logo-img
السیاسات و الشروط
. ( 25 سنة ) - العراق
منذ سنة

العوض عند رب العالمين

يقولون العوض عند رب العالمين أو رب العالمين سوف يعوضك عن ما عانيت أو فاتك أو الخ. فسؤالي هل هذا العوض يشمل ما أخطأت به، وفقدته من عمل يدي كفرصة عمل أو دراسة ضيعتها بإهمال دراستي؟ مع العلم أني أتعبت وبذلت جهدي لاحقاً.


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب ابنتي الكريمة، وفقكِ الله تعالى لكل خير. الرزق بيد الله تعالى، بل كل خيرٍ بيده سبحانه، هو يكتبه للعبد بعلمه بما ينفعه ويضره، فلا ندري ما هو المناسب لنا من الرزق مادياً ومعنوياً، وهو -سبحانه- العالم بذلك، وفي حال لم يتمكن المرء من نيل مراده، فإنّ هذا يكشف عن أنّ الله تعالى لم يشأ له ذلك، إمّا لأنه لا ينفعه أصلاً أو لأنه ينفعه، ولكنه هو فوّت الفرصة التي أتيحت له، ولا دليل على التعويض في الحالة الثانية، بعد أن فرضنا أنّ المرء هو الذي فوّت الفرصة بتقصيره أو قصوره. نعم لو ترك أمراً محبوباً طاعة لله تعالى، فقد تكفل الله تعالى له بالرزق، قال تعالى: ﴿ومن يتق اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ (الطلاق: ٢-٣) كما يمكن أخذ قاعدة عامة من ذلك، وهو أن المرء إذا كان على طاعة الله تعالى مستمرّة، وتقوى لله تعالى، فهو مكفول له رزقه، ومن حيث لا يحتسب. وبهذا يتحقق العوض في الحالات كلهن، إذ لا معنى للعوض، غير أن الله تعالى يرزقني شيئاً آخر بدل ما فاتني، وهذا متحقق مع التقوى بترك المعاصي وأداء الواجبات. حفظكم الله وسدد خطاكم.

1