logo-img
السیاسات و الشروط
( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

يعلم بان العبد يخطأ فلماذا خلقه

ف هسه راح نتحاور مرة لخ بخصوصه: انتِ: بما انه انت تعتقد انه الكون ما اجا صدفة ف ليش ما تؤمن بالدين؟.. اكو خالق عظيم خلقنا شنو مشكلتك ويا هالفكرة البسيطة! اني: كلام حلو وماعندي مشكلة بيه.. بس هنا اكو سؤال.. لازم اعرف فد شغلة قبل كل شي.. وهي ليش الله خلقنا؟ انتِ: حتى يختبرنا.. خلقنا واعطانا ارادة حرة بتقرير مصيرنا.. فخلقنا حتى يختبرنا ويشوف راح نعبده لو لا.. وعلى هالاساس يدخلنا اما للجنة او للنار.. اني: الله كُلي القدرة وكُلي المعرفة... بما انه هو كُلي المعرفة فهو قبلما يخلقنا جان يعرف مصيرنا.. وبما انه هو كلي القدرة ف جان يكدر ميخلقنا اصلا. لما انخلقنا احنا بهالحياة.. بعضنا راح يعمل صالحا ويعبد الله ويدخل الجنة.. وبعضنا راح ما يعبده ويدخل النار.. زين هذوله الناس الي راح يدخلون النار.. هو قبلما يخلقهم مو جان يعرف انه هم راح يدخلون النار؟ ليش خلقهم لعد؟اي نطاهم ارادة بس هو قبلما يخلقهم جان يدري انه هو شكدما نطاهم ارادة وشكدما حطهم باختبارات بالاخير هم راح ما يعبدوه! راح يدخلون للنار شكدما حطهم باختبارات.. يعني شكدما نطاهم فرص هو يعرف مصيرهم بالاخير.. ف ليش خلقهم!


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب حوار جميل اسمحوا لي ان ادخل معكم ونكرر القضية الاخيرة الله كُلي القدرة وكُلي المعرفة ... المزید بما انه هو كُلي المعرفة فهو قبلما يخلقنا جان يعرف مصيرنا.. وبما انه هو كلي القدرة ف جان يكدر ميخلقنا اصلا. لما انخلقنا احنا بهالحياة.. بعضنا راح يعمل صالحا ويعبد الله ويدخل الجنة.. وبعضنا راح ما يعبده ويدخل النار.. زين هذوله الناس الي راح يدخلون النار.. هو قبلما يخلقهم مو جان يعرف انه هم راح يدخلون النار؟ ليش خلقهم لعد؟اي نطاهم ارادة بس هو قبلما يخلقهم جان يدري انه هو شكدما نطاهم ارادة وشكدما حطهم باختبارات بالاخير هم راح ما يعبدوه! راح يدخلون للنار شكدما حطهم باختبارات.. يعني شكدما نطاهم فرص هو يعرف مصيرهم بالاخير.. ف ليش خلقهم! انا: اذن انتِ تؤمنين بوجود خالق عظيم لهذا الكون واشكالك ليس على اصل وجوده وذاته وانما اشكالك على بعض افعاله فلا تعرفين الجواب لماذا يفعل الخالق العظيم هذا بان يخلقنا وهو يعلم بمصيرنا فالحيرة حيرة افعال الخالق لا في اصل وجود الخالق فعدم معرفة وجه الحكمة لا يمكن ان تنفي اصل الوجود وحتى يتضح هذا جليا: ناخذ مثالا بسيطا ثم نحاول ان نفكر معا في حلحلت هذا الاشكال ومن ثم تفكيكه ومن ثم نذره في الرياح المثال طلب مني استاذ الاحياء (وهو اكبر استاذ في البلد علما وحكمةً) ان اعمل شيئا في حديقة الجامعة بان احفر الارض واحمل كمية كبيرة من التراب الى الجانب الايمن من الحديقة ثم بعد ساعتين ارجع هذا التراب الى مكانه كان الطلب غريبا وحاولت فهم العلة والحكمة من هذا فما اهتديت وسالت من كان معي من الطلبة وأجابوني باجوبة لم اقنع بها ابدا وبقيت افكر مليا متأملا ومتألما لاني ماعرفت الجواب المقنع ولكني اقتنعت بشيء واحد وهو ان هذا الاستاذ عالم كبير في الاحياء فلابد ان تكون هناك فائدة لهذه الاعمال وهذه الفائدة تنسجم مع عظيم المشقة من هذا العمل وقررت الاستمرار في العمل الى ان تاتي الفرصة واسال الاستاذ) (انتهى المثال) السؤال عدم معرفة الحكمة من فعل الاستاذ هل يمكن ان يعني نفي اصل وجود الاستاذ فاقول بما اني لم اعرف الحكمة من نقل التراب فان الاستاذ عدم وليس موجودا؟ هل هذه نتيجة يقبلها العقل؟ اذن القضية المهمة هنا: انا بعد ان اثبتنا بالدليل العقلي القطعي بان هناك خالقا عظيما وحكيما باعلى مستويات الحكمة وعالما بعلم لا قرار له فان لم اجد جوابا لفعل من افعاله فهذا لا يمكن ان يؤدي إلى نفي وجوده نعم اقصى مافي الموضوع هو الجهل وعدم الوقوف على فائدة هذا الفعل من الخالق وبما انه خالق عليم وحكيم بادق مستويات الحكمة فهذا يعني ان هناك فائدة وهذه الفائدة لابد ان تنسجم مع عظيم الفعل . وبعبارة اخرى : ان الجهل بحكمة العمل من الخالق لا تنفي اصل وجود الخالق وهذه النقطة كبيرة جدا والكثير يحاول ان يصور التلازم بين جهل الحكمة ونفي الوجود وهذا خلل كبير لا بد ان نلتفت له عند التفكير والتحليل. الان ناتي نحاول ان نفكر سوية في وجه الحكمة من خلق الانسان الجواب ١: جواب عام وقد تقدمت الاشارة اليه في الكلام السابق ونفصله الان: ان الله تعالى في اعلى مراتب القدرة وفي اعلى مراتب العلم كما تفضلتم وانا متفق تماما معكم ونضيف شيئا اخر ان الله تعالى في اعلى مراتب الحكمة فهو القادر وهو العليم ﴿وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ فاي فعل يكون منه تعالى فلابد ان يكون لحكمة يعلمها الله تعالى وهذه الحكمة تتناسب طرديا مع عظمة فعله فكلما كان الفعل عظيما لابد ان تكون الحكمة منه عظيمة ايضا ومن هذه الافعال هي خلق هذا الانسان وخلق هذا الكون فلابد ان يكون له حكمة عظيمة فهو القائل : ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ۝ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [سورة الدخان: 38-39] فاذا كنا نجهل وجه العلة في خلق الانسان فهذا لا يعني انه لا حكمة ولا علة اصلا بل يعني ان الحكمة اعظم من ان احيط بها فمثلا ماهي العلة من الصلاة ١٧ركعة واجبة في اليوم والليلة وما العلة في كون الصوم في شهر رمضان ولمَ كانت ثلاثين يوما مجتمعة وما العلة في اعمال الحج وما العلة خمس المال لماذا لم يكن العشر او الثمن او الربع وهناك الكثير من الاسئلة لا نجد الجواب عليها بشكل يثبت العلة الالهية التي للها شرع كل هذه الامور بالدقة والتفصيل ولكن لا نعترض على الله تعالى ونسلم له كل ما يريده ويفعله وذلك ببساطة لانا نؤمن ان الله تعالى حكيم وعليم وكل ما يشرعه ويفعله انما هو لحكمة عظيمة وكذلك في سؤالكم الذي هو محل الكلام فبما اننا نؤمن ان الله تعالى حكيم وعليم فلابد ان هناك حكمة عظيمة وراء خلق الانسان وان لم نعيها او ندركها. الجواب٢: جواب عام متفرع على السابق اننا نؤمن ان الله تعالى غني لا يحتاج إلى شيء من مخلوقاته بل مخلوقاته هي احوج ما تكون اليه تعالى فـ ((يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ،))(سورة فاطر، آية 15) فاي فعل واي تشريع من الله تعالى لا يمكن ان يكون النفع فيه للخالق تعالى وانما النفع فيه للمخلوق لاننا لا يمكن ان نتصور ان الخالق يحتاج إلى شيء والا كان مفتقرا ومحتاجا ويستحيل في الخالق لكل شيء ان يكون محتاجا فانه يتنافى مع كونه خالق كل شيء. اذا اتضح هذا نقول ان الله تعالى عندما خلق الانسان يستحيل ان يكون خلقه لحاجة يحتاجها ويفتقر اليها الخالق تعالى بل هي بلا شك ولا ريب تعود لخلق الانسان وهذه المنفعة لابد ان تكون عظيمة بمقدار عظمة خلق كل هذا الكون لأجل عباده. الجواب٣ : اما ماهي هذه الحكمة من خلق الانسان التي ترجع لنفس الانسان فهذا قد اوضحناه مليا في اسئلة سابقة يمكنكم مراجعة ارشيف الاسئلة بالبحث عن (علة خلق الانسان) او البحث عن (لماذا خلق الله الانسان) ونذكر هنا شيئا للفائدة: ان الله عز وجل خلق الانسان لا للدنيا بل خلقه للاخرة ولاجل ان يصل الانسان لاعلى المراتب ويصل إلى ما اعده الله تعالى له فلابد ان يمر باختبارات واعدادات وهي تكون في عالم الدنيا حتى يصل إلى الكمال الذي يجعله ينتقل إلى العالم الآخر وله الاهلية الكاملة وهذا نجده نحن في حياتنا فمثلا مرحلة الجامعة والدراسات العليا ليس يمكن ان يصل لها اي انسان لمجرد انه يحب ان يكون دكتورا بل لابد ان يمر بمراحل قبل هذا واختبارات ويرتقي من الدراسة الابتدائية إلى الثانوية إلى الجامعية ومن ثم إلى نيل الشهادات العليا ولا يكون مهيئا لنيل الدكتوراه الا بعد كل هذه السنين الطوال في الجد والاجتهاد وحالنا مع الاخرة هو هكذا فان الله تعالى يريد لنا نيل اعلى المراتب ولكن حتى لا يتساوى المجد مع المهمل ولا يتساوى المصلح مع المفسد كان على الناس ان يمروا بالدنيا وبالاختبارات والامتحانات حتى يرتقون ويصلون إلى المراتب العليا بجهدهم واجتهادهم نعم قد البعض يحتاج مساعدة في اخر المطاف فهناك الشفاعة وهناك الغفران وغير ذلك من الرحمات الالهية كي يظفر ضعاف العمل بالجنة ولو بمرتبة نازلة. ومن كل هذا يمكن تصوير ان الحكمة من خلق الانسان هو نيل المراتب العليا في الجنان ويكون في مقامات رفيعة ابد الدهر. الجواب٤: قضية خلق الانسان وهو يعلم انه يدخل الجنة ليس فيه اشكال قطعا لأنه ببساطة نقول ان الله تعالى اراد ان يكرم عباده لشدة حبه لهم اراد لهم النعيم الدائم فخلقهم لهذا النعيم. بقى عندنا التساؤل الاهم والاعقد هو لماذا خلق الانسان وهو يعلم انه سيدخل النار. ان اعطاء الوجود لعباده هو خير كله فان الوجود خير من العدم وهذا لا كلام فيه واعطى الجميع العقل واعطاهم حرية الاختيار فمن يختار الشر فقد اساء لنفسه واستحق حزاء فعله وهذا المقدار لا يمنع الخير في اصل اعطاء الوجود والله تعالى لا يحرم احدا من عطائه بل الاستفادة من عطائه يرجع إلى اختيار العبد ومقدار سعيه هو ومجرد علم الله بما سيحصل من هذا الانسان لا يمنع ان يمنح الله الوجود للجميع بل لو منع الوجود عن بعض ومنحه لبعض بحجة ان الذي منع عنه الوجود سيفسد لكان الاشكال في هذا المنع بان الجميع هم عبادك والكل له عقل والكل له اختيار فلا وجه لمنع الوجود عن احد بمقتضى عدل الله ((فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ))(سورة فاطر، آية 39) ونضرب مثالا كي تتضح الفكرة اكثر استاذ في مدرسة وهو خبير بمستوى طلبته ويعلم ان بكرا لن يوفق في الامتحان ويعلم ان عليا يوفق باعلى المستويات وهو لم يقصر في تدريس الجميع واعطى كل وسائل المساعدة للجميع وكل ما يساعد على النجاح فهنا اذا سمح للجميع بدخول الامتحان فلا نلومه على ادخاله الطالب الضعيف للامتحانات بل نقول له بارك الله بك فعلت ما عليك والباقي على الطالب فهكذا الحال مع الخالق تعالى فان علمه بما سيختاره العبد لا يمنع من خلقه وادخاله الامتحان. بهذا اتضح اكثر من جواب عن هذا التساؤل اسال لكم الخير وانا بخدمتكم ان لك يتضح الجواب. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1