السلام عليكم
س١/ أجد صعوبة بالغة بالإلتزام بالطاعات والأعمال المستحبة، وأشعر نفسي ثقيلة جداً وأحاول جهد الامكان أن أقضي على هذا الشعور لكن أجده صعباً جداً، ماذا أفعل؟
س٢/أُحِبُ قراءة الكتب الدينية واقرأها بشكل مستمر، فما هي الكتب التي تنصحوني بقرائتها؟
وهل تنصحوني بقراءة الكتب الإجتماعية والنفسية أم أكتفي بالدينية فقط؟
اسألكم الدعاء جداً بالتوفيق جزاكم الله خير الجزاء.
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
١) ابنتي الكريمة، بارك الله تعالى بكم على هذا الإهتمام بتهذيب النفس.
- ولكن ينبغي أن تعلموا بأنّ للقلوب أحوال فتارة هي في حال الإقبال وتارة في حال الإدبار، ففي الإقبال يمكنكم أن تجاهدوا أنفسكم بالنوافل وفي حالة الإدبار عليكم بأن تختصروا على الفرائض؛ لكي لا تحملوا قلوبكم على ماتكره فتنفر وتحس بالثقل.
- فعن مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال: "إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض". (الحر العاملي، وسائل الشيعة: ج٣، ص ٥١).
٢) أمّا بالنسبة لرضوخ النفس بالطاعة وتلبية الأمور المستحسنة وبكل أنشراح، فهذا يحتاج إلى وقتٍ ومداومة وصبر على رفع الحجب والكدورات من القلب، وهو مايسمى عند أهل الأخلاق بالتخلية أي: خلاص القلب وتنظيفه من كل الشوائب والخطايا، وبعد ذلك سوف يكون القلب مهيّئاً، ولديه استعداد لقبول الأعمال الحسنة وبكل انشراح، وترك الأعمال القبيحة وبدون تكلفة وهذا مايسموه بالتحلية.
٣) وأما بالنسبة لشعوركم بثقل الدنيا، فمن أهم العوامل التي تثقل الإنسان بعبادته ورقيّه نحو الكمال الإلهي هو التعلق بأمور الدنيا، حيث يقول سبحانه وتعالى في كتابة المجيد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} (التوبة: ٣٨).
- وأعلمي -ابنتي الكريمة- بأنه لا يوجد أدبار بدون سبب، فينبغي التفحص والتخلص من التعلقات الدنيوية، والتخلص من صديقات السوء، والتخلص من أوقات الفراغ، وأفضل علاج للنشاط والإقبال في الصلاة هو أدائها في أول وقتها، ففي الحث على الصلاة في أول وقتها روي عن مولانا الإمام الصادق (عليه السلام): "فضل الوقت الأول على الأخير كفضل الآخرة على الدنيا" (ثواب الأعمال: ١ / ٥٨ / ٢).
- فإذا وفقتم في تنظيمكم للصلاة فسوف تنتظم كل أعمالكم أيضاً.
٤) يرجى -ابنتي الكريمة- بأن تبعثي سؤالكم الثاني برسالة أخرى، لأنّ البرنامج يسع لجواب واحد مع الاعتذار.
* وفقنا الله تعالى وإياكم لكل خير وصلاح بحق محمد وآله (صلوات اللّٰه وسلامه عليهم أجمعين).
* ودُمتم في رعاية اللّٰه وحفظه.