الأخ هاشم المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهمن الواضح ان محل استدلال من استدل على ابي بكر من اعلام الصحابة تدور مدار احاديث ثابتة ومروية عند السنة انفسهم ونذكر منها مما يدل على غصب الخلافة: أولاً: عن علي (عليه السلام) في قوله تعالى ( انما انت منذر ولكل قوم هاد) قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر والهاد رجل من بني هاشم. قال الهيثمي في مجمع زوائده 7/41 رواه عبد الله بن احمد والطبراني في الصغير والاوسط ورجال السند ثقات. أهـ وتعميم الهادي برجل من بني هاشم يفسر حديث الاثني عشر رجلا وإمامتهم.وقال الحافظ ابن حجر: قال بعض رواته: هو علي. وقال قبله بقليل: والمستغرب ما اخرجه الطبري باسناد حسن من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الاية وضع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده على صدره وقال: انا المنذر واومأ الى علي وقال: انت الهادي بك يهتدي المهتدون بعدي. راجع فتح الباري لابن حجر العسقلاني 8/284.
ثانياً: وعن حيان الاسدي سمعت عليا يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: (ان الأمة ستغدر بك بعدي وأنت تعيش على ملتي وتقتل على سنتي من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضني وان هذه ستخضب. من هذا يعني لحيته من رأسه) رواه الحاكم في المستدرك3/143 وصححه ووافقه الذهبي.
ثالثاً: قوله (صلى الله عليه وآله): ما تريدون من عليّ ان علياً مني وانا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي. راجع سلسلة الاحاديث الصحيحة للشيخ الالباني (حديث 2223) قال: اخرجه الترمذي والنسائي في الخصائص وابن حبان والحاكم والطيالسي في مسنده واحمد ... المزید.ثم قال الالباني: وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه الا من حديث جعفر بن سليمان.ثم قال، قلت: وهو ثقة من رجال مسلم وكذلك سائر رجاله ولذلك قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم واقره الذهبي.ثم قال الالباني: وللحديث شاهد يرويه اجلح الكندي.... اخرجه احمد (5/356)، واسناده حسن رجاله ثقات رجال الشيخين غير الاجلح مختلف فيه وفي التقريب: صدوق شيعي.ثم قال الالباني: على ان الحديث قد جاء مفرقا من طرق اخرى ليس فيها شيعي.
فقد جاء من حديث ابن عباس فقال الطيالسي (2752): حدثنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعلي: « أنت ولي كل مؤمن بعدي » وأخرجه أحمد ومن طريقه الحاكم (3/132) وقال: ((صحيح الإسناد)) ووافقه الذهبي وهو كما قالا.وهو بمعنى قوله (صلى الله عليه وآله): (( من كنت مولاه فعلي مولاه... )) وقد صح من طرق كما تقدم بيانه في المجلد الرابع برقم (1750).
ثم قال الالباني مهاجما امامه وشيخ اسلامه ابن تيمية لانكاره هذا الحديث قائلا: فمن العجيب حقا أن يتجرأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه كما فعل بالحديث المتقدم هناك....هذا كله من بيان شيخ الاسلام وهو قوي متين كما ترى فلا أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث، إلا التسرع والمبالغة في الرد على الشيعة.وقال الشيخ الالباني الوهابي في رده هناك على ابن تيمية ايضا عند تصحيحه حديث الغدير (من كنت مولاه فعلي مولاه) كما في الصحيحة ح 1750: ( إذا عرفت هذا فقد كان الدافع لتحرير الكلام على الحديث وبيان صحته: أنني رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية قد ضعَّف الشطر الأول من الحديث، وأما الشطر الآخر فزعم أنه كذب! وهذا من مبالغاته الناتجة في تقديري من تسرعه في تضعيف الأحاديث قبل أن يجمع طرقها، ويدقق النظر فيها. والله المستعان ) أهـ.وغيرها كثير من الاحاديث المذكورة في المحاججة بنصها او بمعناها الثابتة عند اهل السنة وهذا يكفي لاقامة الحجة على ابي بكر واتباعه حتى وان لم تصح هذه المحاججة سندا والله العالم.ودمتم في رعاية الله