السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك روايات عن الكلام الذي كلم الرب تبارك وتعالى به نبيه موسى عليه الصلاة والسلام، وماهي قصة النار وطور سيناء
وجزاكم الله خير الجزاء
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
انقل لكم ما ورد في تفسير الصافي وهو منقول من مضمون الروايات الشريفة وان شاء الله فيه الكفاية:
(فلما قضى موسى الأجل وسار باهله بامرأته انس من جانب الطور نارا أبصر من الجهة التي تلي الطور القمي في حديثه السابق أنه قال لشعيب لابد لي ان ارجع إلى وطني وأمي وأهل بيتي فما لي عندك فقال شعيب (عليه السلام) ما وضعت أغنامي في هذه السنة من غنم بلق فهو لك فعمد موسى عندما أراد ان يرسل الفحل على الغنم إلى عصاه فقشر منه بعضه وترك بعضه وغرزه في وسط مربض الغنم والقى عليه كساء أبلق ثم ارسل الفحل على الغنم فلم تضع الغنم في تلك السنة الا بلقا فلما حال عليه الحول حمل موسى امرأته وزوده شعيب من عنده وساق غنمه فلما أراد الخروج قال لشعيب ابغي عصا يكون معي وكانت عصي الأنبياء عنده قد ورثها مجموعة في بيت فقال له شعيب ادخل هذا البيت وخذ عصا من بين العصي فدخل فوثبت إليه عصى نوح وإبراهيم وصارت في كفه فأخرجها ونظر إليها شعيب فقال ردها وخذ غيرها فردها ليأخذ غيرها فوثبت إليه تلك بعينها فردها حتى فعل ذلك ثلاث مرات فلما رأى شعيب (عليه السلام) ذلك قال له اذهب فقد خصك الله عز وجل بها فساق غنمه فخرج يريد مصرا فلما صار في مفازة ومعه أهله أصابهم برد شديد وريح وظلمة وجنهم الليل فنظر موسى إلى نار قد ظهرت كما قال الله تعالى فلما قضى موسى الأجل الآية قال لأهله امكثوا انى آنست نارا لعلى آتيكم منها بخبر الطريق في المجمع عن الباقر عليه السلام لما قضى موسى الأجل وسار بأهله نحو بيت المقدس أخطأ الطريق ليلا فرأى نارا قال لأهله امكثوا انى آنست نارا أو جذوة عود غليظ وقرء بالفتح والضم من النار لعلكم تصطلون تستدفؤون بها (٣٠) فلما اتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن قيل من الشاطئ الأيمن لموسى في البقعة المباركة في التهذيب عن الصادق عليه السلام شاطئ الوادي الأيمن الذي ذكره الله تعالى في القرآن هو الفرات والبقعة المباركة هي كربلاء من الشجرة قيل كانت نابتة على الشاطئ ان يا موسى انى انا الله رب العالمين هذا وان خالف ما في طه والنمل لفظا فلا يخالفه في المعنى (٣١) وان الق عصاك فلما رآها تهتز اي فألقاها فصارت ثعبانا واهتزت فلما رآها تهتز كأنها جان حية في الهيئة والجثة أو في السرعة ولى مدبرا منهزما من الخوف ولم يعقب ولم يرجع يا موسى نودي يا موسى اقبل ولا تخف انك من الآمنين من المخاوف فإنه لا يخاف لدي المرسلون القمي في الحديث الذي سبق قال فأقبل نحو النار يقتبس فإذا شجرة ونار تلتهب عليها فلما ذهب نحو النار يقتبس منها أهوت إليه ففزع وعدا ورجعت النار إلى الشجرة فالتفت إليها وقد رجعت إلى الشجرة فرجع الثانية ليقتبس فأهوت نحوه فعدا وتركها ثم التفت وقد رجعت إلى الشجرة فرجع إليها الثالثة فأهوت إليه فعدا ولم يعقب اي لم يرجع فناداه الله عز وجل ان يا موسى انى انا الله رب العالمين قال موسى فما الدليل على ذلك قال الله عز وجل ما في يمينك يا موسى قال هي عصاي قال القها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى ففزع منها موسى وعدا فناداه الله عز وجل خذها ولا تخف انك من الآمنين (٣٢) اسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء قال اي من غير علة وذلك أن موسى كان شديد السمرة فأخرج يده من جيبه فأضاءت له الدنيا واضمم إليك جناحك من الرهب وقرء بضم الراء وبفتحتين ولعل ذلك لاخفاء الخوف عن العدو أو لتسكينه بناء على ما يقال إن الخوف يسكن بوضع اليد على الصدر فذانك وقرء بتشديد النون برهانان حجتان من ربك مرسلا بهما إلى فرعون وملائه انهم كانوا قوما سوء فاسقين (٣٣) قال رب انى قتلت منهم نفسا فأخاف ان يقتلون بها (٣٤) وأخي هارون هو افصح منى لسانا فأرسله معي ردءا معينا وقرء بغير همز يصدقني بتخليص الحق وتقرير الحجة وتزييف الشبهة وقرء مجزوما انى أخاف ان يكذبون ولساني لا يطاوعني عند المحاجة (٣٥) قال سنشد عضدك بأخيك سنقويك به ونجعل لكما سلطانا غلبة فلا يصلون اليكما باستيلاء بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون. (تفسير الصافي، الفيض الكاشاني، ج٤/ص٨٨)
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته