المعنى اللغوي والاصطلاحي (للصحابي)
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه: أنتم لا تقولون بعدالة الصحابة جميعا فحسب زعمكم هناك صالحون وهناك طالحون وتعليقي على السؤال (موقف الامامية من الصحابة) في خانة الصحابة من الاسئلة العقائدية هو رواياتكم الكثيرة والمتواترة في الصحابة ماذا تقولون فيها: أورد أبو النصر محمد بن مسعود المعروف بالعياشي في تفسيره لقوله تعالى (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )) رواية تنفي النفاق صراحة عن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، رواها عن محمد الباقر (وهو خامس الأئمة الاثني عشر المعصومين) عند القوم: (( فعن سلام قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فدخل عليه حمران بن أعين فسأله عن أشياء - إلى أن قال محمد الباقر - أما إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله تخاف علينا النفاق، قال: فقال لهم: ولم تخافون ذلك؟ قالوا إنا إذا كنا عندك فذكرتنا روعنا ووجلنا نسينا الدنيا وزهدنا فيها حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار ونحن عندك، فإذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل والأولاد والمال يكاد أن نحوّل عن الحال التي كنا عليها عندك وحتى كأنا لم نكن علـى شـيء أفتخـاف علينـا أن يكون هذا النفاق؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا ! هذا من خطوات الشيطان ليرغبنكم في الدنيا، والله لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها وأنتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء ولولا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق خلقاً لكي يذنبوا - وهذا خير دليل على أن الخطأ أو الذنب الذي يقع فيه الصحابي لا يعتبر قدح به - ثم يستغفروا فيغفر لهم إن المؤمن مفتن توّاب أما تسمع لقوله (( إن الله يحب التوابين )) وقال ((استغفروا ربكم ثم توبوا إليه )) )) تفسير العياشي سورة البقرة آية (222) المجلد الأول ص (128). مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت، تصحيح: السيد هاشم الهولي المحلاني ط.1411هـ - 1991م. ويقول الإمام الحسن العسكري، وهو الإمام الحادي عشر عند القوم - في تفسيره مبيناً منزلة الصحابة الكرام عندما سأل موسى عليه السلام الله بضع أسئلة - منها قوله: ((..هل في صحابة الأنبياء أكرم عندك من صحابتي قال الله عز وجل: يا موسى أما علمت أن فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبييين وكفضل محمد على جميع المرسلين )) تفسير الحسن العسكري ص (11) عند تفسير سورة البقرة. طبع حجري. 1315هـ ويقول أيضاً: (( وإن رجلاً من خيار أصحاب محمد لو وزن به جميع صحابة المرسلين لرجح بهم )) المصدر السابق البقرة آية (88) ص (157). ويقول الخوئي عن حفظ القرآن: (( واهتمام الصحابة بذلك في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعده وفاته يورث القطع بكون القرآن محفوظاً عندهم. جمعاً أو متفرقاً, حفظاً في الصدور, أو تدويناً في قراطيس, وقد اهتموا بحفظ أشعار الجاهلة وخطبها, فكيف لا يهتمون بأمر الكتاب العزيز, الذي عرضوا أنفسهم للقتل في دعوته, وإعلان أحكامه, وهاجروا في سبيله أوطانهم, وبذلوا أموالهم, وأعرضوا عن نساءهم وأطفالهم, ووقفوا المواقف التي بيضوا بها وجه التاريخ, وهل يحتمل عاقل مع ذلك كله عدم اعتناءهم بالقرآن؟ )) البيان في تفسير القرآن ص (216). وهذا رأي علي بن أبي طالب رضي الله عنـه في أصحـاب النبي صلى الله عليه وسلم من أوثق كتب الإمامية ليستيقن طالب الحق ويزداد الذين آمنـوا إيماناً فيصفهم لشيعته المتخـاذلون عن نصرته متأسياً بهم فيقول: (( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فما أرى أحداً يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً، وقد باتوا سجّداً وقياماً يراوحون بين جباهِهِم وخـدودهم ويقفون على مثل الجمر من ذكر معـادهم، كأن بين أعينهم رُكب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبُلَّ جيوبهم، ومـادوا كمـا يميـد الشجـر يوم الريح العاصف، خـوفاً من العقاب ورجـاءً للثواب )) نهج البلاغة للشريف الرضى شرح محمد عبده ص (225). ويقول في خطبة ثانية: (( أين القوم الذين دعوا إلي الإسلام فقبلوه, وقرؤوا القرآن فأحكموه, وهِيجوا إلي القتـال فولهوا وله اللقاح إلي أولادها, وسَلبوا السيوف أغمادها, وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً وصفاً صفاً, بعض هلك وبعض نجا, لا يُبشّرون بالأحياء ولا يعزون بالموتى, مُره العيون من البكاء, خُمص البطون من الصيام, ذُبل الشفاه من الدعاء, صُفر الألوان من السَّهر, على وجوههم غبرة الخاشعين, أولئك إخواني الذاهبون, فحُق لنا أن نظمأ إليهم ونعصّ الأيادي على فراقهم )) نهج البلاغة ص (177, 178). وكتاب نهج البلاغة هو من أصح كتب القوم, حتى قال عنه أحد أكبر علماء الشيعة المعاصرين، الهادي كاشف الغطاء في كتابه مستدرك نهج البلاغة: (( بأن كتاب نهج البلاغة أو ما اختاره العلامة أبو الحسن محمد الرضا. من كلام مولانا أمير المؤمنين.... من أعظم الكتب الإسلامية شأنا - إلى أن قال - نور لمن استضاء به،ونجاة لمن تمسك به، وبرهان لمن اعتمده، ولب لمن تدبره )) مقدمة / مستدرك نهج البلاغة ص5. وقال أيضاً (( إن اعتقادنا في كتاب نهج البلاغة أن جميع ما فيه من الخطب والكتب والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يروى عن النبي ص وعن أهل بيته في جوامع الأخبار الصحيحة والكتب المعتبرة )) الهادي كاشف الغطاء / مستدرك نهج البلاغة ص 191. وقال عن نهج البلاغة شرح محمد عبده (أحد شيوخ الأزهر بمصر ): (( ومن أفاضل شراحه العلامة الشيخ محمد عبده فقد شرحه بكلمات وجيزة.. )) المصدر السابق ص192. ويمدح المهاجرين من الصحابة في جواب معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه فيقول:(( فاز أهل السبق بسبقهم وذهب المهاجرون الأولون بفضلهم )) نهج البلاغة ص (557). وأيضا قال فيهم: (( وفي المهاجرين خير كثير تعرفه جزاهم الله خير الجزاء )) نهج البلاغة ص (377 ). وأورد أيضاً إمـام القوم إبراهيم الثقفي في كتابه (الغارات) - من أهم كتب الشيعة الاثني عشرية - قول علي عندما سأله أصحابه: ((...يا أمير المؤمنين حدثنا عن أصحابك، قال: عن أي أصحابي؟ قالوا: عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: كل أصحاب محمد أصحابي )) الغارات للثقفي جـ1 ص (177) تحت (كلام من كلام علي عليه السلام ). تحقيق: السيد جلال الدين. ثم يصف قتاله مع الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (( ولقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا، ما يزدنا ذلك إلا إيماناً وتسليماً ومضينا على اللَّقَم، وصبراً على مضض الألم وجِدّاً في جهاد العدِّو، ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون فمرة لنا من عدونا، ومرة لعدونا منا فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقيا جرانه ومتبوِّئاً أوطانه ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم - يقصد أصحابه -، ما قام للدين عمود ولا اخضرَّ للإيمان عود وأيم الله لتحتلبنها دماً ولتتبعنها ندماً )) نهج البلاغة ص (129 - 130). وروى إمـامهم - الصدوق - ابن بابويه القمي في كتابه (الخصال) عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إثنى عشرة ألفاً، ثمانية آلاف من المدينة، وألفـان من مكة وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجئ ولا حروري (خوارج) ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار، ويقول: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير )) كتاب الخصال للقمي ص (640) ط. طهران. وجاء على لسان (الإمام الحادي عشر المعصوم) الحسن العسكري في تفسير قوله في حق من يبغض الصحابة: ((.. إن رجلاً ممن يبغض آل محمد وأصحابه الخيرين وواحداً منهم لعذبه الله عذاباً لو قسم على مثل عدد خلق الله تعالى لأهلكهم أجمعين )) تفسير الحسن العسكري ص(157) عند قوله تعالى (( وقالوا قلوبنا غلف...)) الآية (88 البقرة). ويذكر الإمام زين العابدين أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ويدعو لهم في صلاته بالرحمة والمغفرة لنصرتهم سيد الخلق في نشر دعوة التوحيد وتبليغ رسالة الله إلى خلقه فيقول: ((..... فذكرهم منك بمغفرة ورضوان اللهم وأصحاب محمد خاصة، الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره، وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارةً لن تبور في مودته،والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك وكانوا مع رسولك دعاةً لك وإليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثَّرت في اعتزاز دينك من مظلومهم اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير جزائك، الذين قصدوا سمتهم، وتحرَّوا جهتهم، ومضوا على شاكلتهم لم يثنهم ريبٌ في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفوِ آثارهم والإئتمام بهداية منارهم مُكانفين ومُؤازرين لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يَتَّفقون عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم اللهم وصلِّ على التابعين من يومنا هذا إلى يوم الدين وعلـى أزواجهـم وعلى ذُرِّياتهم وعلـى من أطاعك منهم صـلاةً تعصمهم بهـا من معصيتك وتفسح لهـم فـي رياض جنَّتك وتمنعهم بهـا من كيد الشيطان... )) الصحيفة الكاملة السجادية للإمام زين العابدين ص (27ـ 28) ط. إيران - قم مؤسسة أنصاريان. ويروي ثقتهم (الكليني) وهو من كبار أئمتهم في كتابه (الأصول من الكافي) - وهو أحد الكتب الأربعة التي تعتبر مرجـع الإمامية في أصول مذهبهم وفروعه ـ: (( عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر؟ فقال: إنا نجيب الناس على الزيادة والنقصان، قال: قلتُ: فأخبرني عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقوا على محمد أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا، قال: قلت فما بالهم اختلفوا؟ فقال: أما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب ثم يجيبه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب فنسخت الأحاديث بعضها بعضاً )) الأصول من الكافي للكليني جـ1 ص (52) كتاب فضل العلم. صححه: الشيخ نجم الدين الاملي، تقديم: علي أكبر الغفاري، المكتبة الإسلامية - طهران. ويقول الإمام الرابع عند الاثني عشرية وهو عليّ بن حسين يجيب كما روى علامتهم عليّ بن أبي الفتح الأربلي في كتابه (كشف الغمّة في معرفة الأئمة) عن علي بن الحسن أنه: (( قدم عليه نفر من أهل العـراق فقالـوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم، قال لهم: ألا تخبروني أنتم (( المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأمـوالهم يبتغون فضلاً من اللـه ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون ))؟ قالوا: لا، قال: فأنتم (( الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ))؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم (( والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا )) أخرجوا عني فعل الله بكم )) كشف الغمة جـ2 ص (291) تحت عنوان (فضائل الإمام زين العابدين ). دار الأضواء - بيروت - ط. 1405هـ - 1985م. وقال الإمام علي رضي الله عنه في مدح الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما (( وكان أفضلهم في الإسلام كما زعمت وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق والخليفة الفاروق ولعمري أن مكانهما في الإسلام لعظيم وإن المصاب بهما لجرح في الإسلام شديد رحمهما الله وجزاهما بأحسن ما عملاً )) شرح نهج البلاغة للميثم (( 1 /31 )). يتضح من هذا أن عليا رضي الله عنه لقب أبا بكر بالخليفة الصديق وأظهر في قوله بأفضلية الصديق والفاروق وتضحياتهما للإسلام وشهد بقوله: (( ولعمري إن مكانهما في الإسلام لعظيم )) والذي يدل على مكانهما في الإسلام كما اعترف علي رضي الله عنه بنفسه كما دعا لهما بدعاء الرحمة وأبان عن ما في قلبه من الحب والشفقة عليهما. ويقول أمامهم محمد آل كاشف الغطاء في كتـابه (أصـل الشيعـة وأصولها ): (( وحين رأى (أي عليّ بن أبي طالب) - أن الخليفتين - أعني الخليفــة الأول والثاني (أي أبو بكر وعمر!) بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد وتجهيز الجنود وتوسيع الفتوح ولم يستأثرا ولم يستبدا بايع وسالم )) أصل الشيعة وأصولها ص (124). تحقيق: محمد جعفر شمس الدين، دار الأضواء - بيروت، ط. 1413هـ - 1993م. وفي علي بن أبي طالب في إحدى رسائله إلى معاوية التي يحتج بها على أحقيته بالخلافة والبيعة بقوله: (( إنه بايَعني القومُ الذين بايعوا أبا بكر، وعمر، وعثمان، على ما بايعوهم عليه، فلم يكن لشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنَّما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإنِ اجتمعوا على رجُلٍ، وسموه إماماً، كانَ ذلك لله رِضي، فإن خرج من أمرِهِم خارج بطعن، أو بدعة، ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبَى قاتلوهُ على اتباعهِ غير سبيل المؤمنين، وولَاه الله ما تولَّى )) نهج البلاغة ص (530). ويقول جعفر الصادق لإمرأة سألته عن أبي بكر وعمر: أأتولهما!! فقال: توليهما. فقالت: فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما؟؟ فقالها: نعم. روضة الكافي جـ8 ص (101). وقد صرح كبير مفسري الشيعة علي بن إبراهيم القمي حيث ذكر قول الله عز وجل: (يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة رضي الله عنها يوما أنا أفضى إليك سرا فقالت نعم ما هو فقال أن أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم من بعده أبوك (عمر رضي الله عنه) فقلت من أخبرك بهذا قال الله أخبرني. تفسير القمي جـ2 ص (376) سورة التحريم. ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يذكر بيعته لأبي بكر: ((….. فمشيت عنـد ذلك إلى أبـي بكر فبـايعته ونهضت في تلك الأحداث حتى زاغ الباطل وزهق وكانت (كلمة الله هي العليا ولو كره الكافرون) فتولى أبو بكر تلك الأمور فيسر وسدد وقارب واقتصد فصحبته مناصحاً وأطعته فيما أطاع الله فيه جاهداً )) الغارات للثقفي جـ2 ص (305،307). وكان علي رضي الله عنه - كما ذكر - مطيعا لأبي بكر ممتثلاً لأوامره فقد حدث أن وفداً من الكفار جاءوا إلى المدينة المنورة، ورأوا بالمسلمين ضعفاً وقلة لذهابهم إلى الجهات المختلفة للجهاد واستئصال شأفة المرتدين والبغاة، فأحس منهم الصديق خطراً على عاصمة الإسلام والمسلمين: (( فأمر الصديق بحراسة المدينة وجعل الحرس على أنقابها يبيتون بالجيوش، وأمر عليا والزبير وطلحة وعبد الله بن مسعود أن يرأسوا هؤلاء الحرائر، وبقوا كذلك حتى أمنوا منهم )) شرح نهج البلاغة / ج 4 ص 228 ط تبريز وأورد أبـي الحسن الأربلي الاثني عشري في كتابه (كشف الغمة) عن: (( عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيوف، فقال: لا بأس به، قد حلّى أبو بكر الصديق رضي الله عنه سيفه، قلت: فتقول: الصديق؟ قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة وقال: نعم الصديق، نعم الصديق، نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدّق الله له قولاً في الدنيا ولا في الآخرة )) كشف الغمة للأربلي جـ2 ص (360). دار الأضواء - بيروت - ط. 1405هـ - 1985م. وهذا علي بن أبي طالب يمدح عمر بن الخطاب ويشهد بعدالته واستقـامته وذلك من كتاب الإمامية الحجة (نهج البلاغة) الذي جمعـه إمامهم (الشريف الرَّضى) حيث يقول في جزء من خطبته: (( ووليهم والٍ فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرانه )) نهج البلاغة ص (794). ويقول ابن أبي الحديد الشيعي شارح نهج البلاغة: ((...هذا الوالي هو عمر بن الخطاب )) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد جـ4 ص (519) ط دار الفكر. ويقول وصي القوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه واصفاً زمن حكم عمر بقوله: (( لله بلاء فلان - في هامش كتاب النهج (هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب )!! - فقد قوّم الأوَد وداوى العمَد، خلّف الفتنة وأقام السنّة، ذهب نقيَّ الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرّها، أدّى إلى اللـه طاعته، واتقـاه بحقّه، رحل وتركهم في طرقٍ متشـعّبـة، لا يهتـدي فيهـا الضـاّل ولا يسـتيقن المهتـدي )) نهج البلاغة جـ2 ص (509) ط. مكتبة الألفين. وقد احتار الإمامية الإثنا عشرية بمثل هذا النص، لأنه في نهج البلاغة وما في النهج عندهم قطعي الثبوت، وصور شيخهم ميثم البحراني ذلك بقوله: (( واعلم أن الشيعة قد أوردوا هنا سؤالا فقالوا: إن هذه الممادح التي ذكرها. في حق أحد الرجلين تنافي ما أجمعنا عليه من تخطئتهما وأخذهما لمنصب الخلافة، فإما أن لا يكون هذا الكلام من كلامه رضي الله عنه، وإما أن يكون إجماعنا خطأ )). ثم حملوا هذا الكلام على التقية وأنه إنما قال هذا المدح - من أجل (استصلاح من يعتقد صحة خلافة الشيخين. واستجلاب قلوبهم بمثل هذا الكلام) ميثم البحراني/ شرح نهج البلاغة: 4/98. أي: إن عليا رضي الله عنه - في زعمهم - أظهر لهم خلاف ما يبطن ! ونحن نقول أن قول علي رضي الله عنه هو الحق والصدق، وهو الذي لا يخاف في الله لومة لائم. وقـال عنـه أيضـاً: (( ووليـهـم والٍ فـأقــام واسـتقام حتـى ضـرب الديـن بجـرّانـه )) نهج البلاغة جـ4 ص (794). وفي كتـاب (الغـارات) لإمـام القـوم إبراهيـم الثقفي يذكر أن علياً وصف ولاية عمر بقوله: ((... وتولى عمر الأمر وكان مرضيّ السيرة، ميمون الن*** )) الغارات للثقفي جـ1 ص (307) (رسالة علي (ع) إلى أصحابه). وعندما شاوره عمر في الخروج إلى غزو الروم قال له: (( إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتَلْقَهُم بشخصك فتُنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجـلاً محْرَباً، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهرك الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأُخرى كنت ردءاً للناس ومثابة للمسلمين )) نهج البلاغة ص (296 - 297). وورد في النهج أيضاً أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه لما استشار عليا رضي الله عنه عند انطلاقه لقتال فارس وقد جمعوا للقتال، أجابه: (( إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة، وهو دين الله تعالى الذي أظهره، وجنده الذي أعده وأمده، حتى بلغ ما بلغ وطلع حيثما طلع، ونحن على موعد من الله تعالى حيث قال عز اسمه (( وعد الله الذين آمنوا )) وتلي الآية، والله تعالى منجز وعده وناصر جنده، ومكان القيم بالأمر في الإسلام مكان النظام من الخرز فإن انقطع النظام تفرق الخرز، ورب متفرق لم يجتمع، والعرب اليوم وإن كانوا قليلاً فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالإجتماع، فكن قطباً، واستدر الرحى بالعرب وأصلهم دونك نار الحرب، فإنك إن شخصت من هذه الأرض انقضت عليك من أطرافها وأقطارها، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك. إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا: هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشد لكَلَبِهم عليك وطمعهم فيك. فأما ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فإن الله سبحانه وتعالى هو أكره لمسيرهم منك، وهو أقدر على تغيير ما يكره. وأما ما ذكرت من عددهم فإنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة، وإنما كنا نقاتل بالنصر والمعونة )) نهج البلاغة ص257، 258 شرح محمد عبده / دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع / بيروت. فتدبر منصفاً لهذا الثناء والحب والخوف على عمر من علي رضي الله عنه فأين ذلك كله ممن يكفر عمر رضي الله عنه ويسبه. ويروي أبو الفتح الأربلي - من علماء الإمامية - يورد في كتابه (كشف الغمة) قصة زواج على بن أبي طالب من فاطمة رضي الله عنهما مثبتاً مساعدة عثمان لعلي في زواجه من فاطمة: ((... قال علي فأقبل رسول الله (ص) فقال: يا أبا الحسن انطلق الآن فبع درعك وأت بثمنه حتى أهيء لك ولابنتي فاطمة ما يصلحكما، قال علي: فانطلقت وبعته باربعمائة درهم سود هجرية من عثمان بن عفان رضي الله عنه، فلما قبضت الدراهم منه وقبض الدرع مني قال: يا أبا الحسن ألست أولى بالدرع منك وأنت أولى بالدراهم مني؟ فقلت: بلى، قال: فإن الدرع هدية مني إليك، فأخـذت الدرع والدراهم وأقبلت إلى رسول الله (ص )، فطرحت الدرع والدراهـم بيـن يديـه وأخبرته بما كـان من أمـر عثمان فدعـا له بخير...)) كشف الغمة للأربلي جـ1 ص (368 - 369) تحت (في تزويجه فاطمة عليها السلام ). وقد ذكر الكليني في كتابـه (الروضة من الكافي) - الذي يمثل أصول وفروع مذهب الاثني عشرية - عن محمـد بن يحيى قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (( اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن علياً وشيعته هم الفائزون، وقال: وينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون )) روضة الكافي ص (177) جـ8. وجاء في نهج البـلاغة على لسـان علي بخصوص عثـمان رضي الله عنهما: (( والله ما أدري ما أقول لك ؟ ما أعرف شيئا تجهله، ولا أدلك على أمر لا تعرفه، إنك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه ولا خلونا بشيء فنبلغكه، وقد رأيت كما رأينا وسمعت كما سمعنا وصحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما صحبنا وما ابن قحافة ولا ابن الخطاب بأولى لعمل الحق منك وأنت أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشيجة رحم منهما وقد نلت من صهره ما لم ينالا )) نهج البلاغة ص 291 شرح محمد عبده/دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع / بيروت، وشرح أبي الحديد ج9 ص261. فانظر هذا المدح والثناء على عثمان من علي رضي الله عنهما وانظر إلى قوله: (( وما ابن قحافة ولا ابن الخطاب، بأولى لعمل الحق منك )) فهذه شهادة علي بأن أبا بكر وعمر كانا على الحق وعملا به وليسا بأولى من عثمان في ذلك فهو لعمل الحق أهل، فأين هذا من سب من يدعون حب علي ؟ وهل اتبعوا الإمام أم خالفوه ؟!. وجاء أيضا في أحد شروحهم لنهج البلاغة: (( ولما حوصر عثمان رضي الله عنه في بيته أمر علي رضي الله عنه الحسن والحسين رضي الله عنهما بحرسه والدفاع عنه )) شرح نهج البلاغة للبحراني جـ 4 ص354. وعن معاوية رضي الله عنه يذكر الشريف الرضي في كتابكم (نهج البلاغة) عن علي أنه قال: (( وكان بدء أمرنا أن إلتقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحـد ونبينا واحـد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء )) نهج الب لاغة جـ3 ص (648). واستفاضت الآثار أنه كان يقول عن قتلى معاوية: إنهم جميعا مسلمون ليسوا كفارا ولا منافقين. وهذا ثبت بنقل الشيعة نفسها، فقد جاء في كتبهم المعتمدة عندهم: (( عن جعفر عن أبيه أن عليا - عليه السلام - لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكنه يقول: هم بغوا علينا )) قرب الإسناد ص 62، وسائل الشيعة11/62. وعن ابن محبوب عن أبي جعفر عليه السلام قال: (( قال رسول الله صلى الله عليه وآله ومعاوية يكتب بين يديه وأهوى بيده إلى خاصرته بالسيف: من أدرك هذا يوما أميرا فليبقرن خاصرته بالسيف، فرآه رجل ممن سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله يوما وهو يخطب بالشام على الناس فاخترط سيفه ثم مشى إليه فحال الناس بينه وبينه، فقالوا: يا عبد الله مالك ؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف، قال: فقالوا: أتدري من استعمله ؟ قال: لا، قالوا: أمير المؤمنين عمر، فقال الرجل: سمعا وطاعة لأمير المؤمنين.)) بحار الأنوار جـ 85 ص (36). والعجيب هو تعليق صاحب الكتاب حيث قال (قال الصدوق رضوان الله عليه: إن الناس شبه عليهم أمر معاوية بأن يقولوا: كان كاتب الوحي، وليس ذاك بموجب له فضيلة، وذلك أنه قرن في ذلك إلى عبد الله ابن سعد بن أبي سرح فكانا يكتبان له الوحي) !! أما خالد بن الوليد رضي الله عنه فحتى علماء ال*** يعترفون ببطولة وشجاعة هذا القائد الأشم ولا يستطيعون إنكارها فيقول علامتهم عباس القمي في كتابه - الكنى والألقاب ـ: (( هو الفتاك البطل الذي له الوقائع العظيمة، وكان يقول على مـا حكـي عنه لقد شاهدت كذا وكذا وقعة ولم يكن في جسدي موضع شـبر إلا وفيه أثر طعـنة أو ضربة وهـا أنا ذا أموت على فراشي لا نامت عين الجبان )) الكنى والألقاب للعباس القمي ص (38، 39). مطبعة العرفان - صيدا - بيروت، ط. 1358هـ، وط. مكتبة الصدر - طهران. وأما عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه فيقول الإمام الرابع زين العابدين علي بن الحسين كما أورد شيخهم أبو الحسن الأربلي - من كبار الأئمة الاثني عشر - في كتابه (كشف الغمة) عن سعيد بن مرجانة أنه قال: (( كنت يوماً عند علي بن الحسين فقلت: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله تعالى بكل إرب منها إرباً منه من النار، حتى أنه ليعتق باليد اليد، والرجلِ الرجل وبالفرج الفرج، فقال علي عليه السلام: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ فقال سعيد: نعم، فقال لغلام له: أفره غلمانه - وكان عبد الله بن جعفر قد أعطاه بهذا الغلام ألف دينار فلم يبعه - أنت حر لوجه الله )) كشف الغمة جـ2 فضائل الإمام زين العابدين ص (290). فهل رأيت أخي القارئ مدى صدق وأمانة أبي هريرة في نظر الإمام علي بن الحسين بحيث بادر إلى تنفيذ ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم دون أي تردد! ولذلك ليس بالمستغرب أن يوثّقه أحد كبار علماء الإمامية في الرجـال، ويضعه من جـملة الرجـال الممدوحين فيقول ابن داود الحلي: (( عبد الله أبو هريرة معروف، من أصحاب رسول اللـه صلى الله عليه وسلم )) رجال ابن داود الحلي ص (198). وهـذا أيضـاً إبن بابويه القمي يستشهد به في كتابه (الخصال) في أكثر من موضع. الخصال للقمي ص (31،38،164،174،176) وغيرها. ولا يتعرض له محقق الكتاب علي أكبر غفاري بالقدح مع تعليقه على الكثير من الرجال في الكتاب، إضافة إلى أن الذي يروي عن أبي هريرة الكثير من الأحاديث هو زوج ابنته سعيد بـن المسيب، أشهـر تلاميـذه، والـذي روى عـن أبـي هريـرة حديث تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لـه حـفـظ الأحـاديث، يقـول عنـه الكشـي - مـن كبار أئمتهم في الرجال ـ: ((... سعيد بن المسيب رباه أمير المؤمنين عليه السلام )) رجال الكشي برقم (54) ص (107). تقديم: أحمد الحسيني - منشورات مؤسسة الأعلمي - كربلاء العراق. وروى أن أبا جعفر قال: (( سمعت علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدمه من الآثار وأفهمهم في زمانه )) المصدر السابق ص (110). أما ابن عمر وللتدليل على فضله ومكانته وتقواه فقد ذكره محدث الإمامية عباسي القمي في كتابه الكنى والألقاب معرّفاً به فقال: (( عبد الله ابن عمر صحابي معروف قال ابن عبد البر في الاستيعاب كان (رض) - أي رضي الله عنه! - من أهل الورع والعلم وكان كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد التحري والاحتياط والتوقي في فتواه وكل ما يأخذ به نفسه، وكان بعد موته مولعاً بالحج وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجه حفصة بنت عمر إن اخاك عبد الله رجل صالح لو كان يقوم من الليل فما ترك ابن عمر قيام الليل...)) الكنى والألقاب للقمي جـ1 ص (363) ط. مكتبة الصدر - طهران. ومن كتب الشيعة: روي عن الرسول صلى الله عليه وآله أنه قال ان ابابكر مني بمنزلة السمع وان عمر بمني بمنزلة البصر.عيون أخبار الرضا لابن بابويه القمي ج1 -ايضا معاني الاخبار للقمي -ايضا تفسير الحسن العسكري عن جعفر بن محمد عن ابيه ان رجلا من قريش جاء الي امير المؤمنين عليه السلام فقال سمعتك تقول في الخطبة آنفا اللهم اصلحنا بما اصلحت به الخلفاء الراشدين فمن هما قال حبيباي وعماك ابوبكر وعمر اماما الهدى وشيخا الاسلام ورجلا قريش والمقتدي بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وآله من اقتدى بهما عصم ومن اتبع آثارهما هدى الي صراط مستقيم.تلخيص الشافي للطوسي ج2 الروضة من الكافي في حديث أبي بصير مع المرأة التى جاءت الى أبي عبدالله تسأل عن (أبي بكر وعمر) فقال لها: تولّيهُما. فقالت: فأقول لربي اذا لقُيتُه انك أمرتني بولايتهما ؟ قال نعم. روى المجلسي نقلا عن المفيد في المجالس عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم: يا ليتني قد لقيت اخواني، فقال أبو بكر وعمر: أولسنا اخوانك آمنا بك وهاجرنا معاك؟ قال: قد آمنتم بي وهاجرتم، ويا ليتني قد لقيت اخواني، فأعادا القول، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنتم أصحابي ولكن اخواني الذين يأتون من بعدكم يؤمنون بي ويحبوني وينصروني ويصدقوني وما رأوني، فيا ليتني قد لقيت اخواني. بحار الأنوار 52/132 وايضا علي يمدح ابي بكر وعمر لقد شهد علي رضي الله عنه: "إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ("كتاب الشافي" ج2 ص428). وايضا: إنهما إماما الهدى، وشيخا الإسلام، والمقتدى بهما بعد رسول الله، ومن اقتدى بهما عصم" ("تلخيص الشافي" للطوسي ج2 ص428). وايضا:: إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وإن عمر مني بمنزلة البصر" ("عيون أخبار الرضا" لابن بابويه القمي ج1 ص313، أيضاً "معاني الأخبار" للقمي ص110، أيضاً "تفسير الحسن العسكري"). والجدير بالذكر أن هذه الرواية رواها عليّ عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام,وقد رواها عن علي ابنه الحسن رضي الله عنهما وهذه وصية من علي بن أبي طالب رضي الله عنه.. ينهى فيها عن سب الصحابة.... فأين من يدعون حب علي عن تطبيق وصيته ويروي المجلسي عن الطوسي رواية موثوقة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لأصحابه: (أوصيكم في أصحاب رسول الله، لا تسبوهم، فإنهم أصحاب نبيكم، وهم أصحابه الذين لم يبتدعوا في الدين شيئاً، ولم يوقروا صاحب بدعة، نعم! أوصاني رسول الله في هؤلاء). ("حياة القلوب للمجلسي" ج2 ص621). ويقول الإمام الرابع عند الاثني عشرية وهو عليّ بن حسين يجيب كما روى علامتهم عليّ بن أبي الفتح الأربلي في كتابه (كشف الغمّة في معرفة الأئمة) عن علي بن الحسن أنه: (( قدم عليه نفر من أهل العـراق فقالـوا في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فلما فرغوا من كلامهم، قال لهم: ألا تخبروني أنتم (( المهاجرون الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأمـوالهم يبتغون فضلاً من اللـه ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون )) ؟ قالوا: لا، قال: فأنتم (( الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )) ؟ قالوا: لا، قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من أحد هذين الفريقين وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم (( والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا )) أخرجوا عني فعل الله بكم )) كشف الغمة جـ2 ص (291) تحت عنوان (فضائل الإمام زين العابدين ). دار الأضواء - بيروت - ط. 1405هـ - 1985م. ويقول أمامهم محمد آل كاشف الغطاء في كتـابه (أصـل الشيعـة وأصولها ): (( وحين رأى (أي عليّ بن أبي طالب) - أن الخليفتين - أعني الخليفــة الأول والثاني (أي أبو بكر وعمر!) بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد وتجهيز الجنود وتوسيع الفتوح ولم يستأثرا ولم يستبدا بايع وسالم )) أصل الشيعة وأصولها ص (124). تحقيق: محمد جعفر شمس الدين، دار الأضواء - بيروت، ط. 1413هـ - 1993م. وقد صرح كبير مفسري الشيعة علي بن إبراهيم القمي حيث ذكر قول الله عز وجل: (يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة رضي الله عنها يوما أنا أفضى إليك سرا فقالت نعم ما هو فقال أن أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم من بعده أبوك (عمر رضي الله عن ه) فقلت من أخبرك بهذا قال الله أخبرني. تفسير القمي جـ2 ص (376) سورة التحريم. وكان علي رضي الله عنه - كما ذكر - مطيعا لأبي بكر ممتثلاً لأوامره فقد حدث أن وفداً من الكفار جاءوا إلى المدينة المنورة، ورأوا بالمسلمين ضعفاً وقلة لذهابهم إلى الجهات المختلفة للجهاد واستئصال شأفة المرتدين والبغاة، فأحس منهم الصديق خطراً على عاصمة الإسلام والمسلمين: (( فأمر الصديق بحراسة المدينة وجعل الحرس على أنقابها يبيتون بالجيوش، وأمر عليا والزبير وطلحة وعبد الله بن مسعود أن يرأسوا هؤلاء الحرائر، وبقوا كذلك حتى أمنوا منهم )) شرح نهج البلاغة / ج 4 ص 228 ط تبريز وأورد أبـي الحسن الأربلي الاثني عشري في كتابه (كشف الغمة) عن: (( عروة بن عبد الله قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام عن حلية السيوف، فقال: لا بأس به، قد حلّى أبو بكر الصديق رضي الله عنه سيفه، قلت: فتقول: الصديق؟ قال: فوثب وثبة واستقبل القبلة وقال: نعم الصديق، نعم الصديق، نعم الصديق فمن لم يقل له الصديق فلا صدّق الله له قولاً في الدنيا ولا في الآخرة )) كشف الغمة للأربلي جـ2 ص (360). دار الأضواء - بيروت - ط. 1405هـ - 1985م. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الاخ محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز ان فيما جمعته لنا من نصوص والمنقولة من الانترنيت بأسلوب القص واللصق دون التدبر ينقسم إلى قسمين:
1- نصوص يشمل ظاهرها عنوان الصحابة دون ذكر الأشخاص.
2- نصوص يذكر فيها أشخاصاً معينين سواء كانوا صحابة أو لا.
(لاحظ: انا لا نسلم بتعريف الصحابة عند أهل السنّة الذي يشمل الكل حتى من أمثال معاوية وابن العاص وغيرهم).
وقبل البدء بالاجابة لابد أن نبين أن مثل هذا الاسلوب وهو محاولة تجميع أكبر عدد من النصوص سواء كانت تدل أو لا تدل, من ضمن الموضوع أو لا! وجعلها تحت عنوان واحد وتوجيه ذهن القارئ بصورة لا إرادية وهو غير منتبه بطريقة تشبه خداع البصر المستخدم في بعض الرسوم, وتحت إيحاء العنوان المزعوم وأن كل ما يطرح تحته هو دليل صحيح لهو أسلوب دعائي أكثر منه علمي نابع من البحث والتشخيص والتدقيق, والغرض منه خداع عوام الناس وانصاف المتعلمين وجعلهم يحسون بأن ما يطرح هو من قوة الحجة والدليل الذي لا يرد وإلا فانك ما أن تجزىء الموضوع وتفرد أقسامه وفقراته حتى تجده هشاً يذوب كما يذوب الملح في الماء دون أن تبقى له باقية تحت افق النظر. وعلى كل لنرجع الى موضوعنا:
ان اثبات التواتر لا يتم بالادعاء وبجرة قلم بأن يزعم أحدهم أن هذا الحديث أو مضمونه متواتر وإنما يثبت بتحصيل الروايات العديدة التي تصل إلى حد يستحيل أن يجتمع رواتها على الكذب.
ولا أظنك هنا تدعي التواتر اللفظي وإنما تريد التواتر المعنوي وهو تواتر معنىً معين مثل عدالة الصحابة من مجموع الروايات كما مثلوا بشجاعة علي (عليه السلام) وكرم حاتم,وهنا نسأل بعد التنزل عن دعوى وصول نفس الروايات عدداً إلى حد التواتر بل الصحّة (وهذا ما سنبحث لاحقاً) كيف لك أن تثبت التواتر المعنوي مع وجود روايات كثيرة أيضاً عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) تثبت عكس المدعى أي أنها تثبت فسق ونفاق وكذب بعض الصحابة وأنهم ليسوا كلهم مؤمنين ظاهراً وباطناً فضلاً عن القطع في الواقع الخارجي من تقاتلهم وتكذيبهم وتكفيرهم البعض للبعض. فأن مثل هذه الروايات الأصح سنداً معارضة لتلك لو فرضنا صحتها أيضاً وهي فضلاً عن أنها تمنع ثبوت التواتر المعنوي, تجبرنا إلى الرجوع إلى قواعد التعارض من التساقط إذا استقر أو حمل الخاص على العام أو المقيد على المطلق في غير المستقر. فتأمل. أما الجواب عن القسم الأول:
فان هناك جواباً كلياً يشمل كل ما أوردته في هذا القسم من روايات وغيره, وهو أنا نؤمن ونعتقد بكل ما جاء في هذه الروايات من مدح للصحابة واجلالهم ونفي النفاق عنهم, ولكن أي صحابة؟! أو بعبارة أخرى أين الكلية المدعاة وهي جميع الصحابة, فليس في ما نقلته من نصوص أي دلالة على أن المعني كل الصحابة, خاصة دعوى شمولها للصحابة حسب تعريف أهل السنّة.
فنحن نعتقد أن هناك صحابة وهم الجل الأعظم في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا مخلصين بذلوا مهجهم في سبيل الدين, وهذه الروايات تعنيهم بالخصوص, وأن هناك آخرين يسمون بالصحابة كانوا منافقين معاندين لرسول الله معارضين له يردون عليه ولما يدخل الإيمان في قلوبهم وعندنا روايات بحقهم أيضاً.
وهذه العقيدة عندنا أنت أقررت لنا بها, وإنما الخلاف بيننا وبين أهل السنّة في الكلية, وهي (أن كل الصحابة) عدول فأين الدليل على هذا المدعى من كتبكم فضلاً عن هذه الروايات التي أوردتها من كتبنا؟. وبعبارة أوضح أننا نقول أن هذه الروايات تخص طائفة من الصحابة المخلصين, وانك تقول: ان ظاهرها يشمل كل الصحابة قاطبة. فأثبت لنا حسب قواعد اللغة العربية وقواعد علم أصول الفقه ذلك وان لفظة الصحابة الواردة في مثل هذه النصوص عامة شاملة للجميع.
ثم إن هذه الروايات وردت فيها قيود وحدود, ومن الواضح أن القيود تضيق دائرة الشمول والاستيعاب وتحدد الحصة الخاصة من المراد, ويكون ظاهر الكلام انطباق الحكم الوارد في الخطاب على هذه الحصة الخاصة المقيدة من الموضوع فيكون المعني في هذه الروايات هم الصحابة الموصوفين بالصفات المذكورة في الخطاب, أي ما تنطبق عليهم هذه الصفات لا كل الصحابة, ونحن نؤمن ونحكم بإيمان واخلاص ما تنطبق عليهم هذه الصفات من الصحابة لا غيرهم. ولا يمكن أن ندخل أحداً من الصحابة تحت هذا الحكم إلا بعد التثبت من مطابقته للصفات المذكورة. أما ما نعلم خلافه فلا يدخل قطعاً. وأما ما ينطبق عليه عنوان الصحابي ونشك في انطباق الصفات عليه فانه يدخل فيما يصطلح عليه في علم الاصول بالشهبة المصداقية ومدى انطباقه العام أو عدم انطباقه على مثل هذا المصداق ليس هنا مكان بحثه فارجع فيه إلى مظانه من علم أصول الفقه.
هذا هو الجواب الكلي. وأما التفصيل بخصوص كل رواية رواية أو فقرة فقرة:
أولاً: وهي الرواية المنقولة عن تفسير العياشي والكلام عليها يكون في السند والمتن:
فأما ما في السند: فان تفسير العياشي لم يصلنا مسنداً وقد قام راويه بحذف الاسناد زاعماً انه لغرض الاختصار, وان كان في الأصل مسنداً ووصل إلى بعضهم مثل الحاكم الحسكاني كاملاً وبالسند, ولكن هذا الواصل إلينا والمطبوع قد حذف سنده فتكون روايته الواصلة إلينا مرسلة, فما وجدنا له سنداً من رواياته في الكتب الأخرى نبحث فيه ونقيمه من جهة الصحة والضعف, وأما ما لم يصلنا سنده فيبقى على الأرسال, ولكن مع كل ذلك فليس هذا مهماً وإنما المهم الكلام في المتن والدلالة.
وأما ما في المتن: فمن الواضح أن الإمام الباقر (عليه السلام) كان يتكلم عن الصحابة الذين سألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم بعض من الصحابة لا كلهم قطعاً إذ ليس من المعقول أن كل الصحابة اجتمعوا وسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وبقرينة السائل وهو حمران الذي سأل نفس السؤال نفهم أن الإمام (عليه السلام) يقصد نوع من الصحابة الذين لهم منزلة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تشبه منزلة حمران من الإمام نفسه (عليه السلام) وبالتالي يكون من الجلي أن الإمام (عليه السلام) يطلق لفظ الصحابة على فئة معينة يعنيها بخصوصها والتي ذكر بعض صفاتها من خلال ذكر سؤالهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يعني المفهوم الذي يراد من لفظة الصحابة حسب تعريف أهل السنّة قطعاً.
فعليه وان كان لفظ الصحابة مطلقاً ولكنه ينصرف بالقرائن الموجودة في الخطاب إلى ذلك المفهوم الذي يعنيه الإمام (عليه السلام) أي الصحابة الحقيقين الذين أخلصوا الصحبة فاستحقوا اللقب, وأمّا من نفسقه منهم فليس الذي يذنب ثم يتوب ويستغفر, بل الذي يموت وهو غير تائب ومصرّ على الذنب.ونحن ندّعي بأن هنا من لم يتب منهم. ثانياً: وهو ما منقول عن تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) والكلام فيه أيضاً سنداً ومتناً:
أما السند: فان التفسير منسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام) وقد ضعف راوياه وللتفصيل في ذلك ارجع إلى ما أورده المحقق الابطحي في نهاية تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) المحقق من قبل مدرسة الإمام الهادي (عليه السلام).
وأما الكلام في المتن فهو أضعف دلالة من سابقه: إذ من الواضح من تمام الرواية ان الكلام ناظر إلى الصحابة كمجموع شمولي لا أستغراقي أي أن كل فرد فرد منهم فاضل أو أفضل من أصحاب موسى, إذ من البديهي أن في أصحاب موسى من هو أفضل من بعض صحابة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن كمجموع فان صحابة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل من صحابة موسى(عليه السلام), وهذا لا ينفي وجود الطالحين في صحابتيهما إن صدق عليهم لفظ الصحابة, ألا تجده في ذيل الرواية يصف أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنها أفضل من أمة موسى (عليه السلام), مع القطع بوجود المنافقين الفاسقين أصحاب الكبائر العاصين لله في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كما موجود في أمة موسى (عليه السلام) فان التفضيل يشمل الأمة كمجموع لا أستغراق فرد منهم بأن يكون كل فرد من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هو أفضل من أي فرد من أمة موسى (عليه السلام) فهذا واضح البطلان.
مع أن موسى (عليه السلام) كان يسأل عن أفضلية من أصحابه وما هو واضح أنه كان يقصد جماعة من بني إسرائيل ممن اختصوا به وصدق عليهم لفظ الصحبة لا كل بني إسرائيل الذين رؤوه حتى السامري, فيكون التفضيل في صحابة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بما هم مثلهم وقرناؤهم أي من اختصوا بصحبة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأطاعوه, وهذا ما نقوله.
وانك لو قرأت إلى آخر الرواية تجد أن أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين أجابوا نداء الله عندما ناداهم ليسمع موسى (عليهم السلام) كلامهم هم من أقر بولاية علي وأولاده (عليهم السلام) فيكونوا هم أمة محمد حقاً لا غيرهم ومثلهم يكون الصحابة الذين يقرون بذلك لا كل من يطلق عليه صحابة. وأما الرواية الأخرى المنقولة من نفس التفسير: فهي أدل على عكس المطلوب وأدحض لدعوى عدالة جميع الصحابة من الاستدلال بها على عدالتهم جميعاً! فان فيها (ان رجلاً من خيار أصحاب محمد) لاحظ قوله (خيار) لا مطلق من انتسب للصحبة, وأيضاً فيها (يا آدم لو أحب رجلاً من الكفار أو جميعهم رجلاً من آل محمد وأصحابه الخيرين لكافأه