك حج رسول الله صلى الله عليه وآله وهكذا أمر أصحابه أن يفعلوا أن يفسخوا ما أهلوا به ويقلبوا الحج عمرة، وإنما أقام رسول الله صلى الله عليه وآله على إحرامه ليسوق الذي ساق معه، فان السائق قارن والقارن لا يحل حتى يبلغ هديه محله ومحله المنحر بمنى، فإذا بلغ أحل، فهذا الذي أمرناك به حج التمتع فالزم ذلك ولا يضيقن صدرك، والذي أتاك به أبو بصير من صلاة إحدى وخمسين والاهلال بالتمتع بالعمرة إلى الحج وما أمرنا به من أن تهل بالتمتع، فذلك عندنا معان وتصاريف لذلك ما يسعنا ويسعكم ولا يخالف شئ منه الحق ولا بضاره والحمد لله رب العالمين. 15 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله القمي، عن محمد بن عبد الله المسمعي، وأحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أسباط، عن الحسين بن زرارة، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن أبي يقرأ عليك السلام، ويقول لك: جعلني الله فداك، إنه لا يزال الرجل والرجلان يقدمان فيذكران أنك ذكرتني وقلت في؟ فقال: اقرأ أباك السلام وقل له: أنا والله أحب لك الخير في الدنيا وأحب لك الخير في الآخرة، وأنا والله عنك راض فما تبالي ما قال الناس بعد هذا. 16 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات، عن يحيى بن محمد أبي حبيب، قال: سألت الرضا عليه السلام، عن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله من صلاته، فقال: ست وأربعون ركعة فرائضه ونوافله. فقلت: هذه رواية زرارة. فقال: أترى أحدا كان أصدع بحق من زرارة. 17 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن القاسم بن عروة عن ابن بكير، قال: دخل زرارة على أبي عبد الله عليه السلام قال: إنكم قلتم لنا في الظهر والعصر على ذراع وذراعين، ثم قلتم أبردوا بها في الصيف فكيف الابراد بها؟ وفتح ألواحه ليكتب ما يقول، فلم يجبه أبو عبد الله عليه السلام بشئ فأطبق ألواحه، فقال: إنما علينا أن نسألكم، وأنتم أعلم بما عليكم، وخرج ودخل أبو بصير على أبي عبد الله عليه السلام فقال: إن زرارة سألني عن شئ فلم أجبه وقد ضقت من ذلك فاذهب أنت رسولي إليه، فقل: صلى الظهر في الصيف إذا كان ظلك مثلك، والعصر إذا كان مثليك، وكان زرارة هكذا يصلي في الصيف ولم أسمع أحدا من أصحابنا يفعل ذلك غيره وغير ابن بكير. 18 حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة، قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله عليه السلام أنا وحمران، فقال له حمران: ما تقول فيما يقول زرارة، فقد خالفته فيه؟ قال عليه السلام: فما هو؟ قال: يزعم أن مواقيت الصلاة مفوضة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الذي وضعها، قال: فما تقول أنت؟ قال: قلت إن جبرئيل أتاه في اليوم الأول بالوقت الأول وفي اليوم الثاني بالوقت الأخير، ثم قال جبرئيل: يا محمد ما بينهما وقت فقال أبو عبد الله: يا حمران إن زرارة يقول: إنما جاء جبرئيل مشيرا على محمد صدق زرارة، جعل الله ذلك إلى محمد صلى الله عليه وآله فوضعه وأشار جبرئيل عليه. 19 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن أبي خداش، عن علي بن إسماعيل، عن أبي خالد، وحدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني علي بن محمد القمي، قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن ابن الريان، عن الحسن بن راشد، عن علي بن إسماعيل، عن أبي خالد، عن زرارة، قال: قال لي زيد بن علي وأنا عند أبي عبد الله عليه السلام: ما تقول يا فتى في رجل من آل محمد استنصرك؟ فقلت: إن كان مفروض الطاعة نصرته، وإن كان غير مفروض الطاعة فلي أن افعل ولي أن لا أفعل، فلما خرج قال أبو عبد الله عليه السلام: أخذته والله من بين يديه ومن خلفه وما تركت له مخرجا. 20 - وروى عن زرارة بن أعين، قال: جئت إلى حلقة بالمدينة فيها عبد الله ابن محمد، وربيعة الرأي، فقال عبد الله: يا زرارة سل ربيعة عن شئ مما اختلفتم فيه؟ فقلت: إن الكلام يورث الضغائن. فقال لي ربيعة الرأي: سل يا زرارة. قال: قلت بم كان رسول الله صلى الله عليه وآله يضرب في الخمر؟ قال: بالجريد والنعل، فقلت: لو أن رجلا أخذ اليوم شارب خمر، وقدم إلى الحاكم ما كان عليه؟ قال يضربه بالسوط لان عمر ضرب بالسوط، قال: فقال عبد الله بن محمد: يا سبحان الله، يضرب رسول الله صلى الله عليه وآله بالجريد ويضرب عمر بالسوط فيترك ما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله ويؤخذ ما فعل عمر! أقول: هذه الروايات مستفيضة على أن جملة منها صحاح. وأما الروايات الذامة فهي على ثلاث طوائف الأولى: ما دلت على أن زرارة كان شاكاً في إمامة الكاظم (عليه السلام)، فإنه لما توفي الصادق (عليه السلام) بعث ابنه عبيدا إلى المدينة ليختبر أمر الإمامة وأنه لعبد الله أو للكاظم (عليه السلام)، وأنه مات قبل أن يرجع إليه عبيد، وهذه الروايات كما يلي: 1 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف، قال: حدثني محمد بن عثمان بن رشيد، قال: حدثني الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه أحمد بن علي، عن أبيه علي بن يقطين، قال: لما كانت وفاة أبي عبد الله عليه السلام قال الناس بعبد الله بن جعفر واختلفوا، فقائل قال به وقائل قال بأبي الحسن عليه السلام، فدعا زرارة ابنه عبيدا فقال: يا بني، الناس مختلفون في هذا الامر، فمن قال بعبد الله فإنما ذهب إلى الخبر الذي جاء أن الإمامة في الكبير من ولد الامام، فشد راحلتك وامض إلى المدينة حتى تأتيني بصحة الامر فشد راحلته ومضى إلى المدينة واعتل زرارة، فلما حضرته الوفاة سأل عن عبيد فقيل له: لم يقدم فدعا بالمصحف فقال: اللهم إني مصدق بما جاء به نبيك محمد صلى الله عليه وآله فيما أنزلته عليه وبينته لنا على لسانه وإني مصدق بما أنزلته عليه في هذا الجامع وأن عقيدتي وديني الذي يأتيني به عبيد ابني وما بينته في كتابك فإن أمتني قبل هذا فهذه شهادتي على نفسي وإقراري بما يأتي به عبيد ابني وأنت الشهيد علي بذلك، فمات زرارة وقدم عبيد وقصدناه لنسلم عليه، فسألوه عن الامر الذي قصده فأخبرهم أن أبا الحسن عليه السلام صاحبهم. أقول: هذه الرواية ضعيفة بجهالة محمد بن عثمان بن رشيد وأحمد بن علي ابن يقطين. 2 - حدثني حمدويه، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، قال: حدثني علي بن حديد عن جميل بن دراج، قال: ما رأيت رجلا مثل زرارة بن أعين، إنا كنا نختلف إليه فما كنا حوله إلا بمنزله الصبيان في الكتاب حول المعلم، فلما مضى أبو عبد الله عليه السلام وجلس عبد الله مجلسه بعث زرارة عبيدا ابنه زائرا عنه ليتعرف الخبر ويأتيه بصحته، ومرض زرارة مرضا شديدا قبل أن يوافيه ابنه عبيد فلما حضرته الوفاة دعا بالمصحف فوضعه على صدره ثم قبله. قال جميل: حكى جماعة ممن حضره أنه قال: اللهم إني ألقاك يوم القيامة وإمامي من بينت في هذا المصحف إمامته، اللهم إني أحل حلاله وأحرم حرامه وأومن بمحكمه ومتشابهه وناسخه ومنسوخه وخاصه وعامه، على ذلك أحيى وعليه أموت إن شاء الله. أقول: هذه الرواية أيضا ضعيفة بعلي بن حديد. 3 - محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي ابن موسى بن جعفر. عن أحمد بن هلال، عن أبي يحيى الضرير، عن درست بن أبي منصور الواسطي، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: إن زرارة شك في إمامتي فاستوهبته من ربي تعالى. أقول: هذه الرواية أيضا ضعيفة بجهالة الحسن، وأبي يحيى. 4 - حدثني محمد بن مسعود، قال: أخبرنا جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، عن إبراهيم المؤمن، عن نضر بن شعيب، عن عمة زرارة، قالت: لما وقع زرارة واشتد به، قاله: ناوليني المصحف فناولته وفتحته فوضعته على صدره وأخذه مني، ثم قال: يا عمة اشهدي أن ليس لي إمام غير هذا الكتاب. وهذه الرواية أيضا ضعيفة، ولا أقل من جهة جهالة إبراهيم المؤمن وعمة زرارة. 5 - حدثني محمد بن قولويه، قال: حدثني سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن عبد الله المسمعي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن عبد الله ابن زرارة، عن أبيه، قال: بعث زرارة عبيدا ابنه يسأل عن خبر أبي الحسن عليه السلام فجاءه الموت قبل رجوع عبيد إليه، فأخذ المصحف فأعلاه فوق رأسه، وقال: إن الامام بعد جعفر بن محمد، من اسمه بين الدفتين في جملة القرآن منصوص عليه من الذين أوجب الله طاعتهم على خلقه، أنا مؤمن به. قال: فأخبر بذلك أبو الحسن الأول عليه السلام فقال: والله كان زرارة مهاجرا إلى الله تعالى. 6 - حمدويه بن نصير قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن دراج، وغيره، قال: وجه زرارة عبيدا ابنه إلى المدينة ليستخبر له خبر أبي الحسن عليه السلام وعبد الله بن أبي عبد الله، فمات قبل أن يرجع إليه عبيد، قال محمد بن أبي عمير: حدثني محمد بن حكيم، قلت لأبي الحسن الأول عليه السلام وذكرت له زرارة وتوجيهه ابنه عبيدا إلى المدينة، فقال أبو الحسن: إني لأرجو أن يكون زرارة ممن قال الله تعالى: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله). وغيرها من الروايات التي ذكرها الكشي (63). أقول: هذه الروايات لا تدل على وهن ومهانة في زرارة، لان الواجب على كل مكلف أن يعرف إمام زمانه ولا يجب عليه معرفة الامام من بعده، وإذا توفي إمام زمانه فالواجب عليه الفحص عن الامام، فإذا مات في زمان الفحص فهو معذور في أمره ويكفيه الالتزام بامامة من عينه الله تعالى، وإن لم يعرفه بشخصه. وعلى ذلك فلا حرج على زرارة، حيث كان يعرف إمام زمانه، وهو الصادق عليه السلام، ولم يكن يجب عليه معرفة الامام من بعده في زمانه، فلما توفي الصادق عليه السلام، قام بالفحص فأدركه الموت مهاجرا إلى الله ورسوله. وقد ورد في ذلك عدة روايات. منها: ما رواه محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام، إذا حدث على الامام حدث كيف يصنع؟ قال عليه اسلام: أين قول الله عز وجل: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) قال عليه السلام: هم في عذر ما داموا في الطلب، وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم. الكافي: الجزء 1، كتاب الحجة 4، باب ما يجب على الناس عند مضي الامام (89)، الحديث 1. وقد تقدم في الروايتين الأخيرتين الصحيحتين من الكشي: أن زرارة كان مهاجرا إلى الله تعالى. هذا وإن هذه الروايات تنافي عد الشيخ في رجاله زرارة من أصحاب الكاظم عليه السلام، الظاهر في روايته عنه عليه السلام، على ما ذكره في أول كتابه، فكيف يمكن أن زرارة مات وهو لا يعرف إمامة الكاظم عليه السلام، بل إنها تنافي ما ذكره ابن فضال من أنه مات بعد أبي عبد الله عليه السلام بسنة أو بنحو منه، وما ذكره الشيخ والنجاشي: من أن زرارة مات سنة 150. فإنه على ذلك يكون بين موته ووفاة الصادق التي هي سنة 148 فصل كثير ولا يمكن عادة عدم وصول خبر إمامة الكاظم عليه السلام إليه في هذه المدة، ولا سيما أن عبد الله مات بعد أبيه بسبعين يوما على ما قيل. نعم، هذه الروايات تصح على ما تقدم من الكشي باسناده عن علي بن رئاب، قال: دخل زرارة على أبي عبد الله عليه السلام.. إلى أن قال: قال أصحاب زرارة: فكل من أدرك زرارة بن أعين، فقد أدرك أبا عبد الله عليه السلام، فإنه مات بعد أبي عبد الله بشهرين أو أقل، وتوفي أبو عبد الله عليه السلام، وزرارة مريض مات في مرضه. فإنه على ذلك يكون بين موته ووفاة الصادق التي هي سنة 148 فصل كثير ولا يمكن عادة عدم وصول خبر إمامة الكاظم عليه السلام إليه في هذه المدة، ولا سيما أن عبد الله مات بعد أبيه بسبعين يوما على ما قيل. نعم، هذه الروايات تصح على ما تقدم من الكشي باسناده عن علي بن رئاب، قال: دخل زرارة على أبي عبد الله عليه السلام.. إلى أن قال: قال أصحاب زرارة: فكل من أدرك زرارة بن أعين، فقد أدرك أبا عبد الله عليه السلام، فإنه مات بعد أبي عبد الله بشهرين أو أقل، وتوفي أبو عبد الله عليه السلام، وزرارة مريض مات في مرضه. أضف إلى ما ذكرناه: أنه لو صح أن زرارة بعث ابنه عبيدا ليتعرف خبر الامام بعد الصادق عليه السلام، فهو لا يدل على أنه لم يكن عارفا بامامة الكاظم عليه السلام، وذلك لما رواه الصدوق، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن إبراهيم بن محمد الهمداني رضي الله عنه قال: قلت للرضا عليه السلام، يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله، أخبرني عن زرارة، هل كان يعرف حق أبيك؟ فقال عليه السلام: نعم، فقلت له فلم بعث ابنه عبيدا ليتعرف الخبر إلى من أوصى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام، فقال: إن زرارة كان يعرف أمر أبي عليه السلام، ونص أبيه عليه، وإنما بعث ابنه ليتعرف من أبي هل يجوز له أن يرفع التقية في إظهار أمره، ونص أبيه عليه؟ وأنه لما أبطأ عنه طولب باظهار قوله في أبي عليه السلام، فلم يحب أن يقدم على ذلك دون أمره فرفع المصحف، وقال: (اللهم إن إمامي من أثبت هذا المصحف إمامته من ولد جعفر بن محمد عليه السلام). إكمال الدين، الحديث 1، بعد بيان الاعتراض الخامس من الزيدية على أن الأئمة اثنا عشر. والطائفة الثانية: الروايات الدالة على أن زرارة قد صدر منه ما ينافي إيمانه وهذه الروايات كما يلي: رواها الكشي (62). 1 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثنا جبرئيل بن أحمد الفاريابي، قال: حدثني العبيدي محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن ابن مسكان، قال: سمعت زرارة يقول: رحم الله أبا جعفر وأما جعفر فإن في قلبي عليه لفتة. فقلت له: وما حمل زرارة على هذا؟ قال: حمله على هذا أن أبا عبد الله أخرج مخازيه. أقول: هذه الرواية ضعيفة بجبرئيل بن أحمد فإنه لم يوثق. 2 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني العبيدي عن يونس عن ابن مسكان، قال: تذاكرنا عند زرارة في شئ من أمور الحلال والحرام فقال قولا برأيه. فقلت: أبرأيك هذا أم برأيه؟ فقال: إني أعرف أو ليس رب رأي خير من أثر؟ أقول: هذه الرواية كسابقتها. 3 - حدثني أبو صالح خلف بن حماد بن الضحاك، قال: حدثني أبو سعيد الآدمي، قال: حدثني ابن أبي عمير عن هشام بن سالم، قال: قال لي زرارة بن أعين: لا ترى على أعوادها غير جعفر، قال: فلما توفي أبو عبد الله عليه السلام أتيته فقلت له: تذكر الحديث الذي حدثتني به وذكرته له، وكنت أخاف أن يجحدنيه فقال: إني والله ما كنت قلت ذلك إلا برأيي. أقول: هذه الرواية ضعيفة بخلف بن حماد فإنه لم يوثق، وسهل بن زياد أبي سعيد الآدمي فإنه ضعيف. 4 - محمد بن مسعود، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثني الحسن بن علي الوشاء عن محمد بن حمران، قال: حدثني زرارة، قال لي أبو جعفر عليه السلام: حدث عن بني إسرائيل ولا حرج، قال: قلت: جعلت فداك والله إن في أحاديث الشيعة ما هو أعجب من أحاديثهم، قال: وأي شئ هو يا زرارة؟ قال: فاختلس من قلبي فمكثت ساعة لا أذكر شيئا مما أريد، قال: لعلك تريد الغيبة؟ قلت: نعم، قال: فصدق بها فإنها حق. أقول: هذه الصحيحة لا تدل على وهن في زرارة بعد تسليمه لما قاله الإمام عليه السلام. 5 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان، قال: سمعت زرارة يقول: كنت أرى جعفرا أعلم مما هو، وذاك يزعم أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن رجل من أصحابنا مختف من غرامه، فقال: أصلحك الله إن رجلا من أصحابنا كان مختفيا من غرامه، فان كان هذا الامر قريبا صبر حتى يخرج مع القائم، وإن كان فيه تأخير صالح غرامه. فقال له أبو عبد الله عليه السلام: يكون إنشاء الله تعالى. فقال زرارة: يكون إلى سنة؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: يكون إنشاء الله، فقال زرارة: فيكون إلى سنتين؟ فقال أبو عبد الله: يكون إنشاء الله. فخرج زرارة فوطن نفسه على أن يكون إلى سنتين فلم يكن، فقال: ما كنت أرى جعفرا إلا أعلم مما هو. أقول: هذه الرواية ضعيفة بجبرئيل بن أحمد فإنه لم يوثق 6 محمد بن مسعود، قال: كتب إليه الفضل [بن شاذان] يذكر عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عيسى بن أبي منصور وأبي أسامة الشحام ويعقوب الأحمر قالوا: كنا جلوسا عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه زرارة فقال: إني الحكم بن عيينة حدث عن أبيك أنه قال: صل المغرب دون المزدلفة، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: انا تأملته: ما قال أبي هذا قط، كذب الحكم على أبي. قال: فخرج زرارة وهو يقول: ما أرى الحكم كذب على أبيه. والجواب عنها أنها لو كانت قوية السند لم يمكن الاخذ بها، إذ لا يمكن صدور ذلك من زرارة مع جلالة مقامه وعلو رتبته واستفاضة الروايات وفيها الصحاح في مدحه، فهي خبر واحد شاذ لا يمكن أن يعارض الروايات المشهورة المطمأن بصدورها من الإمام عليه السلام، على أن سند هذه الرواية مجهول. بيان ذلك: أن إبراهيم بن عبد الحميد روى هذه الرواية إلى جملة (قال فخرج زرارة.. إلخ) عن عيسى بن أبي منصور وأبي أسامة الشحام ويعقوب الأحمر قالوا.. إلخ، وعيسى لم يرد فيه توثيق ويعقوب فيه كلام يأتي، ومع ذلك فالرواية صحيحة لان أبا أسامة وهو زيد الشحام ثقة، إلا أن ما في ذيلها وهو جملة (قال: فخرج زرارة.. إلخ) مجهول السند، إذ لم يعلم أن القائل من هو؟ فهل هو يعقوب الأحمر المذكور أخيرا أو إبراهيم بن عبد الحميد وقد روى ذلك مرسلا إذن لا يمكن الاعتماد على هذه الجملة. أضف إلى ذلك: أن هذه الرواية ذكرها الكشي في ترجمة الحكم بن عيينة (85) عن أبي الحسن وأبي إسحاق، حمدويه وإبراهيم ابني نصير قالا: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب الكوفي، عن جعفر بن محمد بن حكيم، عن إبراهيم ابن عبد الحميد، كما ذكرناه، إلى قوله: كذب الحكم بن عيينة على أبي، من دون تذييل، على ما في نسخة ابن داود والميرزا والتفريشي والمولى عناية الله القهبائي. ورواها عن الكشي من دون تذييل: الشيخ الحر في الوسائل: باب استحباب تأخير المغرب والعشاء حتى يصل إلى جمع (5) من أبواب الوقوف بالمعشر، وعليه يدور الامر بين رواية إبراهيم بن عبد الحميد هذه الجملة وعدمها نعم هذه الجملة موجودة في النسخة المطبوعة، لكنه لا اعتماد عليها في قبال ما ذكرناه. ثم إن من الغريب: ما أجاب به بعض الأعاظم عن هذه الرواية باحتمال صدور هذا الكلام من زرارة قبل استبصاره حين ما كان يتلمذ على الحكم. وجه الغرابة: أن هذا لم يثبت أولا وإنما ذكره الكشي في ترجمة الحكم بن عيينة (85) مرسلا وقد تقدم في ترجمة الحكم. وثانياً: لو صح ذلك فإنما هو كان في زمان الباقر عليه السلام، فإن زرارة كان من خواص أصحابه كما تقدم وهذه الرواية من الصادق عليه السلام، فكيف يحتمل أن يكون هذا الكلام قبل استبصاره؟. وقد أجيب عن الرواية بما هو من المضحكات، والصحيح ما ذكرناه. 7 - يوسف، قال: حدثني علي بن أحمد بن بقاح، عن عمه زرارة، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن التشهد؟ فقال: أشهد أن لا إلى إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. قلت: التحيات والصلوات؟ قال: التحيات والصلوات. فلما خرجت قلت: إن لقيته لأسألنه غدا، فسألته من الغد عن التشهد كمثل ذلك قلت: التحيات والصلوات؟ قال: التحيات والصلوات، قلت: ألقاه بعد يوم لأسألنه غدا، فسألته عن التشهد فقال كمثله فقلت: التحيات والصلوات؟ قال: التحيات والصلوات، فلما خرجت ضرطت في لحيتي ولحيتهما (لحيته) وقلت لا تفلح أبدا. أقول: لا يكاد ينقضي تعجبي كيف يذكر الكشي والشيخ هذه الروايات التافهة الساقطة غير المناسبة لمقام زرارة وجلالته والمقطوع فسادها، ولا سيما أن رواة الرواية بأجمعهم مجاهيل. الطائفة الثالثة ما ورد فيها قدح زرارة من الإمام عليه السلام وهي كما يلي: 1 - حدثني حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، قالا: حدثني العبيدي عن هشام بن إبراهيم الختلي وهو المشرقي قال: قال لي أبو الحسن الخراساني عليه السلام: كيف تقولون في الاستطاعة بعد يونس يذهب فيها مذهب زرارة ومذهب زرارة هو الخطأ؟ فقلت: لا، ولكنه بأبي أنت وأمي ما تقول في الاستطاعة وقول زرارة فيمن قدر ونحن منه براء وليس من دين آبائك، وقال الآخرون بالجبر ونحن منه براء وليس من دين آبائك، قال: فبأي شئ تقولون؟ قلت: نقول بقول أبي عبد الله عليه السلام وسئل عن قول الله عز وجل: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) ما استطاعته؟ فقال أبو عبد الله: صحته وماله، فنحن بقول أبي عبد الله نأخذ، قال: صدق أبو عبد الله هذا هو الحق. 2 - حدثني طاهر بن عيسى الوراق، قال: حدثني جعفر بن أحمد بن أيوب، حدثني أبو الحسن صالح بن أبي حماد الرازي، عن ابن أبي نجران، عن علي ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)، قال: أعاذنا الله وإياك من ذلك الظلم. قلت: ما هو؟ قال: هو والله ما أحدث زرارة وأبو حنيفة وهذا الضرب، قال: قلت: الزنا معه؟ قال: الزنا ذنب (قريب). أقول: الرواية ضعيفة ولا أقل من جهة علي بن أبي حمزة. 3 - حدثني محمد بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن حفص (مؤذن) علي بن يقطين يكنى أبا محمد عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)؟ قال: أعاذنا الله وإياك يا أبا بصير من ذلك الظلم، قال: ما ذهب فيه زرارة وأصحابه وأبو حنيفة وأصحابه. أقول: حفص المؤذن مجهول. 4 - حدثني أبو جعفر محمد بن، قال: حدثني محمد بن أبي القاسم أبو عبد الله، المعروف بماجيلويه، عن زياد بن أبي الحلال، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن زرارة روى عنك في الاستطاعة شيئا فقبلنا منه وصدقناه وقد أحببت أن أعرضه عليك، فقال: هاته، فقلت: يزعم أنه سألك عن قول الله عز وجل: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) فقلت: من ملك زادا وراحلة، فقال لك: كل من ملك زادا وراحلة فهو مستطيع للحج وإن لم يحج؟ فقلت: نعم؟ فقال: ليس هكذا سألني ولا هكذا قلت، كذب علي والله كذب علي والله، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، إنما قال لي: من كان له زاد وراحلة فهو مستطيع للحج؟ قلت: قد وجب عليه، قال: فمستطيع هو؟ فقلت: لا حتى يؤذن له، قلت: فأخبر زرارة بذلك؟ قال: نعم، قال: زياد: فقدمت الكوفة فلقيت زرارة، فأخبرته بما قال أبو عبد الله وسكت عن لعنه. قال: أما انه قد أعطاني الاستطاعة من حيث لا يعلم، وصاحبكم هذا ليس له بصر بكلام الرجال. 5 - قال أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي: وحدثني أبو الحسين (الحسن) محمد بن بحر الكرماني الرهني (الدهني) الترماشيري قال: وكان من الغلاة الحنقين قال: حدثني أبو العباس المحاربي الجزري، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا فضالة بن أيوب، عن فضيل الرسان، قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام: إن زرارة يدعي أنه أخذ عنك الاستطاعة، قال لهم: غفرا كيف أصنع بهم وهذا المرادي بين يدي وقد أريته وهو أعمى بين السماء والأرض، فشك فأضمر أني ساحر، فقلت اللهم لو لم يكن جهنم إلا سكرجة لسوعها آل أعين بين سنسن. قيل: فحمران؟ قال: حمران ليس منهم. قال الكشي: محمد بن بحر هذا غال، وفضالة ليس هو من رجال يعقوب، وهذا الحديث مزاد فيه مغير عن وجهه. أقول: مضافا إلى هذا إن أبا العباس مجهول. 6 - حدثنا محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدثني يونس بن عبد الرحمان عن ابن أبان، عن عبد الرحيم القصير، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ائت زرارة وبريدا، فقل لهما: ما هذه البدعة التي أبدعتماها، أما علمتما أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كل بدعة ضلالة. قلت له: إني أخاف منها فأرسل معي ليثا المرادي فأتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله عليه السلام، فقال: والله لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر، فأما بريد فقال. لا والله لا أرجع عنها أبدا. أقول: الرواية ضعيفة، فان ابن أبان مجهول وعبد الرحيم مهمل. 7 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن يونس، عن مسمع كردين أبي سيار، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله بريدا، ولعن الله زرارة. 8 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسماعيل بن عبد الخالق، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر عنده بنو أعين فقال: والله ما يريد بنو أعين إلا أن يكونوا على غلب. أقول: الرواية ضعيفة بجبرئيل بن أحمد. 9 - محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، عن العبيدي، عن يونس، عن هارون بن خارجة، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم)؟ قال: هو ما استوجبه أبو حنيفة وزرارة. أقول: هذه كسابقتها. 10 - وبهذا الاسناد، عن يونس، عن خطاب بن مسلمة، عن ليث المرادي. قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا يموت زرارة إلا تائها. أقول: هي كسابقتها: 11 - بهذا الاسناد عن يونس، عن إبراهيم المؤمن، عن عمران الزعفراني، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي بصير: يا أبا بصير وكنا اثنا عشر رجلا ما أحدث أحد في الاسلام، ما أحدث زرارة من البدع، عليه لعنة الله، هذا قول أبي عبد الله عليه السلام. أقول: الرواة ضعيفة بجبرئيل بن أحمد وإبراهيم وعمران، فإنهم كلهم مجاهيل. 12 - حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى عن عمار بن المبارك، قال: حدثني الحسن بن كليب الأسدي عن أبيه كليب الصيداوي، أنهم كانوا جلوسا ومعهم عذافر الصيرفي وعدة من أصحابهم معهم أبو عبد الله عليه السلام، قال: فابتدأ أبو عبد الله من غير ذكر لزرارة فقال: لعن الله زرارة لعن الله زرارة لعن الله زرارة ثلاث مرات. أقول: الرواية ضعيفة، فان عمارا مهمل والحسن مجهول. 13 - محمد بن مسعود، قال: حدثني محمد بن عيسى عن حريز، قال: خرجت إلى فارس وخرج معنا محمد الحلبي إلى مكة فاتفق قدومنا جميعا إلى حين فسألت الحلبي فقلت له: أطرفنا بشئ. قال: نعم جئتك بما تكره، قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في الاستطاعة؟ فقال: ليس من ديني ولا دين آبائي، فقلت: الآن ثلج عن صدري والله لا أعود لهم مريضا ولا أشيع لهم جنازة ولا أعطيهم شيئا من زكاة مالي، قال: فاستوى أبو عبد الله عليه السلام جالسا وقال لي: كيف قلت؟ فأعدت عليه الكلام فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبي يقول: أولئك قوم حرم الله وجوههم على النار. فقلت: جعلت فداك وكيف قلت لي: ليس من ديني ولا ديني آبائي؟ قال: إنما أعني بذلك قول زرارة وأشباهه. أقول: محمد بن عيسى لا يمكن أن يروي عن حريز بلا واسطة، فالرواية مرسلة. 14 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، قال: حدثني موسى بن جعفر وهب عن علي القصير، عن بعض رجاله، قال: استأذن زرارة ابن أعين وأبو الجارود على أبي عبد الله عليه السلام، قال: يا غلام أدخلهما فإنهما عجلا المحيا وعجلا الممات. أقول: الرواية ضعيفة ولا أقل من جهة الارسال. 15 - حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني جبرئيل بن أحمد، عن موسى ابن جعفر، عن علي بن أشيم، قال: حدثني رجل عن عمار الساباطي، قال: نزلت منزلا في طريق مكة ليلة فإذا أنا برجل قائم يصلي صلاة ما رأيت أحدا صلى مثلها. ودعا بدعاء ما رأيت أحدا دعا بمثله، فلما أصبحت نظرت إليه فلم اعرفه فبينا أنا عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا إذ دخل الرجل، فلما نظر أبو عبد الله عليه السلام إلى الرجل قال: ما أقبح بالرجل أن يأمنه رجل من إخوانه على حرمة من حرمته فيخونه فيها، قال: فولى الرجل فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عمار أتعرف هذا الرجل؟ قلت: لا والله إلا إني نزلت ذات ليلة في بعض المنازل فرأيته يصلي صلاة ما رأيت أحدا يصلي مثلها ودعا بدعاء ما رأيت أحدا دعا بمثله، فقال لي: هذا زرارة بن أعين، هذا والله من الذين وصفهم الله في كتابه العزيز وقال: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا). أقول: هذه الرواية كسابقتها. 16 - حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمد بن حمران، عن الوليد بن صبيح، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام، فاستقبلني زرارة خارجا من عنده، فقال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا وليد أما تعجب من زرارة؟ يسألني عن أعمال هؤلاء، أي شئ كان يريد أيريد ان أقول له لا فيروي ذلك عني، ثم قال: يا وليد متى كانت الشيعة تسأل عن أعمالهم، انما كانت الشيعة تقول من أكل من طعامهم وشرب من شرابهم واستظل بظلمهم، متى كانت الشيعة تسأل عن مثل هذا. أقول: محمد بن حمران مشترك بين الثقة وغير الثقة. 17 - حدثني حمدويه، قال: حدثني أيوب عن حنان بن سدير، قال: كنت أنا ومعي رجل [أريد] أن أسأل أبا عبد الله عليه السلام عما قالت اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا هو مما شاء الله أن يقولوا؟ قال: قال لي: إن ذا من مسائل آل أعين، ليس من ديني ولا دين آبائي، قال: قلت ما معي مسالة غير هذه. 18 - حمدويه بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن الوشا، عن هشام ابن سالم، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن جوائز العمال؟ فقال: لا بأس به قال: ثم قال: إنما أراد زرارة ان يبلغ هشاما إني أحرم اعمال السلطان. أقول: لا يحتمل عادة رواية مثل هذا الكلام عن نفس زرارة، ففي الرواية تحريف لا محالة. 19 - محمد بن يزداد، قال: حدثني محمد بن علي الحداد، عن مسعدة بن صدقة، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن قوما يعارون الايمان عاريا ثم يسلبونه فيقال لهم يوم القيامة المعارون، أما إن زرارة بن أعين منهم. أقول: محمد بن علي الحداد، مجهول. 20 - علي بن الحسين بن قتيبة، قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح، قال: مررت في الروضة بالمدينة فإذا انسان قد جذبني، فالتفت فإذا انا بزرارة، فقال لي: استأذن لي على صاحبك، قال: فخرجت من المسجد فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته الخبر، فضرب بيده على لحيته ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تأذن له لا تأذن له، لا تأذن له، فإن زرارة يريدني على القدر على كبر السن وليس من ديني ولا دين آبائي. أقول: علي بن (محمد) الحسين بن قتيبة، لم يوثق، ومحمد بن أحمد، مجهول. 21 - محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، علي بن الحكم، عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: دخلت عليه، فقال عليه السلام: متى عهدك بزرارة؟ قال: قلت ما رأيته منذ أيام، قال: لا تبال. وإن مرض فلا تعده، وإن مات فلا تشهد جنازته، قال: قلت زرارة؟ متعجبا مما قال. قال: نعم زرارة، زرارة شر من اليهود والنصارى، ومن قال: إن الله ثالث ثلاثة. أقول: هذه الرواية تزيد على سابقتها بالارسال. 22 - علي، قال: حدثني يوسف بن السخت، عن محمد بن جمهور، عن فضال بن أيوب، عن ميسر، قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام: فمرت جارية في جانب الدار على عنقها قمقم قد نسكته، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: فما ذنبي إن الله قد نكس قلب زرارة كما نكست هذه الجارية هذا القمقم. أقول: علي لم يوثق، ويوسف بن السخت ومحمد بن جمهور ضعيفان. 23 - محمد بن نصير، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عثمان بن عيسى، عن حريز، عن محمد الحلبي، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف قلت لي: ليس من ديني ولا دين آبائي؟ قال: إنما أعني بذلك، قول زرارة وأشباهه. ذكرها الكشي فر ترجمة زرارة (62). وتقدمت رواية أبي الصباح الضعيفة في ذم زرارة وبريد، ومحمد بن مسلم وإسماعيل الجعفي، في ترجمة إسماعيل بن جابر الجعفي، وتأتي رواية عامر بن عبد الله بن جذاعة الضعيفة في ترجمة محمد بن مسلم بن رياح. والجواب عن هذه الروايات: أنه لم يثبت صدور أكثرها من المعصوم عليه السلام، من جهة ضعف إسنادها. واما ما ثبت صدوره، فلابد من حمله على التقية، وأنه سلام الله عليه إنما عاب زرارة لا لبيان أمر واقع، بل شفقة عليه واهتماما بشأنه. وقد دلت على ذلك مضافا إلى ما عرفت من الروايات المستفيضة في مدح زرارة المطمأن بصدورهما اجمالا من المعصوم عليه السلام: صحيحة عبد الله بن زرارة المتقدمة في الروايات المادحة، فإنها قد دلت بصراحة على أن الإمام عليه السلام ، إنما عاب زرارة دفاعا منه عليه السلام، عنه وحفظا له من أذى الأعداء، وقد قال عليه السلام: إنه أحب الناس إليه وأحب أصحاب أبيه إليه حيا وميتا. ويؤيد ذلك ما ذكره الكشي (62) أيضا، قال: " حدثني حمدويه بن نصير، قال: حدثني محمد بن عيسى بن عبيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمان بن الحجاج، عن حمزة، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: بلغني انك برئت من عمي يعني زرارة قال: فقال: انا لم أتبرأ من زرارة، لكنهم يجيئون ويذكرون ويروون عنه، فلو سكت عنه ألزمونيه فأقول: من قال هذا فأنا إلى الله منه برئ. محمد بن مسعود، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن خالد، قال: حدثني الوشاء، عن ابن خداش، عن علي بن إسماعيل، عن ربعي، عن الهيثم بن حفص العطار، قال: سمعت حمزة بن حمران، يقول حين قدم من اليمن: لقيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت له: بلغني انك لعنت عمي زرارة، قال: فرفع يده حتى صك بها صدره ثم قال: لا والله، ما قلت. ولكنكم تأتون عنه بالفتيا فأقول: من قال هذا فأنا منه برئ؟ قال: قلت: وأحكي لك ما يقول؟ قال: نعم. قال: قلت: إن الله عز وجل لم يكلف العباد إلا ما يطيقون، وإنهم لم يعملوا إلا أن يشاء الله ويريد ويقضي. قال: هو والله الحق، ودخل علينا صاحب الزطي فقال له: يا ميسر الست على هذا؟ قال: على أي شئ أصلحك الله أو جعلت فداك قال: فأعاد هذا القول عليه قلت له، ثم قال: هذا والله ديني ودين آبائي ". ثم إن الكشي، قال في ترجمة زرارة: " حدثني حمدويه، قال: حدثني محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن عبيد الله الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام وسأله انسان، فقال: إني كنت أنيل البهثمية من زكاة مالي، حتى سمعتك تقول فيهم أفأعطيهم…

1