احمد - الأردن
منذ 4 سنوات

 المعنى اللغوي والاصطلاحي (للصحابي)

ما رأيكم بهذا القول ************************* الرد على شبهة سبّ الصحابة قال الله تعالى (( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم )) فهنا يشهد الله وكفي به شاهدا شهد برضوانه عليهم وكانوا قرابة 1400 صحابي. والسؤال هو هل الله عز وجل يشهد برضوانه على من سيكفر في المستقبل بعد وفاة نبيه صلى الله عليه وسلم؟! نحن نقول بالطبع لا والروافض يقولون بأن رضاه ليس دليلا على رضاه عنهم كلهم وإنما المؤمنون الذين بايعوا منهم وليس كل من بايع والدليل حديث ( لا ترجعوا بعدي كفارا..) وكذلك الملائكة تذودهم عن الحوض فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابي أصحابي فتقول الملائكة لا تدري ما أحدثوا بعدك) وهذا دليل على أنهم ألصق الناس به. فهنا نحن نقول الرد من وجوه: الوجه الأول: أنكم لم تقولوا لنا من المقصود بأصحابي أصحابي؟ نريد أسماءً في حديث صحيح صريح من عندنا لأن هذا الحديث الذي ذكرتموه من عندنا فلا يحق لكم أن تفسروه إلا بما عندنا أو بكلام علمائنا المعتبرون. الوجه الثاني: إن قلتم لنا أصحابه الذي كفروا بعده بدليل تعميم هذا الحديث هم كأبي بكر و عمر و عثمان و الزبير و طلحة و و و فأقول لك وأين علي بن أبي طالب والسبطين وأبي ذر وسلمان و المقداد؟! لماذا لم يشملهم تعميم هذا الحديث؟! فإن قلتم لنا و لكن هم عندكم أبرار بأحاديث ثبتت عندكم من كتب السنة فنقول لك وكذلك ثبت عندنا أن أبو بكر و عمر و عثمان أعلى قدرا و برا من أبي الحسن و غيره رضى الله عنهم أجمعين. الوجه الثالث: وهو الذي سيعيدنا لموضوع الآية: أنتم تستشهدون بحديث (لا ترجعوا بعدي كفارا) والذي يرجع للكفر لا بد أنه كان مسلما في السابق بدليل أنكم تعترفون من كتبكم أنه لم يبقى بعد وفاه الرسول صلى الله عليه وسلم مسلما إلا القليل كسلمان و أبي ذر و المقداد والعجيب أنكم لم تذكروا اسم عمار بن ياسر في أحاديث مع من ثبت على الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تذكروا السبطين وفاطمة فهل أنتم تخرجونهم ممن بقى على إسلامه!؟ وهذا ليس موضوعنا. والشاهد أنكم لا تقولون أن آية الرضوان نزلت ((فقط)) لإثبات رضوان الله عن المقداد وأبي ذر وسلمان وعلي. ولكن الشيعة تقول أن الآية تشمل أيضا الذين آمنوا بدون المنافقين ولكن مع الأسف الشديد كفر الجميع من الذين نزلت الآية فيهم حتى من كان مؤمنا بخلاف المقداد وأبي ذر وسلمان وعلي الذين ثبتوا ودليلهم الحديث (لا ترجعوا بعدي كفارا) وهذا عدوان على الله وتجرأ على الخالق وعظمته وكماله من كل نقص لأن الله أخبر أنه رضي عنهم وشهد بذلك وجعله قرآناً يتلى إلى يومنا هذا تشهد الآيات برضوانه عنهم وأنتم تقولون كفروا فنقول لكم وهل يشهد الله برضاه عن أناس رغم أنه يعلم أنهم سيكفرون في المستقبل ويكونون أعدى أعدائه بعد وفاة نبيه؟! وهل يشهد الله برضاه في الحاضر عن ألد أعدائه في المستقبل؟! والله إلى الآن وأنا أسأل الشيعة ولا مجيب بجواب نعم أم لا. أقول لأحدهم لو كنت رئيسا لدولة وأعطاك الله قدرة علم المستقبل ثم أنت علمت أن وزرائك سيخونونك وسيكونون أعدى أعدائك بعد عشرة سنوات هل ستقف على الملأ وتجمع الناس وتكتب مرسوما يقرئه الجميع وتسمعهم أنت بصوتك قائلا إني أشهدكم أني راض عن وزيراي وسأرفع من قدرهما عندي وسأكافئهما بأموال وقصور؟! هل ستفعل هذا!؟ والله لا يقول نعم إلا سفيه ذو غباء مخل بالعقل لأنه سيعينهم على تسلطهم عليه ويبني لهم قوة ستهلكه. ولذلك كان فرعون يقتل أبناء بني إسرائيل لكي لا يأتي الرجل الذي سيقضي على ملكه منهم ولكن حفظ الله موسى وجعله ينشأ في بيت عدوه قال تعالى (( فَالتَقَطَهُ آلُ فِرعَونَ لِيَكُونَ لَهُم عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرعَونَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِين )) وقال تعالى على لسان فرعون لموسى (( قَالَ أَلَم نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثتَ فِينَا مِن عُمُرِكَ سِنِينَ )) بربكم يا شيعة هل لو كان فرعون يعلم أن هذا المولود الذي التقطه سيكون له عدوا وحزنا وسببا لزوال ملكه وهلاكه هل سيربيه ويسمنه ويغذيه حتى يشتد عوده ليرى سبب هلاكه يكبر أمام عينه يوما بعد يوم!؟ هو كان يقتل أبناء بني إسرائيل رجاء أن يكون موسى عليه السلام من القتلى ليستريح منه. لو كان فرعون يعلم بأمر موسى وهو طفل لأغرقه في اليم ولما تركهم يلتقطونه ولربما قطعه إربا إربا ليتأكد من أمر هلاكه. فكيف يشهد الله برضاه عن أعداء المستقبل له ولرسوله صلى الله عليه وسلم و لوصيه كما تزعمون؟! أما فرعون فلا يعلم أمر مستقبل موسى عليه السلام لأنه بشر ولكن الله هو رب البشر الذي يعلم السر وأخفي ويعلم كل تفاصيل المستقبل فكيف تجيزون أنه يفعل شيئا تنزهون أنفسكم عنه؟! أما تستحون!؟ ثم إن الله عز وجل يستحيل أن يشهد برضاه عن من يسكون في المستقبل من الكفرة أصحاب النار لأن شهادة الله برضاه عنهم هي نفسها شهادته لهم بالجنة وهي شهادة وإعجاز بأنه يستحيل أن يكفر منهم أحد بعد تلك الشهادة ويستحيل أن يموتوا إلا على ملة الإسلام وكما قيل وبضدها تتميز الأشياء نرى أن الله عز وجل أخبر بأن عم الرسول صلى الله عليه وسلم أبي لهب سيدخل النارهو وزوجته والملاحظ أنه وزوجته لم يموتا إلا على الكفر وهذا إعجاز من الله لأن الله أخبر أن لهم النار وهذه شهادة سخطه عليهما وشهادته لا تتبدل ولم يحصل أن طمع الرسول في إسلامهما بل يأس بعد هذه السورة من إسلامهم رغم أن غيره من الكفار أسلم كعمر أبن الخطاب رضي الله عنه الذي قال عنه المسلمون في يأسهم من إسلامه لو أسلم حما عمر لما أسلم عمر ولكن حصل وأسلم لأن الله هو الذي يرى القلوب وأحوالها والناس لا ترى إلا الظاهر. وكذلك تعب نوح عليه السلام من دعوة قومه ولبث فيهم 950 سنة ويالها من مدة ولكنه بقي يدعوهم إلى أن أنزل الله عليه وحيا فيع إعجاز (( وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤمِنَ مِن قَومِكَ إِلَّا مَن قَد آمَنَ فَلَا تَبتَئِس بِمَا كَانُوا يَفعَلُونَ )) إخبار فيه إعجاز بأنه يستحيل أن يؤمنوا بعد هذا الوحي لأنه لو آمن واحد منهم بعد ذلك الوحي لكان الله يقول خلاف ما أخبر في المستقبل وهذا لا يحصل البتة فالله خالق المستقبل وهو أعلم أنه لن يكون إلا ما أخبر به تماما. والسؤال هنا هل استمر نوح عليه السلام يدعو قومه بعد أن أوحى الله إليه أنهم لن يؤمنوا به؟ الجواب لا بل تركهم وبدأ يصنع السفينة والدليل قوله تعالى (( وَيَصنَعُ الفُلكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيهِ مَلَأٌ مِن قَومِهِ سَخِرُوا مِنهُ قَالَ إِن تَسخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسخَرُ مِنكُم كَمَا تَسخَرُون * فَسَوفَ تَعلَمُونَ مَن يَأتِيهِ عَذَابٌ يُخزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ )) سبحان الله ماذا جرى لنوح عليه السلام!؟ لماذا تغير عن ما عهده قومه منه؟! كان يدعوا قومه ليلا ونهارا ويسر لهم في الدعوة ويجهر وفعل كل ما استطاعه معهم حرصا على إسلامهم ولكن بعد خبر الوحي المعجز علم أنهم لن يسلموا فتركهم وأصبح يسخر من سخرهم الذي سيأتي عليهم بالماء من كل مكان وبعدها نار تلظى وتم أمر وحي الله المعجز تماما كما أخبر لأنهم ماتوا على الكفر ولم يسلموا قال تعالى (أغرقوا فأدخلوا نارا) فالله شهد بسخطه عليهم في كونهم لن يؤمنوا به وختم الله لهم بخاتمة سوء نعوذ بالله منها. فإن قال قائل أنت أخطأت لأن نوح عليه السلام لم يتوقف عن الدعوة والدليل قوله تعالى (( وَهِيَ تَجرِي بِهِم فِي مَوجٍ كَالجِبَالِ و َنَادَى نُوحٌ ابنَهُ وَكَانَ فِي مَعزِلٍ يَابُنَيَّ اركَب مَعَنَا وَلَا تَكُن مَعَ الكَافِرِينَ )) فأقول هو هنا لا يدعو أبنه للإسلام وإنما ظنه مسلما فأمره أن يركب معهم لينجو من الغرق و الدليل على ظن نوح عليه السلام أن ابنه كان مسلما غير كافر قوله (( وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابنِي مِن أَهلِي وَإِنَّ وَعدَكَ الحَقُّ وَأَنتَ أَحكَمُ الحَاكِمِين )) فماذا كان جواب الله له؟ أخبره الله بما في قلب ابنه من الكفر الذي لم يعلمه نوح عليه السلام ولكن الله يعلم ما تخفي الصدور فقال (( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيرُ صَالِحٍ فَلَا تَسأَلنِي مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِن الجَاهِلِين )) فقال نوح عليه السلام (( قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَن أَسأَلَكَ مَا لَيسَ لِي بِهِ عِلمٌ وَإِلَّا تَغفِر لِي وَتَرحَمنِي أَكُن مِن الخَاسِرِين )) فهنا استغفر نوح عن هذا السؤال لأنه كان يدعو لكافر وهو لا يعلم فلو علم نوح أن ابنه كافر لما دعاه لسفينة النجاة أصلا. وهنا نقول لماذا لم يخبر الله نبيه عن أعدائه الملتصقين به كما يزعم الروافض كالصديق والفاروق وذو النورين وغيرهم على وجه التعيين كما عين الله ابن نوح لنوح عليه السلام وعين الله أبو لهب وعين الله زوجته وعين الله رأس المنافقين في حياته حتى بعد دفنه وقال تعالى ناهيا رسوله (( ولا تصلي على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم كافرون )) لماذا لم يشهد الله برضوانه على رأس المنافقين كما فعل للـ 1400 صحابي؟! الجواب: لأنه لم يرضى عن فعله ولم يوفقه ليكون مع الـ 1400 صحابي من الذين بايعوا تحت الشجرة. لماذا لم يبشره الله بالجنة ويرضى عنه!؟ أقول لم يبشره الله بالجنة ولم يرضى عنه لأنه يعلم أنه في المستقبل لن يموت إلا على الكفر والعداء لله ورسوله ويقلب للنار والعار ولكن الله عز وجل بشر الـ 1400 لعلمه أنهم لن يموتوا إلا على ملة الإسلام التي لا يرضى الله إلا عن من كان عليها. وكذلك أخبر الله إبليس بسخطه عليه قائلا (( وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين )) فهل يجوز لمجنون أن يقول لنا لماذا لا ندعو إبليس لعله يسلم!؟ نقول له الله أخبرنا أنه لن يسلم وعليه لعنه الله ليوم الدين وسيكون من أصحاب النار كما أخبر الله (( وَقَالَ الشَّيطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُم وَعدَ الحَقِّ وَوَعَدتُكُم فَأَخلَفتُكُم وَمَا كَانَ لِي عَلَيكُم مِن سُلطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوتُكُم فَاستَجَبتُم لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَا أَنَا بِمُصرِخِكُم وَمَا أَنتُم بِمُصرِخِيَّ إِنِّي كَفَرتُ بِمَا أَشرَكتُمُونِي مِن قَبلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيم )) وأنت تقول لنا ندعوه لعله يسلم؟! الذي يزعم أن الله سيرضى عن إبليس وسيرحمه وأن إبليس سيسلم ويتوب إلى الله وسيدخله الله الجنة فهو كافر بما أخبر الله متهما لله في علمه للمستقبل وقوله على أن الأمر سيحصل خلاف ما أخبر عنه في المستقبل. ويقول الروافض أنه حصل أن بايع المنافقون في بيعات أخرى متفرقة وهنا مثل هناك فنقول لكم يا مفترون وهل شهد الله هناك برضوانه عنهم حتى تقارنون تلك البيعات بهذه التي أخبر الله رسوله عن علم قلوبهم؟! لا وجه للمقارنة. ويقول الروافض أن الله لم يرضى عن كل من بايع وإنما المؤمنون منهم فقط لوجود المنافقون بينهم كأبي بكر وعمر. وهذا ما قاله مفسرهم القمي المشهدي في كنز الدقائق في تفسير هذه الآية وصرح بنفاق الشيخين. فنقول لهم وهل عثمان منافق معهم أيضا؟ أنتم تقولون نعم عثمان كان منافق. والسؤال: هو أنكم تعترفون أن الرسول صلى الله عليه وسلم كما جاء في تفاسيركم لهذه الآية كالجوهر الثمين وغيره كثير في تفسير هذه الآية تعترفون أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدعو للبيعة إلا بعد أن ظن أن قريش قتلت عثمان فهنا نقول لو علم الرسول صلى الله عليه وسلم أن عثمان ما قتل هل سيدعو للقتال؟! والجواب عندكم يا شيعة من كتب تفاسيركم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما دعى للبيعة إلا لإشاعة قتل عثمان وهذا كان هو السبب الرئيس لتلك الدعوة للبيعة فنحن نقول بالله عليكم يا شيعة هل الرسول صلى الله عليه وسلم يغضب ويدعو للقتال والبيعة انتقاما على قتل منافق كما تزعمون في عثمان؟! ولماذا أصلا يرسل الرسول صلى الله عليه وسلم منافقا يفاوض عنه في مكة؟! أليس عثمان لكونه منافقا كما تزعمون قد يخبر قريش بكل ما يجب أن لا تعلمه قريش من أمر المسلمين! أنتم تعلمون أن هذا المنصب لا يعطي إلا لأمين على دين الله فإن كان الرسول صلى الله عليه وسلم استأمنه فكيف تتهمونه بالنفاق! فإن قلتم الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم نفاقه نقول لكم وهل أنتم علمتم نفاقه ونفاق الشيخين رغم أنكم لم تعاشروهم وخفي ذلك على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يخالطهم ليل نهار! الله أعلمه بالوحي نفاق رأس المنافقين أبي بن سلول فهل الله عز وجل أخبر رسوله بأبي بن سلول ونفاقه وترك إخبار رسوله بالذين هم أخطر على الإسلام منه؟! الدليل على أنكم تزعمون أنهم أخطر من أبن سلول أنكم تنسبون لهم خرابا للدين لم يفعل أبن سلول عشر معشاره في هدم الدين. ثم لماذا يبايع على بن أبي طالب على هذه البيعة وسببها انتقاما لمنافق!؟ هل لو قتل فرعون هامان لدعى موسى عليه السلام البيعة انتقاما لهامان؟ المنافق هو كافر أيضا وأخطر منه فإن قلتم لنا مكررين نفس الاسطوانة هو منافق والرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم نفاقه نقول لكم ولكن لماذا لم يخبر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن عثمان منافق كافر كما أخبر الله نوحا عليه السلام بأن ابنه كافر (( قَالَ يَانُوحُ إِنَّهُ لَيسَ مِن أَهلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيرُ صَالِحٍ )) ؟! فإن قلتم لنا إن الله مدح المبايعين الخلص على الصدق للتضحية وليس نصرة دم عثمان قلنا لكم أن الله تعالى قد جعل لكل شيء سببا كما في قوله (( فأتبَعَ سببا )) و سبب هذه البيعة إشاعة قتل عثمان فلماذا يجعل الله مدحا ورضوانا للمبايعين سببه دم منافق؟ والدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان سيقاتل قريش ولكن عندما علم أنهم لم يقتلوا عثمان توقف عن عزمه وصالحهم باعترافكم أنتم ولو كان الأمر لغير سبب عثمان لقاتلهم الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لو لم يقتلوا عثمان. فإن كان الله عز وجل رضي عن الذين بايعوا رسوله لسبب دم عثمان رضي الله عنه فالله عز وجل من باب أولي أن يرضي عن عثمان الذي ما تحرك الرسول لدعوتهم للبيعة إلا لسببه. أقول لإخواني السنة وهذه نقطة مهمة نفيسة يا حبذا لو تأملها المتأملون فإني والله استنبطتها استنباطا ولم أقرأها من كتاب فيما أعلمه فإن وجدتم في كلام علمائنا الجبال الذين يردون على الرافضة ما يخالف قولي فنبهوني للأمانة والمستشار أمين. وقال لي رافضي ألا تؤمن بقوله تعالى (( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لأن أشركت ليحبطن عملك و لتكونن من الخاسرين )) وأنا فهمت أنه يستدل بهذه الآية على أن المبشر بالرضوان قد يلحقه الخسران في المستقبل بنص هذه الآية فأقول: إن هذا دليل منكوس كخيط العنكبوت بل أهون منه لأنه لم يكن رسولا من الرسل قد انتكس وأشرك بالله لأن الله لا يختار إلا الأفضل من البشر رسلا له كما قال تعالى (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) فالله يعلم المستقبل في أنهم لن يخذلوا رسالته ويعاونا الشيطان لأن الله يعصمهم فإن كنتم أنتم أيها الشيعة تعترفون بعصمة الأنبياء والرسل فهل أنتم تشكون أن الله سيعصمهم من الشرك!؟ بالطبع إن الله عز وجل يعصمهم من الشرك لأن الشرط أعظم من الإصرار على شرب الخمر مثلا فإن كان الله عز وجل قد عصم رسله من شرب الخمر والزنا فعصمته لهم من الشرك من باب أولى لأن الشرك أخطر من الزنا وشرب الخمر. ثم إنه لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم يجوز عليه الشرك فنحن نلزمكم أن تلزموا على رضي الله عنه بجواز الشرك عليه لأنه ما أسلم إلا على يديه فإن عبتم وأجزتم الشرك على المصدر البشري الأول للرسالة بعد انقطاع الرسل فتطرق العيب لمن هم دونه من باب أولى. فإن قلتم فما المقصود من الآية إذا!؟ فنقول لكم إن الخطاب الرباني إن وجه للرسول صلى الله عليه وسلم فهو خطاب لأمته فإن الله عز وجل يخاطب أعلى منزلة بشرية وهم الرسل بهذا الكلام فيتبادر لقلوبنا فورا أنه إن كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب هكذا فما يكون حالي لو أشركت؟ فيكون لسامع تلك الآية أشد زجرا ونهرا وتحذيرا عن الوقوع في الشرك لأنه الرسول الذي هو رسول يخاطب بهذا فما بالنا نحن! وهذا اسلوب قرآني عظيم يستعمله الله عز وجل في موعظة الأمة التابعة لرسولها ومثاله آيات أخرى كقوله تعالى (( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ... )) إلى آخر الآيات فنقول هل هنا حرم الله الخضوع بالقول على أمهات المؤمنين وأحله على بقية النساء! بالطبع لا فإن كان الله عز وجل يعض من هم أشرف النساء في العفة والطهارة فموقع الوعظ يجب أن يكون على الذين هم دونهن من باب أولى وقعه أشد فتقول إحدى نساء المسلمين الله عز وجل يعض الطاهرات فما بالنا نحن. فتزيدها تلك الآيات بعدا عن المحظور والدليل أيضا على أن الخطاب الذي للرسول يوجه للأمة أيضاً قوله تعالى (( ولا تصلي على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم كافرون )) فهنا نحن لا يجوز لنا أن نصلى على المنافقين والكفار ولا يجوز أن نصلى ونقول إنما النهي كان للرسول صلى الله عليه وسلم وليس لأمته وأنتم تعترفون بهذا يا شيعة. ثم نحن نقول هذا الأسلوب استعمله الرسول صلى الله عليه وسلم في وعضه للناس (لو فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها) فهل يعني هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم يلمح أن ابنته ستسرق في المستقبل وهو يهددها؟! لا والله بل زجرا للسامعين فكلهم سيرتدع ويقول هو سيقطع يد ابنته لو سرقت رغم أنها ابنته فكيف بنا نحن ولا قرابة بيننا وبينه! فنحن نقول الله عز وجل يقول هذا لرسله فكيف بنا نحن! وهذا الكلام أشبه بقوله تعالى (( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لقطعنا منه بالوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين )) فهل معني هذا الكلام أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد تقول على الله! بالطبع لا لأن الله لم يقطع من الوتين فهذه الآية والتي قبلها لا تنافي حصول ما أخبر الله عن صيرورته لنبيه من بلوغه أعلى المراتب في الجنة وكذلك آية الرضوان تشهد بأنهم سيصيرون للجنة جمعنا الله بهم بحبنا لهم. فحديث الذود عن الحوض لا يكون للـ 1400 من الذين بايعوا وإنما غيرهم من الذين كفروا و ارتدوا فالصحابي تعريفه كل من اجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم وآمن به ومات على ذلك. والملاحظ أن الذين كفروا هم الذين حاربهم الصديق رضي الله عنه فهم كانوا مسلمين وفدوا على الرسول صلى الله عليه وسلم و اجتمعوا به وبايعوه وآمنوا به ولكن انقلبوا ولم يموتوا على ما بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم وماتوا كفارا لأنهم منعوا الزكاة ولذلك استحل أبو بكر دمائهم لأنهم خالفوا شروط شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله لأن الزكاة من حقها. فالدين ليس فيه تؤمن ببعض وتكفر ببعض ولذلك منهم من قال بل المفروض أن الزكاة لا تدفع إلا للرسول صلى الله عليه وسلم أما بعد مماته فلا زكاة. فهل الله عز وجل أنزل آيات الزكاة والرسول شرحها تفصيلا بالسنة هل هذا فقط لوقت حياته! بالطبع لا لأن الله عز وجل شرع دينا ليس بعده شرع آتي وهو لكل الأجيال القادمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فالله لم يشرع الصلاة فقط بزمن الرسول صلى الله عليه وسلم. والعجيب أن الروافض نسوا وتناسوا كلا المرتدين عن الإسلام من العرب من الذين حاربهم الصديق ولم يصرحوا إلا بالصحابة الباقون على الإسلام و اتهموهم بالكفر والأعجب منه أنهم أخرجوا علي و المقداد وسلمان وأبو ذر من هذا التعميم بدون دليل من الحديث الذي هو من عندنا بما استشهدوه علينا! وفي نهاية المطاف أقول في هذه الآية يخبر الله عز وجل ويشهد برضوانه عنهم ثم يتنطع الروافض ويقولون بل سيكفرون ويكونون أعداءا لله في المستقبل. وينسب الروافض لله ما ينزهون أنفسهم عنه فنعوذ بالله من قولهم ونبرأ لله منهم. *************************


الأخ أحمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جواب الوجه الأول: لا ندري كيف يفسر القوم (أهل السنة) أحاديثهم, فهذا المستشكل يقول ان الوارد في أحاديث الحوض من قوله (صلى الله عليه وآله): (أصحابي أصحابي), دليل على أنهم ألصق الناس به. وفي نفس الوقت يغض الطرف عما ورد في نفس هذه الأحاديث من أقوال مثل: (فأقول إنهم مني فيقال أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك), ومثل: (فيؤخذ بهم ذات الشمال) (وما أدراك ماذات الشمال), ومثل: (أن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم), ومثل: (إن تعذبهم فإنهم عبادك, ومثل: حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني), ومثل:(ليردن عليَّ أقـوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم), ومثل: (سحقاً سحقاً لمن غير بعدي), ومثل: (إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى), ومثل: (فقال هلم فقلت أبن قال إلى النار), ومثل: (فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم).. وكل هذه الفقرات هي من مرويات البخاري حصراً دون غيره.. وكل واحد منها تدل على مرادها بشكل واضح وظاهر بأن هناك جمعاً كبيراً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله), الذين هم ألصق الناس به (حسب هذا التفسير الذي أفاده صاحب التعليق وكأن صاحبه أصاب المحز ببيانه هذا) سيؤخذ بهم إلى النار, وأنهم أحدثوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وغيرّوا في الدين, وانهم يستحقون الدعاء عليهم بالسحق والبعد من الرحمة. والنتيجة ان النبي (صلى الله عليه وآله) لا يرى الناجين منهم إلا عدد ضئيل جداً شبهه بهمل النعم التي يفسرّها الشرّاح بان المراد اما الإبل الضالّة وهي عادة تكون قليلة جداً أو المتساقط من مائدة الطعام وهو أيضاً قليل جداً فتكون النتيجة ان الأصحاب الناجين من النار هم قليلون جداً. هذا هو التفسير والبيان المستفاد من هذه الاحاديث الواردة من طرف أهل السنة وفي أصح كتبهم فماذا يريد المستشكل بقوله: ((ان هذا الحديث الذي ذكرتموه من عندنا فلا يحق لكم ان تفسروه إلا بما عندنا أو بكلام علمائنا المعتبرين))؟!! فماذا تراه يفسر علماءه هذه الكلمات العربية الواضحة المعنى والدلالة؟ وهو نفسه - أي المستشكل - قد فسر كلمة (أصحابي أصحابي) الواردة في هذا الحديث بأنهم ألصق الناس.. فعلى تفسيره هو دون غيره يكون الصق أصحابه (صلى الله عليه وآله) هم المخاطبون بالإحداث في الدين بعد وفاته (صلى الله عليه وآله), وهم المدعوّ عليهم بالسحق والبعد من النار, وهم الذين يؤخذ بهم إلى ذات الشمال, وهم الذين سيقادون إلى النار, وهم الذين لا يرى النبي (صلى الله عليه وآله) أنه سيخلص منهم الإ مثل همل النعم. أي القليل جداً.. فليتدبر هذا المستشكل أمره.!! فأحاديث الحوض تتحدث عن الصحابة فعلاً كما يفسر المعنى هو بنفسه, وهذا هو التفسير الصحيح لهذه الأحاديث, وعليه أن يجد مخرجاً من هذه الورطة التي أوقعها سلفه فيها - ونعني بها القول بعدالة الصحابة - وظهور هذه الأحاديث بدخول أكثرهم إلى النار.. أم تراه سيوكل أمر هذه الأحاديث إلى قائلها ويرميها بالتشابه والإجمال كما فعل غيره مع أنها من أوضح الواضحات بل الأحاديث المحكمة التي ينبغي إرجاع كل الأحاديث المدعاة في عدالة الصحابة إليها. جواب الوجه الثاني: نقول علي (عليه السلام) والحسنين (عليهما السلام) وأبي ذر وسلمان والمقداد(رضوان الله عليهم)عدول عندنا وعندكم ولا محيص لكم في هذا, وأما البقية ممن ذكرت فأمرهم مشكوك حتى عندكم (راجع موقعنا في خصوص كل من ادعيت لتجد المناقشة في فضائله ومآل أمره). وان ادعيت سلامة موقفهم وحسن عاقبتهم بادلتك خاصة فهذا هو الدور الذي لا يمكنك في مجال الحوار مع الآخر أن تلزم به أحداً,بل حتى لا يمكنك الاطمئنان إلى صحة هذه العقيدة والركون إليها عقلاً بعد العلم بوجود الخلاف فيها, فالعقل عند وجود الضرر المحتمل يوجب البحث والفحص والعمل بالاحتياط لضمان سلامة الآخرة.. فتدبر ما نقول. جواب الوجه الثالث: في هذا الوجه ترى المستشكل كمن يلطم وجهه بيده!فهو يريد أن يثبت تهافت استدلال الشيعة في عدم ثبوت العدالة لجميع الأصحاب, مع أن كل الأدلة التي جاء بها الشيعة إنما هي أدلة سنية واضحة المعنى والدلالة, فإن قال ان هذه الأدلة يضرب بعضها بعضاً, فهي إنما أدلته وصار حالة كمن يضرب بعضه بعضاً. فالخطاب بعدالة الأصحاب الذي يدعي استفادته من آية الرضوان (ان دلت على كما يدعيه) يعارضه حديث (لا ترجعوا بعدي كفار) (الذي رواه البخاري وغيره) ويقف عائقاً أمامه في تمامية الدعوى المذكورة, فإن كان هناك ضير في هذا الاستدلال فإنما هو الضير في ذكرهم لهذه الأحاديث في متونهم الحديثية. والمستشكل هنا - إن أراد البقاء على دعواه بعدالة جميع الأصحاب - أمامه أحد أمرين: إما أن يبقى على دعواه بظهور آية الرضوان في عدالة الأصحاب, وهذا لازمه أن يضرب صحيحه (البخاري) ولا يعتد بما جاء فيه فيخالف قومه وأهل مذهبه في هذه المسألة! أو أن يقول بصحة هذه الرواية وصحة مضمونها فيضرب بذلك الظهور المدعى في الآية المذكورة. ونحن نترك عملية الاستدلال المذكورة له ليختار له مخرجاً من هذه المشكلة. وأما نحن فالمسألة عندنا واضحة بعد التفسير الصحيح الذي نتبناه لهذه الآية الشريفة والذي ذكرناه على موقعنا في أكثر من مورد (راجع حرف الصاد: الصحابة). وملخص الرد عليه: (( لَقَد رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤمِنِينَ إِذ يُبَايِعُونَكَ تَحتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيهِم وَأَثَابَهُم فَتحًا قَرِيبًا )) (الفتح: 18) أنّ الاية اولا رضت عن المؤمنين. فلابد من اثبات ايمان الصحابي لتشمله الاية إذ أنّ الاية لم تقل من بايعك فقد رضيت عنه أو انه مؤمن بل قالت الاية رضي الله عن المؤمنين, هذا هو القيد الاول. القيد الثاني أن الرضا ليس مطلقا عن المؤمن الى يوم القيامة او عن افعاله ليدل على عصمته بل الاية تدل على الرضا في ظرف خاص وهو اذ يبايعونك فإن هذا الظرف كان الله راضيا عنه. القيد الثالث بينه الله في اية اخرى من نفس هذه السورة: (( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيدِيهِم فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفسِهِ وَمَن أَوفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيهُ اللَّهَ فَسَيُؤتِيهِ أَجرًا عَظِيمًا )) (الفتح: 10). فان الاية قسمتهم الى قسمين من يفي بالبيعة فوعده الله بالاجر العظيم, ومن لا يفي وينكث فانما ينكث على نفسه ولا يضر الله . وأما استشهاده بقصة فرعون وموسى (عليه السلام) فنقول له : ان ذلك يتم على حسب تفسيرك للآية الكريمة والذي خيرناك قبل قليل بين الأخذ به وضرب صحيحك (البخاري), أو الأخذ بما في صحيح البخاري وضرب هذا الظهور المدعى للآية.. وعلى أية حال هو تفسير لا يستفاد من الآية الكريمة, وقد أجبنا عليه في موقعنا المشار إليه سابقاً, فراجع ثمة. قوله: ((لماذا لم يخبر الله بنبية عن اعدائه الملتصقين به كما يزعم الروافض..). نقول: قد أخبره المولى سبحانه اجمالاً وتفصيلاً.. ولكن عمى البصائر يحجب البعض عن رؤية هذه الحقيقة.. فمن حيث الإجمال أخبره سبحانه ان في أصحابة جملة من المنافقين, قال تعالى: (( وَمِن أَهلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعلَمُهُم نَحنُ نَعلَمُهُم )) (التوبة:101), فهؤلاء صحابة موجودون في المدينة يعيشون مع النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يراهم ويرونه وهم منافقون قد أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) بنفاقهم ووجودهم الاجمالي بين صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) وان اخفى عنه شخوصهم ومعرفتهم التفصيلية لأسباب يعلمها المولى سبحانه. ومع ذلك فقد أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) قائلاً: (في أصحابي أثنا عشر منافقاً, فيهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتى يلج الجمل في سم الخياط, ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة, وأربعة لم أحفظ ما قاله شعبة فيهم) (صحيح مسلم 8: 122 الحديث 9, كتاب صفات المنافقين وأحكامهم) والمراد بالدبيلة: خرّاج ودمّل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالباً. فأنت تلاحظ العلم الإجمالي وكذلك العلم التفصيلي عند النبي (صلى الله عليه وآله), ولم يقتصر النبي (صلى الله عليه وآله) هذا العلم على نفسه بل منحه لبعض الصحابة الذين يثق بهم كحذيفة بن اليمان الذي أطلعه على اسماء المنافقين وأحوالهم (انظر صحيح البخاري 4: 251 باب مناقب عمار وحذيفة, مسند أحمد 6: 449, سير أعلام النبلاء 2: 362).. ولعلمه (رضي الله عنه) تراه يقبل عليه مثل عمر بن الخطاب ليسأل: ((يا حذيفة بالله أنا من المنافقين؟!)) (انظر:مقدمة فتح الباري 402 وعدّه ابن حجر من الأحاديث الصحيحة). ولدينا سؤال من أهل السنّة وهو اذا كان عمر مطمئنا من ايمانه فلماذا يسأل؟ فالمولى سبحانه قد أخبر نبيه (صلى الله عليه وآله) بأصحابه وشأنهم وهو(صلى الله عليه وآله) قد أخبر الأمة بذلك.. فما بال القوم لا يفقهون حديثاً!! قوله ((لماذا لم يبشره الله بالجنة....الخ)). نقول: أحاديث التبشير بالجنة احاديث سنية بحته والاستدلال بها لإلزام الآخرين بها في مقام الاحتجاج يلزم الدور كما لا يخفى ذلك على الطلبة المبتدئين الذين يدرسون علم المنطق والأصول في دوراتهم الأولى.. وهذه الأحاديث على أية حال لم يصح شيئاً منها (راجع موقعنا على الإنترنيت وتحت العنوان : - حرف الحاء, الحديث, حديث العشرة المبشرة ـ). قوله: ((... هل الرسول (صلى الله عليه وآله) يغضب ويدعو للقتال والبيعة انتقاماً على قتل منافق..)) نقول: كان عثمان في هذه الحادثة مرسلاً من قبل النبي (صلى الله عليه وآله) وكانت الدعوة إلى القتال والبيعة على محاربة المشركين لم تكن للخبر المزعوم لمقتل عثمان وانما لما بلغه (صلى الله عليه وآله) بأن المشركين عازمون على حربه, فحارب حينئذٍ المسلمين على دفعهم لا على الابتداء بقتالهم (راجع تفسير القرطبي 3: 43). قوله: ((... فإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) استأمنه فكيف تتهمونه بالنفاق..)). نقول: أفعال النبي (صلى الله عليه وآله) في تلك الحقبة من تاريخ الرسالة لم تكن بالشكل الذي يتصوره البعض بأنه (صلى الله عليه وآله) كان لا يتعامل في إرسال الوفود أو تأمير القادة للجيش إلا مع خصوص المؤمنين الصادقين من الصحابة . كلا, فقد كانت للظروف احكامها التي فرضت عليه (صلى الله عليه وآله) ان يتعامل وفق حسابات اجتماعية كان الهدف منها هو توسيع رقعة الدين وزيادته الكمية فحسب, وإلا ما الدافع له بأن يدعو للدخول في الإسلام وان يطالب الناس بأن يقولوا - فقط مجرد القول - قولوا لا إله إلا الله تفلحوا.. وهل ترى الفلاح والفوز بالجنة منوط بالتلفظ بكلمة الشهادة هذه فحسب.. ان المسألة ليست كذلك حتماً, وانما الظروف والاوضاع التي كانت تعيشها الدعوة في ذلك الوقت حتمت عليه (صلى الله عليه وآله) ان يبتدأ بالمشروع الكمّي للدعوة بغية التجذر في الأرض وترسيخ الأسس ومن ثم بعد ذلك يبدأ بعملية التهذيب والتشذيب لما هو غير نافع وضار على الإسلام وإلا ما تقول من فعل خالد بن الوليد في بني حذيمة حين وترهم بثارات جاهليته وكان أميراً على سرية بعثها رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليهم, فشهدوا على أنفسهم بالإسلام فاستأمنهم ثم شن عليهم الخيل فقتلهم, وعند ما بلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله) بكى ورفع يديه إلى السماء, وقال: ((اللهمَّ أني ابرء إليك مما فعل خالد)). (انظر صحيح البخاري 5: 203 كتاب المغازي, وسيرة ابن هشام 4: 70, ودلائل النبوة للبيهقي 5: 114). نقول: وأما بقية الكلام فهو يدور حول قضية يسلم هو بها - وهي غير مسلّمة - حاصلها : الإستدلال بآية الرضوان على تعديل الأصحاب, ونحن نقول له ان في هذا الاستدلال دور يجب الأنتباه إليه, ويمكن معرفة هذا الدور بالرجوع إلى موقعنا على الإنترنيت وتحت العنوان (حرف الصاد, الصحابة, الأسئلة التي تتعلق بآية الرضوان). ومع ذلك نحن ندعوه للاجابة على الأشكال التالي: ان هناك جملة من الذين بايعوا تحت الشجرة وزعمتم ان النبي (صلى الله عليه وآله) قد شهد لهم بالجنة قد شارك في قتال عثمان.. فهل تراه يحكم برضوان الله عليهم لأنهم من أهل بيعة الرضوان أم يحكم بكفرهم لأنهم قتلوا (الخليفة)؟! (انظر احوال: عبد الرحمن بن عديس البلوي). وأيضاً هناك ممن بايع تحت الشجرة وقد ثبت أنه قتل عمار بن ياسر وقد جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث صحيح صريح بان قاتل عمار بن ياسر وسالبه في النار (المستدرك على الصحيحين 3: 437 في حديث يصححه الحاكم والذهبي, معجم الزوائد 7: 297 قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ) فهل تراه يحكم برضوان الله على هذا القاتل لعمار أم يذعن للحديث الصحيح بأنه من أهل النار؟ (انظر أحوال أبي الغادية).. نترك الإجابة للمستشكل نفسه. ودمتم في رعاية الله